تسبب قرار عودة النقل داخل وبين المدن، المتخذ من قبل الحكومة المغربية، في يونيو الماضي، في عودة الركود لنشاط ممتهني النقل السري، الذين كانوا قد حققوا رواجا كبيرا في مرحلة الحجر الصحي، بعد أن صاروا مقصد العديد من المواطنين الراغبين في السفر، بعيدا عن أعين السلطات.
وبعد أزيد من شهر من الركود، عادت الحياة من جديد للنقل السري، بعد قرار وزارتي الداخلية والصحة، القاضي بمنع التقنل من وإلى 8 مدن مغربية، هي طنجة وتطوان والدار البيضاء وسطات وبرشيد وفاس ومكناس، ما ساهم في عودة الحيوية للـ”الخطافة”، سواء الذين ينشطون بين المدن وضواحيها، أو أصحاب “المسافات الطويلة”.
وعكس باقي الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي تضررت بفعل الجائحة، فقد عرف النقل السري، نشاطا كبيرا خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضته الحكومة في النصف الثاني من شهر مارس الماضي، بعد أن أُغلقت المحطات الطرقية، ومُنع السفر بين المدن، الأمر الذي دفع العديد من المواطنين إلى اللجوء لـ”النقل السري”.
وفي تصريح لأحد المشتغلين في “النقل السري”، لـ”بناصا”، قال فيه :”إن المواطنين بدأوا يتصلون بنا، خاصة الذين يعرفون بأننا نعمل في هذا الميدان، من أجل نقلهم من المدن التي تم إغلاقها، عبر طرق غير رسمية لا تتواجد بها نقاط تفتيش أمنية”، مضيفا:”لقد صرنا ملاذا للمواطنين بعد إغلاق المحطات الطرقية”.
وأوضح المتحدث بأن قرار إغلاق المدن الثمانية، رغم أنه كان سلبيا للكثير من المواطنين، إلا أن العاملين بالنقل السري، كانوا من أكبر المستفيدين منه، بعد عودة الحياة إلى نشاطهم، وتلقيهم لاتصالات عديدة من المواطنين لنقلهم إلى المدن التي يرغبون في الذهاب إليها.
وبالرغم من أن الأثمنة جد ملتهبة، إلا أن المواطنين لم يجدوا بديلا، بعد أن صدموا بقرار إغلاق المدن، الذي جاء في غفلة من الجميع، وفي وقت كان العديد من الأشخاص يجهزون للعيد، سواء عبر شراء المسلتزمات، أو الأضاحي، فيما كان آخرون يتأهبون للعودة إلى أحضان أسرهم بعد فترة من العمل في المدن التي شملها الإغلاق.
وكانت المحطات الطرقية في المدن الثمانية، قد عرفت، قبيل ساعات من إغلاقها، تواجدا كثيفا لـ”الخطافة”، الذين حاولوا استقطاب المسافرين، وإقناعهم بإيصالهم حتى باب منازلهم في أي مدينة يرغبون في الذهاب إليها، وبأثمنة وصفوها بـ”المناسبة”، والتي رآها المواطنون “جد ملتهبة”.
وقال أحد المواطنين في تصريحه لـ”بناصا”:”إن المشتغلين في النقل السري استغلوا الموقف، وموقع الضعف الذي تواجدنا فيه، بعد أن خرجت كل الحافلات، ولم يعد يتوفر أي مكان شاغر لعدد من المدن، ما جعلنا بين سندان الخطافة، ومطرقة السير على الأقدام، كما فعل العشرات من الأشخاص”.
يشار إلى أن النقل السري في المغرب، كان قد عرف ركودا كبيرا بعد عودة النقل بين المدن للعمل، غير أن القرار الأخير لوزارتي الداخلية والصحة، أعاد الحياة من جديد لهذا النشاط، قبل أيام قليلة من عيد الأضحى.
تعليقات الزوار ( 0 )