شارك المقال
  • تم النسخ

قوة السنوار وضعف أمة المليار 

لعل تلألؤ النجوم في السماء يخلد ملاحم رجال عظام، رفعتهم همتهم لأعلى مراتب المجد، وهم من حملوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن الحق والعدل،آخِرُهم وليس آخِرَهم يحيى السنوار الذي استشهد في سبيل تحرير القدس، مكرسا نفسه لقضية أكبر من ذاته، متجاوزا شهوات النفس ومغريات الدنيا. ومتحديا أقوى الجيوش المدججة بأحدث الأسلحة وأذكى أنظمة المراقبة والاستخبارات.

وكل القصص القادمة إلينا من فلسطين لا يمكن إلا أن تجعلنا مندهشين من قوم كلما اشتد الظلام من حولهم أضاؤوا العتمة بنور صبرهم، يمشون على جمر بأقدام من يقين، تلامس قوة عزيمتهم السماء متخطية جدران الحصار، حتى بعد تجويعهم و تعطيشهم فهم يطعمون أطفالهم الأمل ويسقونهم العزة والكرامة. والعالم اليوم يقف مندهشا أمام شعب يجعل من أنينه نشيد نصر. 

في مقابل مشهد يدمي القلوب، يعكس الضعف والوهن الذي استشرى في المجتمعات العربية كالداء، وانتشر كالوباء بين الشباب والكهول. نرى من حولنا أناسا غارقين في التفاهة مستسلمين لنزواتهم، يتخلون عن مسؤولياتهم تجاه أوطانهم وأسرهم. يقضون ساعات طويلة غارقين في ملذات زائلة، تاركين خلفهم واجبات مقدسة وأمانات ثقيلة.

ولعل ما يدمع العيون أن الأمة العربية اليوم ترزح تحت وطأة انتكاسات أخلاقية وانحطاطات فكرية تنخر في جسدها كما ينخر السوس في الخشب. وكما يقول المفكر المغربي طه عبد الرحمن: “إنَّ أزمةَ الأمةِ ليست في قلةِ مواردِها، وإنما في ضَعفِ أخلاقِها وتَهافُتِ قِيَمِها.”

والمفارقة الصارخة تتمثل في أمة تمتلك من الموارد ما يكفي لإطعام العالم، ومن الطاقات البشرية ما يمكنها من قيادة الحضارة، لكنها ترضى لنفسها بذيل القافلة، وتقبل أن تكون تابعة بعد أن كانت متبوعة. 

دعونا لا ننسى أن الأقصى يخص كل المسلمين وليس فقط الفلسطينيين.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي