Share
  • Link copied

قلق مدريد الجيوسياسي من الرباط يدفعها إلى مقارنة جيشها بالجيش المغربي

خصصت جريدة “لاَرَاثونْ” الإسبانيّة، ضمن عددها ليوم (الأحد)، تقريرا تحليليا، يسلط الضوء على العلاقات المغربية الإسبانية التي يشوبها الحذر والتوتر، وتتأثر، بين الفينة والأخرى، بقضايا ذات حساسية مفرطة للجانبين، أبرزها ملف مدينتي سبتة ومليلية.

وفي هذا الصدد، قامت الصحيفة الإسبانية بوضع مقارنة بين الجيش المغربي ونظيره الإسباني، بعد التطورات الدبلوماسية الأخيرة التي شهدها المغرب، ومن ضمنها اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب الكاملة على أراضيه، وما تلاها من تصريحات رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني بشأن سبتة ومليلية التي أثارت استياء إسبانيا.

واعتبر ذات المصدر الصحافي، أن العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد حالة من المد والجزر، من وقت لآخر، وهي الآن لا تمر بأفضل لحظاتها.

وأضاف، أن النزاع التاريخي حول مدينتي سبتة ومليلية، الذي أُعيد إحياؤه، في الأسابيع الأخيرة، بتصريحات متبادلة من كلا الجانبين، أعاد الخلاف إلى الواجهة، لاسيما أن مدينتي سبتة ومليلية تقعان مقابل مضيق جبل طارق ببضع كيلومترات، مما يدفعنا بتحليل أي من البلدين لديه إمكانات عسكرية أكبر.

وقالت الصحيفة، إن كلمات نائب رئيس الحكومة، بابلو إغليسياس، المناوئ للصحراء المغربية، والمدافع الشرس عن جبهة البوليساريو، لم تعجب المغرب بتاتا، الذي يبدو أقوى من أي وقت مضى باعتراف الولايات المتحدة بهذه المستعمرة الإسبانية السابقة كمغربية.

وأوضح المصدر ذاته، إلى أن هناك قضية أساسية، لن تساعد على تقوية الروابط، وهي احتمال قيام الولايات المتحدة بنقل قاعدة “روتا” البحرية إلى المغرب، الأمر الذي سيكون بمثابة ضربة خطيرة لاقتصاد المنطقة و نكسة دبلوماسية للسلطة التنفيذية لبيدرو سانشيز.

وشددت الصحيفة، على أن المملكة العلوية، عززت من قدراتها العسكرية في السنوات الأخيرة، وذلك باقتناء عتاد مهم من الأسلحة التي تعززها ضد أعدائها، ومجابهة النزاعات المحتملة، وقبل بضعة أسابيع تم الإعلان عن أن المغرب سيشتري لأول مرة سفينة حربية من الشركة الإسبانية “نافانتيا”.

وفي حالة ما تعقدت الأمور بين الجارتين، تضيف الصحيفة، لمن ترجح كفة القوة العسكرية؟، قبل أن يستطرد المصدر ذاته، أن إسبانيا قوة اقتصادية عالمية وأن ناتجها المحلي الإجمالي ودخل الفرد أعلى بكثير من دخل جيراننا على الجانب الآخر من المضيق.

وأضافت، أنه لدرجة أن حدود سبتة أو مليلية مع المغرب ستكون هي التي تفصل بين البلدان التي لديها أكبر فارق في الثروة في العالم، أكثر بكثير من حدود الولايات المتحدة مع المكسيك.

وبحسب تصنيف القوات المسلحة في العالم من قبل شركة Global Fire Pover الاستشارية، فإن إسبانيا ستحتل المرتبة 18 في التصنيف العالمي لأقوى الجيوش، بينما سيحتل المغرب المرتبة 53.

وأبرزت، أن عدد سكان إسبانيا وميزانية الدفاع أكبر من الجارة المغرب بما مقداره (12.854 مليون دولار مقابل 6000) وبنفس الطريقة، فإن القوة الشرائية الإسبانية تبلغ ستة أضعاف القوة الشرائية المغربية.

وفيما يتعلق بالقوات العسكرية، فإن القوة الجوية الإسبانية تتغلب على القوات المغربية (519 طائرة عسكرية مقابل 249 ؛ 140 مقاتلة مقابل 83 ، 133 مروحية مقابل 64 …).

وفي البحر أيضًا، ستفوز إسبانيا بحاملة طائرات و 11 فرقاطات ضد الفرقاطات المغربية التي يبلغ عددها ستة، يردف المصدر ذاته.

وفيما يتعلق بالجيش، على الأرض، على الأقل من حيث الكمية، لن تكون الأمور كذلك في الجانب الإسباني، حيث أن المغرب يتفوق على إسبانيا في القوات، وفي الدبابات القتالية، وفي قطع المدرعات أو المدفعيات.

وخلص التقرير الذي أعدته صحيفة “لاَرَاثونْ” الإسبانيّة، أنه من الواضح أن التقرير لا يفحص جودة وحداثة الوحدات أو المركبات، بيد أن الخطر المغربي يظل قائما، وفق تعبير الصحيفة.

Share
  • Link copied
المقال التالي