Share
  • Link copied

فيروس كورونا بين إجرام الغرب وعقاب الشرق

إن زمن ظهور فيروس كورونا ، قد يطرح أكثر من سؤال ، ومن الصعب جدا تصور أو تصديق أن هذا الفيروس أمر طبيعي أي لا يمكن استبعاد  نظرية المؤامرة   من جهة و الحرب الاقتصادية  وفق نظرية مالتوسية بصيغة حديثة.    ولهذا أطلق على هذا الفيروس ، الفيروس الصيني ليس لاكتشافه في الصين في أواخر عام 2019 بل لتكريس عدم الثقة في كل ما يأتي من الصين، وبالتالي ضرب الاقتصاد الصيني الذي أصبح يهدد القوى العالمية . ونحن أمام هذا الحدث التاريخي ، نستحضر جائحة  انفلوانزا1918 أو أنفلونزا الاسبانية،التي أودت بحياة الملايين في العالم،وسمي الفيروس بالأنفلونزا الإسبانية لأن الصحافة الإسبانية كانت أول من تحدث عن المرض في أوروبا عام 1918،رغم أن مصدر الوباء يحتمل أن يكون الصين وروسيا.

         وارتباطا بما سبق ، فإن الكثير منا يتساءل  على دور الإعلام في  تضخيم خطورة هذا الفيروس عالميا وتوجيه الرأي العام  في نفس المنحى والتفكير ، في حين أن هناك أمراض أخطر من ذلك و لا تعطى لها أهمية ، وهذا يدل على أنهم يقومون   بتوجيه ضربة للصين الخصم الأقوى اقتصاديا في العالم،مما جعلهم ينعتونه بالفيروس الصيني، وبما أن الإعلام متحكم فيه من قبل فئات في العالم  ، فإن  الغرب مهد  لفكرة صنع هذا الوباء عن طريق  فيلم  Contagionعام 2011 لمخرجه الأمريكي ستيفن سودربرغ حيث تدور أحداثه عن فيروس يسببه  الخنازير والخفافيش و ينتقل إلى الإنسان عبر اللمس والهواء. فهذه الفكرة كانت عبارة  عن فيلم  روج له ليتكيف بها المتلقي ويقتنع بها باطنيا ،فصانعوا الفيلم يدرسون  ردود أفعال الشعوب  ويخططون للوقت المناسب في تطبيقها ،وفي خدمة أجندتها.

     فالإعلام يصور لنا عالميا درجة وخطورة هذا الوباء بنسب ومقاربات متباينة ومتفاوتة،وكل الدول تسير في نفس المنحى بالترويج لخطورته، والإجراءات الاحترازية والحالات التي وصلت إليها في عدد  الإصابات والوفيات والهلع التي خلفته في الأوساط الاجتماعية، والإمكانيات المرصودة لها ، وكل الدول الغربية تتسابق لإيجاد حل لهذا الوباء ، وهذا الحل يعد بمثابته مؤشر لقوة الدولة المخترعة،وبالتالي فرض سيادتها عالميا. في حين الدول الشرقية منها من استسلمت إلى الوباء، و  اكتفت فقط بالاعتقاد أنه وباء طبيعي وعقاب من الله  ومنها من اعتبرت أنها  متساوية في الضعف وتنتظر دول الغرب تزويدها بالمصل والمعدات الصحية. أليس الشرق يعيش في وهم !!؟

      فلا  دولة من دول العالم الشرقي لها القوة الكافية لحد اليوم لكي تتصارع ضد القوى الغربية في كل المجالات،بل حتى مسايرتها ، فالسياق مختلف و كل دولة من دول العالم  الغربي تبحث في هذه اللحظة عن الريادة  ،فكلهم يفكرون في السيناريوهات القادمة، بمعنى  أن العالم الآن في صراع  نحو الريادة لذلك تكون كل الاحتمالات واردة إلا احتمالان :وأولها أن الشرق يستحيل عليه أن يجد مصل أو لقاح أو السعي لوجود حل لهذا الفيروس،هذا لا يعني أن الشرق ليس فيه علماء ونخب بل الأنظمة هي التي لا تهتم بالعلم والعلماء، والاحتمال الثاني يستحيل  استمرارية كورونا أشهر كثيرة، بل لها تاريخ محدد وسوف تزول.

    فلا ينكر أحد أن الدول الشرقية بإمكانها  أن تحقق نهضة في كل المجالات ،وتنافس القوى العالمية،وذلك بما تتوفر عليه من ثروات كبيرة،غير أن  هذا التطور رهين بالعناية بالعلم والعلماء.

      فكرونا ليست أكبر خدعة  فقط من طرف الرأسماليين الانتهازيين الذين يستغلون الأوبئة  ويحتكرون بيع الأدوية من أجل الربح المادي ،بل كوفيد 19 آلية من الآليات  المسخرة  لمعرفة مقومات الأنظمة السياسية والاقتصادية وترتيب وتصنيف الشعوب في عدة مجالات بل الأكثر من ذلك فهي وسيلة للحد من بعض الفئات الاجتماعية المستهدفة والتي تعتبر عالة وعائق  في تطور الدولة وتنميتها.

        قد يطرح أكثر من سؤال ، ويتوقع أكثر من احتمال على مدى حقيقة وجدية الدول الغربية في مواجهة هذا الفيروس،هل نصدق  ضعفها وعجزها ، لما أصبحت تفتقد إليه من التغطية الصحية اللازمة ، رغم تقدم هذه الدول  في كل المجالات؟  وبالتالي توقع كارثة تاريخية في العالم جراء وفاة الملايين من الناس. أم  أن   الغرب يوهم العالم  ويصور لنا فشل الدول الغربية في التصدي لهذا الوباء عن طريق الإعلام ؟ وذلك بخروج مؤسسات رسمية عالمية،و رؤساء الدول ومسؤوليها يعبرون على انفلات الوضع الصحي وخروجه عن سيطرتهم  ، وجعلهم يقومون بطب الحرب الذي يختار من يموت ومن يبقى.و قد يتساءل  البعض لماذا اكبر نسبة الوفيات و أغلبها تحصد المسنين خاصة في ايطاليا واسبانيا وبعض الدول الأوروبية؟ أليس هناك خلفيات إستراتيجية للقضاء على العجزة والمسنين  باعتبارهم عائق وعالة على الدولة ؟

     وعليه ، فإن ما يجري في ايطاليا اليوم من تسجيل رقم قياسي في عدد وفيات المسنين في العالم، يدفعنا إلى وضع فرضيتين: الأولى أن ما يقع  في ايطاليا صدفة وهذا مستبعد، والفرضية الثانية هو  أن ايطاليا لكي تعود كدولة أوروبية  قوية في الاتحاد الأوروبي  و إعادة بناء هيكلتها الاقتصادية. تحاول التخلص من العجزة لما يكلفها من ميزانيات ضخمة تؤثر على اقتصادها ، خاصة وأن ايطاليا تضررت اقتصاديا من أزمة 2008 ؟

       كما أن الكثير منا تساءل لماذا أغلب الدول الأوربية أغلقت الحدود  فيما بينها أولا وفيما بينها وبين العالم ثانيا؟هل هو إجراء احترازي ووقائي من انتشار الفيروس أم ترتيبا لغلق الحدود على المهاجرين واللاجئين في المستقبل؟ أليس هذا الفيروس برهن على انعدام قيم التضامن والتعاون بين دول الاتحاد الأوروبي،وبالتالي هل هو بداية مؤشرات انحلال الاتحاد الأوروبي ؟ 

     فهذه  المتغيرات الأخيرة  وغيرها تحيلنا إلى توقع عدة  سيناريوهات  واحتمالات  حول مصير العالم سواء  جراء الحرب البيولوجية الآنية أو ما بعد كورونا . وانطلاقا من كون فيروس  كورونا  ليس إلا وسيلة جديدة من  صنع مخبري من فئات وجهات معينة ،ليست الغاية من صنعه أو من تسريبه ونشره مرتبط بلوبيات الأدوية والأمصال واللقاحات فقط، أو من أطراف إستخباراتية وعسكرية  فحسب ،بل لأبعاد وغايات وأهداف استراتيجية  أخرى محضة،  تتجلى هذه الأبعاد  المحتملة من صنع فيروس كورونا أساسا  في:

ـ إعادة ترتيب وتصنيف  الأنظمة السياسية والاقتصادية الرائدة

 ـ القضاء على الفئات المستهلكة وغير المنتجة أو ضد الإنتاجية –المسنين والعجزة-

ـ الصراع حول اكتشاف المصل وقيادة العالم.

ـ قياس درجة  تحكم الأنظمة  في شعوبها ومدى استجابة الشعوب لأنظمتها.

ـ قياس مبادئ التضامن والوحدة لدى الشعوب

ـ قياس تطور الشعوب في التكنولوجيا وفي التواصل عن بعد

ـ إمكانية تفكك الاتحاد الأوروبي

ـ إغلاق الحدود أمام المهاجرين واللاجئين

ـظهور أمراض أخرى  ما بعد فيروس كورونا.

وانطلاقا مما سبق ،فإن أزمة كورونا كما يُصور لها ،لها  عدة  سيناريوهات وأبعاد محتملة   ،والتي سوف تؤثر لا محالة على التحولات البينية للنظام الدولي . وهذا ما يطرح عدة تساؤلات وعدة فرضيات.

       لا أحد ينفي أو يشك فيما وصل له العالم اليوم من وفيات ومصابين جراء  وباء كورونا ، لكن من منا تساءل  على نتائج  كورونا على  التحولات البينية للنظام الدولي  ما بعد هذه الأزمة. وعلى الأبعاد الإستراتيجية لصنع هذا الوباء.  وانطلاقا من هذه السيناريوهات والقراءات  وغيرها  المتوقعة من فيروس كورونا  وما بعد هذا الوباء ، يمكن التطرق إلى بعض هذه الاحتمالات نظرا  لجسامة خطورتها، ومغبة جرائمها ضد القيم والمبادئ  الإنسانية، وضد حقوق الإنسان وحرياته.

   فإذا تأملنا  النظام الصحي للإتحاد الأوروبي  خاصة السنوات الأخيرة، فلا أحد يشك أنه الأفضل في العالم ،سواء من حيث جودته  أو مجانيته وكذلك من حيث الميزانيات المخصصة له.

      وعليه ،وبفضل تقدم الطب ارتفع عدد المسنين في بلدان الاتحاد الأوروبي وخاصة ايطاليا بشكل متزايد في ظاهرة تعزى خصوصا  إلى ارتفاع أمد الحياة .( 27 مليون في أوروبا تزيد أعمارهم عن 80 سنة حسب إحصائيات عام 2016).

        وبهذا التقدم الطبي ازداد عمر المسنين تسع سنوات إضافية من الحياة في المتوسط  في عموم الدول الغربية، ففي فرنسا مثلا يمكن لمن بلغ 80 عام أن يأمل بالعيش 11 عاما إضافية لتكون فرنسا المتقدمة أوروبيا في هذا المجال. أما ايطاليا فتعد كثاني أعلى معدل أعمار للسكان في العالم (23 بالمائة من السكان فوق 65 عام) . أي أن النسبة العالية ترتبط بحقيقة أن الناس يعيشون في إيطاليا فثرة أطول.

      وارتباطا بما سبق ، فكثيرا منا يعلم ويتساءل أن معدل الوفيات أعلى لدى كبار السن في ايطاليا،ولكن ما لا يتضح بعد هو السبب؟أي لماذا لا يصيب الشباب والأطفال؟  قد  يقولون أن الأطفال لهم مناعة ولهم جهاز تنفسي أكثر مقاومة للفيروس الجديد.

      ووفق هذه المعطيات الحقيقية، ألا يمكن القول أن الغرب عموما وايطاليا خصوصا، استخدمت هذا الفيروس للقضاء على المسنين، باعتبارهم  مستهلكين فقط وغير منتجين بل ضد الإنتاجية، فالعجزة  في ايطاليا أصبحوا يمثلون نسبة كبيرة  داخل الدولة،ويكلف الدولة ميزانية ضخمة سواء في دور العجزة أو الرعاية الصحية وغيرها، أليس هذا التأخر في اكتشاف المصل واللقاح لهذا الفيروس هو فقط  لكسب الوقت لزيادة عدد الوفيات في صفوف العجزة ، والاستعداد لترتيب الدولة اقتصاديا. ففي ظل هذه الجائحة أصبحت ايطاليا والدول الغربية، تنهج سياسة طب الحروب،حيث يتم تحديد من يعالجون، في حين المسنين يتركون في موت بطيء أمام أنظار العالم، أليس هذه جريمة ضد الإنسانية، وهو ما أكده  الفيلسوف الفرنسي ميشال اونفري  حيث قال” فنتيجة السياسة الأوروبية تُرك كبار السن الذين أصيبوا  بفيروس كورونا عند مدخل المستشفى ليموتون في ركنهم ويزعمون أن فرص  نجاتهم ضعيفة مقارنة بأولئك الأصغر سنا”.

          وقد يتساءل البعض عن هدف هذه الجرائم البشعة التي ترتكبها الرأسمالية المتوحشة ضد المسنين؟ ألا يمكن القول أن تقوية اقتصادها وإعادة بناء دولة أوروبية قوية هو غايتها الأولى، خاصة وأن الغربيين يقدسون الثروة على حساب الإنسان،فكم من أرواح قتلت،والتاريخ شاهد على الأحداث التي مرت في القارة الأوروبية مع الحروب الإقطاعية  والامبريالية و الرأسمالية من أجل تقوية الدولة وربح الثروة المالية، حيث أن الإنسان لديهم لا يساوي أي شيء في الحروب الأوربية. فهي لا تهتم إلا بالمصلحة الضيقة في منفعة فئة معينة بحد ذاتها  ولا تأخذهم رأفة في سقوط الآلاف أو الملايين في سبيل هدف أسمى.

     وعليه ،فإن العالم قد يخرج من هذه الأزمة  ويدخل في  أزمة صحية أخرى ما بعد كورونا ، قد تكون  أخطر من فيروس كورونا، وذلك بظهور أمراض نفسية خطيرة  على الإنسان نتيجة مخلفات  كورونا ، وما ترتب عليها من تقييد لحرياته وحقوقه ، وما خلفه الإعلام من هلع وترهيب في نفوس الشعوب،كما يمكن  ظهور  فيروسات جديدة باعتبار المرحلة الآنية مرحلة حرب بيولوجيا.

      كما أن فيروس كورونا كشف ضعف وهشاشة مبدأ التضامن  ومبدأ التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي و اللذان  يشكلان أساسا وقاعدة  للاتحاد الأوروبي، كما أظهرت مؤسسات القارة العجوز عدم الفعالية، في حل أزمة كورونا ، مرجحة المنافع الوطنية على مصالح الاتحاد. وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية تعلن أن أوروبا مركزا لوباء كورونا، و أطلقت دعوة للتضامن معها.وأظهر  الوضع الراهن في الاتحاد الأوروبي عدم التزام الدول الأوروبية بمبدأ روح التضامن، كما أظهر ضعفا بدور المفوضية الأوروبية التي لم تقم بالتنسيق كما ينبغي .

        أما داخليا ،فكل دولة داخل الاتحاد الأوروبي تتحرك بشكل منفرد ، كما أنها أغلقت الحدود فيما بينها،وأمام دول خارج الاتحاد، وطبقت سياسة العزل، معلقة بذلك اتفاقية شنغن التي تنص على حرية التنقل بين بلدان الاتحاد الأوروبي.مما يشير إلى أن الروح التي جمعت دول الاتحاد والقائمة على التضامن في الصعيد الأول، قد انتهت في عموم دول الاتحاد .

     في حين نجد أن الصين عرضت مساعدتها على العالم من أجل مواجهة الفيروس. و أرسلت أطباء صينيين إلى إيطاليا بمعداتهم الطبية ، وذلك في ظل غياب الدعم من دول الاتحاد الأوروبي. وهذا ما يطرح أكثر من سؤال ويرجح فرضية قيادة الصين  للعالم بعد نهاية أزمة كورونا.

       وبالرجوع  إلى الدول الشرقية مقارنة بالدول الغربية، نجد الدولة المغربية في الصدارة من حيث قيم التعاون والتضامن الداخلي   إثر هذه الأزمة عكس  الدول الغربية حيث أن هذا التضامن له جدور تاريخية ودينية، وكمثال على هذا فإن أكبر نسبة تبرع في العالم لمواجهة كورونا  في المغرب كانت من مواطنين مغاربة وعلى رأسهم المؤسسة الملكية. و قد يتساءل البعض ويعتقد أن التضامن والتعاون داخل المغرب كان نتيجة لمعتقداته الدينية المبنية على قيم الشريعة الإسلامية ،  لكن واقع بعض الدول العربية الإسلامية وفي ظل هذه الأزمة من جائحة كورونا  تنعدم لهذه القيم والمبادئ .

هذا ،ونتيجة   لهذا الوباء المفتعل  و غلق  الحدود أمام العالم وفيما بين الاتحاد  الأوربي  لمواجهة جائحة كورونا ، قد يستهدف من وراءه  نقط استراتيجية ، ومن هذه النقط والسيناريوهات المحتملة  :

أولا : شرعنة منع المهاجرين واللاجئين  من دخول الدول الغربية مع استثناءات  صارمة  ولمصلحة الدول الغربية، وذلك  للحد من تدفق اللاجئين والمهاجرين الأجانب.

ثانيا: تفكك وانحلال الاتحاد الأوروبي ،وذلك بناء على  عدة  مؤشرات سابقة ومن أهمها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في السنة الماضية باعتبارها من أقوى الدول عالميا.و تدهور بعض اقتصاديات الدول الأوروبية،إضافة إلى أزمة المهاجرين وأزمة السكان العجزة.

ثالثا: صراع الدول الغربية على من يكتشف المصل  واللقاح  ،والذي قد يرقي بالدولة المكتشفة  إلى  قيادة  العالم  لا محالة مستقبلا، وهنا يطرح السؤال  من هي  الدول المتوقع اكتشافها للمصل واللقاح  وبالتالي قيادة العالم اقتصاديا وسياسيا، أيمكن توقع  الصين التي تبين سيطرتها على الوباء و التضامن مع بعض الدول الغربية خاصة مع ايطاليا،بالإضافة إلى اعتبارها قوة اقتصادية نافست العالم اقتصاديا، رغم أنها  الأولى عالميا من حيث كثافة السكان وما يترتب  عليه من تحديات.؟أم يمكن توقع دول الاتحاد الأوروبي  هم الدين سيكتشفون العلاج ، خاصة وأن بعض مختبراتها تعتبر الأولى عالميا  في اكتشاف لقاحات بعض الفيروسات والأمراض.  أليس هناك أمل في اكتشاف العلاج من قبل الدول الشرقية، ورد الاعتبار والمجد لها ، أم أن  هذا الاحتمال مستحيل في ظل تهميش العلم والعلماء والاعتماد على الغرب.  أم أن احتمال اكتشاف المصل يكون أمريكيا ،خاصة وأن الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب  يسعى بكل الوسائل الشرعية وغير الشرعية لاكتشاف  اللقاح  ، ليس حبا في علاج الإنسانية بل لسببين أساسيين :

  • أن اكتشافه هذا سيحقق  طموحه في ولاية ثانية وذلك  في ظل الانتقادات الداخلية الموجهة لترامب بسبب تقليصه ميزانية الصحة العامة منذ وصوله للبيت الأبيض عام 2017.
  • وكذلك اكتشافه للعلاج يجعل أمريكا  تحتفظ  بالريادة  العالمية اقتصاديا وسياسيا.

ومن السيناريوهات  المتوقعة  من صناعة هذا الفيروس كذلك هو قياس درجة التحكم في الشعوب ومدى  استجابة الشعوب لأنظمتها، أي مدى تحكم الأنظمة السياسية في شعوبها، من خلال القيود والأوامر التي تفرضها على المواطنين  في هذه الأزمة ،  سواء فرض حالة الحجر الصحي أو غيره من القيود الدستورية .

         فهذه الأزمة هي فثرة اختبار  الشعوب لمدى استجابتها لأوامر الدولة من جهة ،واختبار الأنظمة السياسية في مدى فرض هبتها  وسيادتها داخليا وخارجيا من جهة ثانية.

لقد بين الواقع في ضل أزمة كورونا، على كثير من العيوب والإختلالات ،سواء على مستوى  الأنظمة السياسية  أو على مستوى درجة وعي الشعوب، ومدى استجابته لأوامر السلطة المشروعة.  فهذه الثنائية بين التحكم والاستجابة تختلف بين الدول الغربية والدول الشرقية، وتتباين كذلك بين الدول الغربية فيما بينها من جهة ، وبين الدول الشرقية فيما بينها.

*باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية                                    

Share
  • Link copied
المقال التالي