Share
  • Link copied

“قفزة العقدين”.. الطفرة الاقتصادية المغربية تزيد من جاذبية البلاد الاستثماراتية

وقالت مجلة “أتالايار” الإسبانية، إن المغرب يمر بواحدة من أفضل لحظاته الاقتصادية، على الرغم من المشاكل البطالة في صفوف الشباب، والعلاقات السيئة مع جار مثل الجزائر، مضيفةً أن الناتج المحلي للمملكة يبلغ 114 مليار دولار، ما يجعله صاحب المرتبة الخامسة في اقتصادات إفريقيا، والثالث ف شمالها.

وأوضحت أن هذه الحقيقة جاءت بعد دينامية اقتصادية كبيرة ومتسارعة تمنح البلاد مزايا كبيرة في جميع القطاعات، متابعةً أن التقرير السنوي المعروف باسم “Doing Business”، وضع، في أحدث ترتيب له، المملكة المغربية في المركز 53، متقدمةً بأكثر من 50 مركزاً، حيث كانت تحتل في السابق المرتبة الـ 114.

وتابعت أن هناك العديد من العوامل، التي جعلت المغرب يضع نفسه ضمن أفضل الاقتصادات في القارة الإفريقية، مسترسلةً أن الوضع الجيد بدأ مباشرة بعد تولي الملك محمد السادس العرش سنة 1999، حيث نجح، عبر إجراءات كبيرة، في أن يجعل للمملكة مكاناً على الخريطة، لاسيما من خلال المراهنة على مختلف القطاعات، بالأخص السيارات والطيران والزراعة.

وأبرزت أن هناك عوامل أخرى أيضا، تثبت حقيقة حصول الدولة على أرقام كبيرة، فالمغرب بلد ذو موقع استراتيجي في العالم، لأنه يفتح الباب، مع إسبانيا، أمام الملاحين والتجار الذين يرغبون في دخول البحر الأبيض المتوسط والبلدان التي تتواجد في حوضه، إضافة إلى أنه بوابة إلى إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث إن القارة هي نقطة محورية للشرطات الكبيرة، ويسهل المغرب دخولها.

واسترسلت أن المغرب، هو الدولة الوحيدة التي تعمل كبوابة رئيسية لأمريكا، الأمر الذي يعود بالفائدة على الدول العربية والآسيوية، كما أن هناك عاملاً آخر يجعل المغرب وثيق الصلة بالعالم، وهو نظامه الساسي الملكي، موردةً أن الملك محمد السادس، أجرى تغييرات اجتماعية وسياسية كبيرة، أدت إلى إرساء استقرار مهم لا تتمتع به البلدان من حوله، التي ليس لديها أنظمة ملكية.

وأردفت أن الملك، تمكن من الاستثمار في إجراءات مهمة وقبل كل شيء، الحصول على استثمارات أجنبية كبيرة استفادت منها الدول الأجنبية بشكل جيد، لذلك، قامت العديد من الشركات المعروفة بتأسيس فروع لها في المنطقة، ونتيجة لهذا، تفتح الباب أمامها لدخول القارة الإفريقية.

وواصلت المجلة الإسبانية تعداد أسباب القفزة الاقتصادية للمغرب، حيث قالت إن المملكة استثمرت في القارة الإفريقية، وباتت أحد المستثمرين الرئيسيين فيها، مع تركيزها حاليا على توسيع سياساتها الاستثمارية في البلدان المجاورة للقارة الإفريقية، وهو ما يحصد نتائج عظيمة، خصوصا أن الرباط لا تقوم بأعمال تجارية بطريقة “استعمارية”، مثل ما تفعله دول الاتحاد الأوروبي أو دول أخرى القام به، حسب “أتالايار”.

ونقلت الجريدة عن ريكاردو سانتاماريا، مدير إدارة المخاطر والديون في تشيسشي، قوله إن “المغرب هو أول متلق للاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة المغرب العربي، وأحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، إلى جانب تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة”.

واعتبرت المجلة، أن بروز المغرب كقوة اقتصادية صاعدة في إفريقيا، يؤدي إلى ظهور تحديات جديدة، وعواقب، فالعديد من الدول مهددة بهذه القفزة المغربية، خصوصا الأوروبية، وقد سبق للرباط أن وقفت في وجه ألمانيا، التي قدمت تقريرا سريا من قبل المعهد الألماني لحزب العمال الاشتراكي، تعترف فيه برلين بأن المملكة تشكل تهديداً، وتطالب أوروبا بالدخل.

وواصلت أن التقرير طلب من أوروبا اتخاذ إجراءات من أجل منع المغرب من أن يكون القوة المسيطرة في شمال إفريقيا، وهو ما جعل الرباط تقطع علاقاتها مع ألمانيا، قبل أن تقوم بنفس الشيء ضد إسبانيا، بسبب الخلافات التي سببها استقبال زعيم البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، من أجل الاستشفاء بعد تعرضه للإصابة بفيروس كورونا.

وقالت المجلة الإسبانية في الختام، إن الأمور تغيرت، وآن لوقت الآن ليلعب المغرب دوراً رياديا، بفضل التحالفات الجديدة مع كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل والصين وغيرها، والرباط في الوقت الحالي، تمر بواحدة من أفضل لحظاتها الاقتصادية، وكل شيء يشير إلى أن هذا سيستمر في منحى تصاعدي.

Share
  • Link copied
المقال التالي