أكد رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان، الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو جيكسوت، اليوم الأربعاء بالرباط، أن احترام الاختلاف يتطلب الوعي بأوجه التوافق في الآراء والأفكار وتباينها.
وقال الكاردينال أيوسو جيكسوت، خلال افتتاح أشغال يوم دراسي حول موضوع “تطوير الخطاب بين الديانات وتجديده لتعارف أمتن والوعي بالاختلاف عن الآخر والاتحاد حول كلمة (نحن جميعا) باعتبارها رسالة موجهة للإنسانية جمعاء”، “يتعين أن نكون على دراية بأوجه التوافق العديدة بيننا دون التقليل من اختلافاتنا أو تجاهلها”، مشددا على ضرورة احترام وصون كرامة وحقوق كل فرد من أفراد المجتمع.
وأضاف أن “معرفة أنفسنا والاعتراف بأنفسنا كأخوة يمثل هبة الالتقاء وتحدي الاختلافات”، مستحضرا إعلان مراكش لسنة 2016 حول حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي، الذي يذكر في شقه الأول بـ”المبادئ الكلية” و”القيم الجامعة التي جاء بها الإسلام”.
وتابع بأن الأخوة، حتى برابطة الدم، لا تضرب عرض الحائط بالاختلافات والخصائص والرؤى والأفكار، مبرزا أن “الأمر يتوقف على الحكمة في تدبير علاقاتنا مع الأشخاص الذين نلتقي بهم في حياتنا”.
وفي هذا السياق، رحب الكاردينال بزيارة البابا فرنسيس للمغرب بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مارس 2019، وبزيارة البابا يوحنا بولس الثاني للمملكة بدعوة من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني في غشت 1985، معتبرا أن الأمر يتعلق بحدثين هامين يحملان رسائل للحاضر والمستقبل.
ولم تفت المتحدث الإشادة بسلفه الراحل الكاردينال جان لوي توران، “الشغوف بالحوار بين الأديان”، مذكرا بأنه كان قد ترأس الوفد الكاثوليكي خلال يوم دراسي سابق، ووقع إعلان تفاهم مع الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد عبادي.
يشار إلى أن هذا اليوم الدراسي الذي تنظمه أكاديمية المملكة، بالتعاون مع دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان والرابطة المحمدية للعلماء، يأتي تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية الحاثة على نشر ثقافة التعايش والسلام وتعزيز جسور الحوار بين الحضارات والثقافات والديانات، وترسيخ قيم احترام الآخر المختلف عقديا ولغويا وفكريا لنبذ آفات التطرف والعنف.
ويتضمن برنامج هذا اللقاء، على الخصوص، تنظيم جلستين، الأولى حول موضوع “معرفة أنفسنا والاعتراف بأنفسنا كأخوة: هبة الالتقاء وتحدي الاختلافات”، والثانية حول “الخطاب بين الديانات: الطبيعة، الغاية والتجديد”.
تعليقات الزوار ( 0 )