Share
  • Link copied

في اليوم العالمي للأب.. استغلوا وجود أبائكم بجابنكم

يحتفي العالم اليوم  بيوم الأب العالمي، تقديرا لمساهمة هذا الإنسان في حياة أطفاله وعائلته، وتقديره لتضحياته الكبيرة التي يقدمها، فقليلون من يتذكّرون، وكثيرون من يتجاهلون، ومن بينهم بالطبع الأبناء المنشغلون بأمورهم الشخصية وغير المكترثين وغير مبالين.

ذلك الوجه الصارم للأب والانشغال الدائم في الخارج لا يعني أنه لا يحمل بين جنبيه قلبا محبا وعطوفا يتألم لآلام الأبناء، ويشتاق لهم عندما يغيبون، ولا يرضى بهم بديلا، ويضحي بكل شيء من أجل سعادتهم والبقاء بجانبهم.

فالأب هو نعمة لا ندركها ألا عند فقدانها، والفاقد يقول “استغلوا وجود آبائكم بجانبكم ففقدانهم أصعب مما يخطر على أذهانكم”، ومهما مضينا و سرنا و نلنا مهما حاولنا التجاوز و المُضي تظل هنالك فراغات كبيرة في حياتنا لا يملأها إلا الأب ولا يوجد شخص يتحمل التعاسة من أجل إسعادك مثل أبيك فهو الرُّجل الوحيد على هذا الكوكب الذي يُعطى دون مُقابل الوحيد والذي يُحبّك رُغماً عنك، يُفضّلك على نفسه ويحترق من أجلك.

ولكن في المقابل فإن الأب الذي يتجاهله الجميع، حتى أهل بيته، له أن يكّرم في عيده، وهو الذي يضحّي كالأم، فهو يضحي بحياته، من أجل أن يرى الابتسامة على وجوه أبنائه، يجهد لتأمين مستقبلهم، ولا يترك مصرفًا إلاّ ويقترض منه، ثم يبقى يسدد هذه القروض طوال حياته، ولا ينفك عن التنازل عن حقه ويسعى دائمًا إلى تدوير الزوايا لإراحة وإسعاد جميع من حوله.

والإنسان الوحيد في العالم الذي يتمنى أن يصبح أولاده أفضل منه في كل شي، وهو الذي يرضى عن أولاده ويدعو لهم بالخير وهو في قمة خيبة أمله منهم، وهو الذي يتحمل أبناءه صغاراً حتى ولو داسوا على قدميه، ويتحملهم كباراً حتى ولو داسوا على قلبه.

 وهو الذي يعطي أولاده أفضل ما يملك بل كل ما يملك، إن لم يستطع أن يُقدم لهم أفضل ما في العالم، وهو الذي إذا طلب أولاده منه أن يأتي لهم بنجمة من السماء، يحضر لهم الشمس والقمر والنجوم، ويحاول أن يحضر لهم حتى السماء إن استطاع إلى ذلك سبيلاً، فيوم أب سعيد لآبائكم واستغلوا وجودهم بجانبكم.

Share
  • Link copied
المقال التالي