مات غيفارا في التاسع من شهر أكتوبر1967 وهو يُصدّر لمختلف مناطق العالم المقهورة -حسب ما كان يعتقده في قرارة نفسه – ثورة عارمة على الظلم، والعَنت، والتفاوت بين الطبقات الاجتماعية ونصرة الكادحين بين الناس. ولقد غدا هذا الرّجل الأسطورة في عُرف الكثيرين رمزاً للكفاح، وأيقونة التمردّ، والانتفاض في وجه الظلم، والتظلّم في مختلف أنحاء المعمور، كان مقتنعاً بضرورة نقل الكفاح المسلّح إلى مختلف مناطق وأصقاع العالم الثالث، ولهذه الغاية أسّس جماعات، وخلق حركات عصيان ومواجهة، وزرع بؤرَ حرب العصابات أو ما يعرف بـ”La Guerrilla”، التي سنّها الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطّابي ورفاقه من المجاهدين في حرب الرّيف التحرّريّة الماجدة ضدّ الإسبان، والتي انتشرت في مختلف بلدان أمريكا اللاتينية وإفريقيا، وآسيا، وفي مناطق أخرى من العالم. وبتعاون مع الجيش البوليفي، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) تمّ نصب كمين غادر لغيفارا في بوليفيا منذ نصف قرن فجرحوه، وأسروه، ثمّ أردوه قتيلاً.
مهلاً إنني تشيّ جيفار..!
كانت جريدة “صحافيّون في اللغة الإسبانية” (Periodistas en Español) قد نشرت مؤخراً استجواباً مثيراً للصّحافية، والممثلة الأرجنتينية أدريانا بيانكو، مع أحد المشاركين، إلى جانب الجنود البوليفييّن في نصبِ كمينٍ للمحارب الأسطوريّ إيرنيستو تشي غيفارا، المولود في الأرجنتين في 14 يونيو1928، والذي لقي مصرعه في بوليفيا في 9 أكتوبر1967 بعد أن تمّ القبض عليه في أدغالها في هذا التاريخ، وفيما يلي أبرز ما ورد فى هذا الاستجواب المثير:
خلال هذا الاستجواب مع أحد رجال وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السّابق، المواطن الكوبي فيليكس رودريغيس، حكت لنا أدريانا بيانكو، في سرد مثير، اللحظات الأخيرة من حياة غيفارا على لسان واحد من أشدّ المعارضين لفيديل كاسترو فى وقته، والذي كانت الحكومة الأمريكية قد أوفدته في مهام سرية خلال الغزو الأمريكي لخليج الخنازير بكوبا عام 1961، كما أُرْسِل إلى بوليفيا ليساهم في إلقاء القبض على تشي غيفارا. كان فيليكس رودريغيس آخر إنسان استجوب غيفارا، وكان بجانبه لحظة مصرعه، وهو أوّل من تحدّث عن هذا الموضوع اليوم، انطلاقا من منظور تاريخي واقعي، وأفصح لنا عمّا دار بينه وبين تشي في هذا القبيل. وفيما يلي ننقل إلى القارئ بعض شهاداته حول هذا الموضوع المثير.
يحكي لنا رودريغيس أنه فى عام 1967 جاءه موظف سامٍ في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من ميامي ليختار اثنين من الكوبيين للذهاب في مهمة سريّة إلى بوليفيا لإلقاء القبض على غيفارا، فوقع الاختيار عليه وعلى زميل له، فشدّا الرّحال معا إلى بوليفيا، التي كان بها بعض المواطنين الكوبيين، الذين يعملون مساعدين لوزير الداخلية البوليفي وجهاز المخابرات البوليفية. وعلى إثر وصولهما انطلقا في العمل على الفور، إلى جانب القوات المسلّحة البوليفية، وطفقا يجمعان المعلومات من الأسرى الذين كانوا مُوالين لغيفارا، وبعد أن أنقذ رودريغيس حياة أحد الأسرى منحه بعض المعلومات الأساسية عن كيفية تحرّك تشي غيفارا في الأراضي البوليفية.
وعندما سألته المُستجوِبة أدريانا بيانكو عن نوعية المعلومات التي سلمها له الأسير، أخبرها بأنه أبلغهم أنّ تشي كان يتحرّك في ثلاث مجموعات (الطليعة، والوسط، والمجموعة الخلفية).كانت الطليعة تتألف من 8 إلى 10 رجال، كانوا يسيرون حوالي مسافة كيلومتر واحد من المجموعة الوسطى، التي كان يوجد فيها غيفارا، وكانت المجموعة الخلفية تسير في المسافة نفسها الآنفة الذكر، بغية حمايته في حالة وجود كمين منصوب له، حتى يكون في استطاعته التحرّك لإنقاذ حياته. عندئذ ذهب رودريغيس ليلتقي بالعقيد البوليفي سينتيرو أنايا، الذي عمل على إمداده أوائل شهر أكتوبر بالجنود النظاميين البوليفيين لمنع مرور تشي والمحاربين المرافقين له بتلك المنطقة.
وقال رودريغيس إنهم “في بداية الأمر لم يكونوا يعرفون بعد بالضبط مكان تواجد غيفارا في السابع من أكتوبر، أي قبل يوم واحد من وقوعه في الكمين، إذ عند صبيحة 8 أكتوبر بدأت المعركة حوالي الحادية عشرة صباحاً، جرح على إثرها تشي في قدمه اليمنى، وعلمنا أن مواطناً بوليفيا، لقبه الحربي ويلي واسمه الحقيقي سيمون كوباس سارابيا، كان يساعده على الفرار من الكمين الذي نصب له، وعندما دنونا منه صاح تشي بصوتٍ عالٍ: لا تطلقوا النار إنني تشي غيفارا أساوي حيّاً أكثر ممّا أساويه ميّتاً”.
وقوع جيفارا في الكمين
في تلك اللحظة تمّ إلقاء القبض عليه رفقة ويلي، أما باقي المحاربين الذين كانوا معه فسقطوا في تلك المواجهة، ونقل تشي إلى مكان يُسمّى “إيغيرا”. ويحكي رودريغيس: “وصلتنا كلمة السرّ، وهي (الوالد مُتعب)، التي كان مفادها أنّ تشي غيفارا قائد المحاربين وقع في الأسر، وهو جريح وحيّ”.
وعندما سألته أدريانا بيانكا إذا ما كان التقى بتشي وحاوره في ذلك اليوم، قال: “عمل البوليفيون في البداية على الحصول على جميع الوثائق التي كانت بحوزة تشي غيفارا، أما أنا فقد طلبت من العقيد البوليفي سينتيرو أن أرافقه في اليوم التالي عند ذهابه لرؤية تشي، والتحقيق معه، وعندما استشار رؤساءه، وافقوا على مرافقتي له لعدة اعتبارات، منها معرفته بالمساعدة الثمينة التي قدمتها لهم، وماذا كان يعني ذلك بالنسبة إلي على اعتبار الضّرر الجسيم الذي سببه هذا الشخص (تشي) لبلدي، فوافقوا جميعهم على ذلك على الفور”. ويضيف رودريغيس: “في الساعة السابعة صباحاً انطلقت بنا الطائرة الصغيرة، التي لا تسع سوى لربّان الطائرة ولشخصين إضافيين فقط، وحطّت بنا في الساعة السابعة والنصف في “الإيغيرا”، حيث يوجد تشي أسيراً”، مشيرا إلى أنهم عندما دخلوا إلى المدرسة الصغيرة المتهالكة، التي كان قد نقل إليها تشي أسيراً، “وجدوه موثقاً من قدميْه ويديْه، وهو ملقىً ومُسجًّى على الأرض بجانب مدخل الغرفة تحت نافذة صغيرة، ووضعوا أمامه جثتين عائدتين لمحاربين كوبيين كانوا رفقته”.
وأضاف أن العقيد سينتيرو قال لتشي غيفارا، الذي كان ينظر إليه بإمعان: “أنت أجنبي، وقد هجمتَ على بلادي، أجبني”. إلاّ أنّ تشي لم ينبس ببنت شفة، ولم يجب العقيد. وعندما خرجا من الغرفة طلب رودريغيس من الكولونيل أن يسلّمه الوثائق التي كانت مع غيفارا ليصوّرها للحكومة الأمريكية، فأمر أحد أعوانه بمنحه الوثائق، التي كانت ضمنها محفظة كبيرة سميكة، تفتح من أعلى إلى أسفل. ويخبرنا رودريغيس أنه كان بداخل المحفظة دفتر مذكرات، كان قد اشتراه تشي من ألمانيا، كان مكتوباً باللغة الإسبانية. كما كانت بداخل المحفظة صور لعائلته، وبعض الكتيّبات الصغيرة لتشفير المراسلات التي كانت تُستعمل، قبل أن يتمّ حرقها، إذ من الصعوبة تمزيقها فيما بعد، وقد كانت لديه الكثير منها، بعضها كان أحمر اللون، والبعض الآخر كان أسود، كانت مجموعة منها للاستقبال، وأخرى للإرسال.
وكانت بالمحفظة أيضا بعض الأدوية لمعالجة الرّبو. ويشير رودريغيس إلى أنه بعد أن قام بتصوير تلك الوثائق دخل إلى الغرفة التي كان بها تشي، وقال له: لقد جئت لأتحدّث معك. عندئذ نظر إليه تشي شزراً، وقال له: أنا لا يستجوبني أحد. فقال له: كوماندانتي، أنا لم آتِ لأستجوبك، بل جئت لأتحدّث معك، فأنا مُعجب بك، حتى وإن كانت أفكارك تختلف عن أفكاري التي أظنها خاطئة، مع ذلك فأنا من المعجبين بك. فنظر إليه تشي، وعندما وجده جاداً في كلامه، قال له: هل يمكنك أن تجعلني أجلس قليلاً؟ هل يمكنك أن تفكّ وثاقي؟، فنادى رودريغيس عسكريا وأمره بأن يفكّ وثاقه، وجعله يجلس على كرسي مستطيل كان بالغرفة، وصار الرّجلان يتبادلان أطراف الحديث عن تحركات تشي غيفارا في بعض بلدان أمريكا اللاتينية وإفرقيا، ولكن تشي كان يتحدّث بتحفظ شديد لأن مثل هذه الأمور كانت ذات حساسية مفرطة بالنسبة إليه، وبالنسبة إلى المهام التي أنيطت به.
تشيّ اُنظرْ إلى العُصفور الصّغير..!
كان العميل فيليكس رودريغيس قد تلقى تعليمات محدّدة في حال وقوع تشي في الأسر، لذلك بذل قصارى جهده لإنقاذ حياته وإحضاره إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستجوابه. وقد حاول رودريغيس بالفعل إنقاذ حياة غيفارا، حسب تصريحاته، حيث طلب ذلك من العقيد الذي كان برفقته، إلاّ أنّ الرئيس البوليفي كان له رأي آخر، هو تصفية غيفارا.
ويشير رودريغيس إلى أنّ الرّئيس البوليفي إبّانئذٍ تحاشى محاكمته لتفادي بعض المشاكل التي تعرّض لها بخصوص مواطنان- أحدهما فرنسي والآخر أرجنتيني – كانا قد وقعا في الأسر هما الآخران من قبل لمشاركتهما في حرب العصابات ضدّه في بوليفيا، وهما غير معروفين، فما بالك لو فعل ذلك مع غيفارا، هو الذي يحظى بشهرة عالمية؟
جاءت تعليمات الرئيس البوليفي آنذاك (رينيه باريينتوس) بقتل تشي غيفارا على أساس أنه جُرح وقُتل في المعركة، وصرّح رودريغيس بأنه في تلك اللحظة تأكّد له أنه فشل في إنقاذ حياة تشي، وكانت الرسالة المشفّرة التي أرسلها الرئيس البوليفي تتضمّن ثلاث إشارات: الأولى 500، وتعني تشي غيفارا، والثانية 600، وتعني ميّت، والثالثة 700، وتعني حيّ.
كانت الرسالة التي وصلت واضحة (500 -600)، أيّ غيفارا ميّت، وكان أمراً نهائياً لا رجعة فيه. عندئذ اتصل رودريغيس على الفور بالعقيد سينتيرو، وأخبره بأنّ التعليمات وصلت من حكومته لقتل غيفارا، فيما كانت تعليمات الولايات المتحدة الأمريكية هي إبقاؤه على قيد الحياة لاستجوابه، وقال له: لدينا طائرات مروحية لنذهب به إلى بنما لاستجوابه. فأجابه العقيد سينتيرو: لقد عملنا جنباً إلى جنب، ونشكر لك مساعدتك كثيراً، ولكنّها تعليمات السيّد الرئيس، القائد الأعلى للقوّات المسلّحة. إنني أعرف جيداً الضّرر الذي ألحقه تشي ببلادك، وأريد أن تعطيني كلمة الرّجال، في الساعة الثانية ظهراً أريدك أن تسلّمني جثّة تشي غيفارا. فأجابه رودريغيس قائلاً: لقد حاولتُ إقناعكم، ولكن إذا لم تكن هناك تعليمات جديدة، فأنأ أعدك بتسليمك جثة تشي.ويشير رودريغيس إلى أنه قبل ذلك التقطت له صور مع تشي غيفارا وبعض الجنود البوليفيين، وكان رودريغيس قبل ذلك يداعب تشي ويمازحه وهو يقول له – كما يُقال للأطفال الصغار- عندما كانت تلتقط لهم صور تذكارية: تشي اُنظر إلى العصفور الصغير..!. وأضاف “في البداية كان تشي يبتسم قليلاً، ولكن عندما التقطت الصّور لنا أصبح وجهه واجماً مُمتعضاً”. ويحكي رودريغيس أنه في الوقت الذي كان يتمّ التقاط الصّور حضرت سيدة وبيدها راديو ترانزيستور محمول، وكانت الأخبار تنطلق منه وتقول إنّ تشي غيفارا توفّي متأثّراً بجراحه خلال المعركة..!
ماذا قال جيفارا قبل مصرعه ؟
ويشير رودريغيس إلى أنه عندما سمع ذلك قال في نفسه: “يبدو أنّه ليس لدينا ما نفعله الآن، عندئذ دخلنا إلى المدرسة وقلت لغيفارا: كوماندانتي أنا جدّ متأسّف، لقد فعلت كلّ ما في وسعي لإنقاذك، ولكن التعليمات جاءت من أعلى”. ويضيف رودريغيس قائلاً: “تغيّر وجه تشي وامتقع واعتلاه لون أبيض مثل الورق عندما سمع ذلك وتيقّن أنّ ساعته قد أزفت، إذ فهم كلّ شيء”، فقال له تشي بكل جرأة: هكذا أحسن، فأنا ما كان عليّ أن أقع حيّاً أسيراً بين أيديكم. وقال لرودريغيس: أريد أن أسلّم هذا الغليون لأحد الجنود البوليفيين الذي عاملني بكرامة. فسلّمه إيّاه، وطلب منه أن يبلغ رسالة إلى فيديل كاسترو، وأن يقول له: قريباً سيرى ثورة منتصرة في أمريكا. كما طلب منه أن يُبلغ زوجته بأن تتزوّج من جديد، وأن تكون سعيدة. كما قال لـ”العشماوي”، الذي أطلق عليه النار، كلمته الشهيرة: كن هادئاً، إنّك ستقتل رجلا… وتلك كانت آخر كلمات فاه بها تشي غيفارا، بعد أن سلّم على رودريغيس وعانقه، وكان يظنّ أنه هو الذي سيطلق النارَ عليه، وعندما خرج رودريغيس من الغرفة كان هناك كثير من الجنود، وبعد ذلك دخل إلى غرفة التلغراف حوالي الواحدة والرّبع مساءً، وبعد دقائق سُمع صوت انفجار مكتوم. وأضاف “ثمّ حضر القبطان سيلسو توريليُو، الذي سيصبح فيما بعد رئيساً لبوليفيا ودخلنا الغرفة. كان سيلسو يحمل في يده عصا، أتذكر أنه نظر بإمعان إلى تشي ووضع بها علامة الصّليب على وجهه، وقال: هب! لقد قتلتَ لي الكثيرَ من الجنود. عندئذ نطق أحد الحاضرين من الضبّاط وقال: لقد قضينا على حرب العصابات في أمريكا اللاّتينية.
وبعد ذلك التقطوا لتشي الصّورة الشهيرة التي يظهر فيها ميّتاً مُلتحيا يشبه السيّد المسيح، وعيناه مفتوحتان. ويحكي رودريغيس أنهم عندما حملوا غيفارا إلى الطائرة المروحية التي ستقلّ جثمانه إلى وجهة غير معروفة، جاءه جندي وقال له إنّ راهباً يريد أن يلقي نظرة أخيرة على غيفارا. كان محرّك المروحية قد بدأ يعمل، فحضر الرّاهب بالفعل، وهو راكب على ظهر بغلة، ونزل على الجانب الأيمن من المروحية، ومنح البركة لجثمان غيفارا وهو يتمتم، وانصرف دون أن ينبس ببنت شفة. وظلّ رودريغيس يفكر ويقول مع نفسه: عجباً.. هذا الرّجل الذي كان ملحداً، شاءت الأقدار أن يُبَارَك من طرف الكنيسة الكاثوليكية عند مصرعه. وقد وُثّقتْ هذه اللحظة ببعض الصّور التي التقطها رودريغيس بنفسه للرّاهب وهو يبارك غيفارا ويترحّم عليه .
وتجدر الاشارة أنه فى ذكرى مرور 54 عاماً على مصرع المناضل والطبيب الأرجنتيني تشي غيفارا، الذي صادف التاسع من شهر أكتوبر المنصرم 2021 ،كما هو الشأن في نفس المناسبة في التواريخ السابقة كانت قد جرت إحتفالات بهذه المناسبة في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية كالأرجنتين، مكان ولادته، وكوبا التي احتضنت ثورته، وبوليفيا حيث لقي مصرعَه ،كما حجّ المحتفون بهذه الذكرى إلى نفس المدرسة الصغيرة المهترئة المتهالكة الواقعة بمدينة “إيغيرا”، وهو المكان الذي أَطلقَ فيه على غيفارا النار الضابط البوليفي “ماورُو تيران” عام 1967، كما تجمهر المحتفون فى “فييّا كلارا” بكوبا حيث دُفن غيفارا بعد العثورعلى رفاته، ويحرص أبناء غيفارا الأربعة (أليدا، سيليا، كاميلو، وإيرنيستو) على حضورهذه التظاهرات التي تخلّد ذكرى رحيل والدهم الذي ملأ الدنيا، وشغل الناس فى الستينيّات من القرن الفارط، وما زالت أصداؤه تتردّد الى اليوم في القارات الخمس.
- كاتب ومترجم من المغرب ،عضو الأكاديمية الإسبانية – الأمريكية للآداب والعلوم – بوغوطا- كولومبيا
تعليقات الزوار ( 0 )