شهدت العلاقات الجزائرية الإماراتية تطورات جديدة، حيث كشفت وثيقة رسمية صادرة عن وزارة النقل الجزائرية عن قرار حكومي بمنع المسؤولين الجزائريين من العبور عبر أجواء ومطارات دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاء في الوثيقة، التي تتوفر جريدة “بناصا” على نظير منها، بتاريخ 26 نوفمبر الماضي، وتوقيع المكلفة بتسيير شؤون ديوان وزير النقل، سعيدة بوتفنوشات، تعليمات صريحة للمسؤولين بـ”تجنب المرور عبر أجواء ومطارات الإمارات العربية المتحدة”.
وأوردت الوثيقة، التي حملت طابعا باللون الأحمر مكتوب عليه “سري” أنه “تنفيذا لتعليمات السيد الوزير الأول في إطار تنقلاتكم إلى خارج الوطن لأغراض مهنية أو شخصية، يشرفني دعوتكم لتفادي العبور عبر مطارات الإمارات العربية المتحدة، لا سيما مطاري دبي وأبو ظبي”.
وأضافت المصار ذاتها، “لذلك وجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع المستخدمين الموضوعين تحت سلطتكم من العبور عبر مطارات هذه الدولة خلال تنقلاتهم المهنية خارج الوطن”.
واختتمت الرسالة بالقول: “أولي أهمية بالغة للتطبيق الصارم لمحتوى هذه التعليمة، كما يجب التأكد من تطبيق هذا القرار على جميع المرؤوسين”.
وأثارت هذه التعليمات الرسمية الجزائرية التي تحذّر المسؤولين من العبور عبر مطارات الإمارات العربية المتحدة، لا سيما دبي وأبو ظبي، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، وكشفت عن تدهور العلاقات بين البلدين.
ولحد كتابة هاته الأسطر، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإماراتي حول هذا القرار، في حين اكتفت السلطات الجزائرية بنشر الوثيقة السرية وتوجيه التعليمات إلى كل الرؤساء المدراء العامين، المدراء العامين، مدراء النقل للولايات، مدراء المعاهد ومدارس التكوين”.
وكشفت تقارير إعلامية أن السبب الحقيقي للحملة الإعلامية العنيفة التي تخوضها الجزائر ضد الإمارات، ترجع أساساً إلى رفض محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، استقبال نظيره الجزائري عبد المجيد تبون.
وقال “algerie part”، إن الحملة المعادية للإمارات، والتي يسميها متخصصون في الاتصال والجغرافيا السياسية بـ”Emirates Bashing”، اتخذت بعداً “جنونيا تماماً”، بسبب “قرار مُهين” فرضته أبو ظبي على الرئاسة الجزائرية.
وأوضح الموقع، نقلاً عن مصادره، بأن الرئيس الجزائري تبون، كان قد اقترح إجراء زيارة رسمية إلى أبو ظبي، لطي صفحة الخلافات والتوترات المناهضة له التي بدأت سنة 2020، لكن الرد كان صادماً.
وتابع أن مخطط الزيارة، أبطله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي رفض منح تبون، زيارة رسمية، واكتفى بدعوته للوقوف لـ”الراحة”، في أبو ظبي، في طريقه الطويل نحو الصين.
ووعدت السلطات الإماراتية، الرئاسة الجزائرية، باستقبال تبون خلال وقوفه لـ”الراحة”، من قبل كبار “الشخصيات الدنيا”، لكن ليس محمد بن زايد، الرجل القوي لدولة الإمارات.
النظام الجزائري، اعتبر الرد الإماراتي “ازدراءً خالصا” للدولة بكاملها، ورغم أنه “مرّرها على مضض” وصمتَ على المستوى الرسميّ، إلا أنه خطط لإطلاق حملة إعلامية عدائية ضد أبو ظبي.
وذكّر المصدر بأن قناة النهار الجزائرية، أعلنت في الـ 20 من يونيو الماضي، عن أن “الجزائر طلبت من سفير الإمارات مغادرة التراب الوطني، في مدة أقصاها 48 ساعة، بسبب اعتقال 4 إماراتيين كانوا يتجسسون لصالح الموساد”.
بعدها بساعات، نفت السلطات الجزائرية هذا الأمر، قبل أن يقرر تبون لاحقا بيوم إقالة وزيرة الاتصال دون كشف أسباب القرار. في يونيو ظهرت الأزمة المحتملة بين الجزائر والإمارات على أنها شائعات، لكن في غشت، تأكدت بما لا يجع مجالا للشك، من خلال مهاجمة صحف مقربة من دوائر السلطة، لأبو ظبي.
تعليقات الزوار ( 0 )