طالب الكاتب الصحفي المكسيكي عمر سيبيدا كاسترو، الرئيسة الجديدة للبلاد كلاوديا شينباوم، بالاعتراف بمغربية الصحراء، من أجل تعزيز العلاقات مع المملكة، التي تعتبر بوابة إفريقيا، وواحدة من البلدان التي تعتمد عليها التجارة العالمية، نظراً لموقعها الجيوسياسي الاستراتيجي.
وقال سيبيدا، في عمود نشرته جريدة “elfinanciero”، إن المغرب والمكسيك، يجمعهما “مدار السرطان”، والمحيط الأطلسي، والصناعات التي تأمل في أن تُكمل بعضها البعض، وبطولتي كأس العالم اللتين ستنظمان على التوالي، في هذين البلدين، إضافة إلى الثقافات القديمة لكليهما، والتي باتت قوية وتقدمية.
وأضاف أنه تم بالفعل وضع مسار تعزيز العلاقات، حيث قامت السفارة المغربية في المكسيك، بإعداد سيناريو لا مثيل له، بحيث تكون الخطوة التالية هي “تنشيط جميع الجهات الفاعلة”، و”تعزيز التحالفات والاتفاقيات ورحلات التعاون بين القطاعات التجارية والبرلمانية والأكاديمية في إطار وفاء 60 عاماً من العلاقات”.
وفي المكسيك، يتابع الكاتب ذاته، “يتم تشكيل حكومة جديدة، سترأسها امرأة لأول مرة في تاريخها، ويجب أن تنظر رؤيتها، جنبا إلى جنب مع مستشارها ووزير الاقتصاد، إلى ما هو أبعد من منطقة أمريكا الشمالية، وبهذه الطريقة يستمر في صعود المراكز حتى تصبح المكسيك دولة ذات ثقل عالمي أكبر. وفي الوقت نفسه، يفعل المغرب ذلك، ليصبح البلد الأكثر تصنيعا في إفريقيا”.
واسترسل أن المكسيك والمغرب، يعتبران “من الدول القليلة في العالم التي يطلق عليها الموصلات، أي أن عمليات التجارة العالمية تمر عبرهما بفضل موقعهما الجيوسياسي وقدرتهما الكبيرة على تطوير الأقطاب الصناعية، حيث إن ديناميكياتهما تتناقض مع العولمة التي هدأت بسبب صعود الحمائية. أي إنهما صمامات تنقل وتسمح باستمرار تدفق الاستثمارات”، متابعاً: “لقد حان الوقت لتوحيد تلك البلدان الواصلة”.
ونبه إلى أن هناك “قضايا معلقة لا مفر منها، مثل منح رحلة جوية مباشرة بين الدار البيضاء وميكسيكو، والتي هي في طور الإعداد بالفعل، وتم الاتفاق عليها مع وزير السياحة الحالي، ميغيل توروكو، حتى تتمكن الخطوط الجوية الملكية المغربية من عبور المحيط الأطلسي في هذا الاتجاه”.
وذكّر الكاتب، بأن شركة الطيران المغربية (لارام) التي وصفها بـ”القوية”، تعكف على شراء 188 طائرة، وتطير إلى أكثر من 37 وجهة في أوروبا، و28 في إفريقيا والولايات المتحدة وكندا، فضلاً عن الشرق الأوسط، وقريبا سوف تذهب إلى البرازيل، أي إن مركز مطار الدار البيضاء، هو الأكبر في المنطقة التي تربط أوروبا بإفريقيا. ومن الملح إن إردنا مواصلة تعزيز القدرة التنافسية العالمية، أن نربط بلداننا”.
أما بخصوص بطولتي كأس العالم لكرة القدم، ستزداد السياحة وستعمل على تصور أعمال جديدة، وبالتالي فإن فتح طريق مباشر سيكون خطوة حاسمة، مسترسلاً: “نحن لم نقترب بعد من تحقيق ذلك، حتى ان الدار البيضاء، ستكون بمثابة جسر للسفر إلى أوروبا، على بعد ساعتين فقط من باريس، و40 دقيقة من إسبانيا. لقد حان الوقت اليوم، ولا يمكننا تفويت أي فرص أخرى، إذا أرادت المكسيك إزالة حاجز كونها أضعف دولة في منطقة أمريكا الشمالية”.
وشدد على أن هذا النوع من التقدم، يجب أن يكون مصحوبا بـ”إجراءات سياسية تخلق إطارا من الثقة الكاملة والسيادية”، ولهذا السبب يقول الكاتب، إن على الحكومة الجديدة بقيادة كلوديا شينباوم، الاعتراف بمغربية الصحراء، كما فعلت كل الدول الديمقراطية في العالم، من الولايات المتحدة وكندا، وغيرهما الكثير، في أوروبا وآسيا.
ونبه إلى أنه حتى دول مثل الهند، وروسيا والصين وأستراليا، تدعم المغرب، إلى جانب شركاء مهمين في أمريكا اللاتينية مثل الأرجنتين والبرازيل، مستدركاً: “لا يزال عدد قليل من البلدان في العالم، مثل كوريا الشمالية وأوغندا ونيكاراغو وبالطبع الجزائر، متشبثا بالدفاع عن الانفصال”.
وأوضح أن “مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في سنة 2007، والذي يمنح امتيازات مالية وإدارية لحكومة الحكم الذاتي، حظي بدعم العديد من دول العالم، ومنذ وقت ليس ببعيد إسبانيا، وقبل بضعة أيام البرازيل وسلوفينيا وبوركينافاسو، إضافة إلى العديد من البلدان”.
ويتعين على الحكومة المكسيكية، حسب الكاتب، أن “تراهن على هذا الموقف، وتنتقل إلى مرحلة دبلوماسية جديدة لتعزيز التجارة وتعزيز كلا المجتمعين في لحظة حاسمة في العلاقات الدولية”، مختتماً، بالقول، إن “أمريكا اللاتينية تتخذ خطوات عملاقة لجعل المغرب شريكها الكبير الجديد، نظرا لأنه أقرب دولة إفريقيا إلينا، لذا فمن سيستفيد من هذه التحالفات خلال السنوات القادمة من القرن الـ 21، سيخطو خطوة كبيرة نحو التنمية والرفاهية في المستقبل”.
تعليقات الزوار ( 0 )