شارك المقال
  • تم النسخ

“كورونا” و”الباك”.. هكذا أضرّ الفيروسُ التاجيُّ بـ”المُتمدرسينَ” وخَدَمَ “الأحْرَارَ”

غيّر فيروس كورونا، منذ تسجيل أول إصابة في المغرب بداية مارس الماضي، الكثير من الأمور في البلاد، حيث شلّ العديد من القطاعات، وأجبرها على التوقف مؤقتا، أو تحويل عمالها من الواقع إلى العالم الافتراضي، مثل ما قامت به وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، التي اضطرت لإنهاء الموسم الدراسي “عن بعد”، بدل الحضور للمدارس والمعاهد والجامعات.

انعكاسات الفيروس التاجي القادم من الصين، لم تتوقف عند الدراسة فقط، بدل تنجاوزتها لتمس امتحانات الباكالوريا لهذه السنة، بعد أن فرضت الجائحة إجراءها في غير مسبوقة، حيث خصصت قاعات رياضية والجامعات إلى جانب المدارس، من أجل احتضان هذا الحدث المهم، والذي مرّ في ظل التزام صارم بالتدابير الوقائية المتخذة للتصدي لـ”كوفيد-19″، على رأسها التباعد بين طاولات المترشحين وارتداء الكمامات.

وساهم فيروس كورونا أيضا، في تقليص ظاهرة الغشّ في امتحانات الباكالوريا، بنسبة بلغت 18 في المائة، فيما يخص مسالك الآداب والعلوم الإنسانية والتعليم الأصلي، بعد أن تم ضبط 1107 حالة غش في اختباراتهم فقط، فيما تراجعت نسبة الغش لدى المسالك العلمية والتقنية والباكالوريا المهنية، بـ 43 في المائة.

والملاحظ في إحصائيات الوزارة، أن كورونا أثّر سلبا على التلاميذ المتمدرسين، بعدما تراجعت نسبة النجاح في صفوفهم بـ 2.47، عقب تسجيل نسبة نجاح 63.08 هذه السنة، مقابل 65.55 في نفس الدورة من السنة الماضية، فيما عرفت النسبة ذاتها ارتفاعا لدى المترشحين الأحرار بـ8.71 في المائة، حيث سجلوا نسبة نجاح بلغت 30.61 لهذا العام، مقابل 21.9، السنة الماضية.

وأرجع محمد، وهو أحد المترشحين الأحرار، الذين تمكنوا من النجاح في امتحانات الباكالوريا لهذه السنة، في تصريح لجريدة “بناصا”، سبب الارتفاع في نسبة “النجاح”، إلى “الوقت أكثر من الكافي الذي منحته جائحة كورونا للمقبلين على اجتياز الاختبارات، خاصة بعد توقف أغلبهم عن العمل، ومكوثهم في البيت لما يزيد عن الـ 3 أشهر، الأمر الذي أعطاهم فرصة المراجعة والاستعداد الجيد”، وفق تعبيره.

فيما رأى سعيد، وهو مترشح آخر ضمن “الأحرار”، في حديثه لـ”بناصا”، أن الجائحة، “فرضت علينا التأهب للامتحانات، خاصة بالنسبة لمن سبق واجتازها ولم يفلح مثلي أنا. لقد وجدت فرصة لا تعوض في الشهور الأخيرة، بعد توقفي عن العمل، لم يعد أمامي سوى مشاهدة الأفلام أو قراءة الكتب أو التجول في الواقع الافتراضي أو المراجعة، وقد فضلت الخيار الأخير، الذي خول لي تحصيل الباكالوريا، بعد محاولة سابقة فاشلة”.

يشار إلى أن عدد المترشحين الذين اجتازوا الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا، دورة يوليوز 2020، بلغ، وفق الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة التربية الوطنية، حوالي 441 ألفا و238 مترشحا ومترشحة، منهم 318 ألفا و917، متمدرسا، و122 ألفا و321 مترشحا ومترشحة من “الأحرار”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي