خلّفت تصريحات روجيه ميلا، لاعب كرة قدم كاميروني سابق، التي وصفها البعض بـ”العنصرية” غضباً واسعا في صفوف جماهير الكرة، خاصة من الدول المعنية بهذه التصريحات وهي المغرب ومصر وأخرى كانت قد ساندت اقتراح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، بغرض تأجيل النسخة الحالية من منافسات كأس أمم أفريقيا إلى وقت لاحق.
ولعلّ أكثر ما أثار استياء جماهير الكرة في البلدين هو حين قال ميلا: “أنا آسف. سأخبرهم هنا بذلك بصفتي شقيقا لهم، سواء المغرب أو مصر أو أيا كان، فهذا ليس طبيعيا. إذا لم يكونوا أفارقة دعهم يرحلون عن القارة واللعب في أوروبا أو آسيا حتى لا يحدثوا فوضى في القارة الإفريقية”.
واستمر ميلا خلال حواره مع قناة فرنسية ” TV Monde 5″ في توجيه الاتهامات لهذه الدول وخاصة شمال إفريقيا، متهماً إياها بمحاولة “عرقلة” تنظيم بطولة أمم إفريقيا بالكاميرون.
وأضاف في هذا السياق: “من ساند اقتراح الفيفا، هي دول شمال إفريقيا، لأنها دائما ما تفسد الأمور! دائما ما يحدثون فوضى”.
ويواجه ميلا، خلال الأيام الأخيرة، سيلا من الانتقادات بسبب التصريحات المذكورة، خاصة وأن العديد لمسوا فيها “حسا عنصرياً”.
إلى ذلك، قالت جمعية فضاء المولودية، وهي جمعية تضم قدماء النادي الوجدي ومحبّيه، إن ما صرح به اللاعب الكاميروني روجي ميلا تجاه بلدان شمال افريقيا ومن بينها مصر والمغرب يبقى مجرد خطاب شعبوي لا يغني و لا يسمن من جوع”.
واعتبرت الجمعية في منشور على صفحتها على موقع “فايسبوك”، أنه مادمنا في إطار كرة القدم الإفريقية “وحتى نحيي الذاكرة لمن لا ذاكرة له سواء كان روجي ميلا أو غيره فإن التاريخ يشهد بأن بلاد مصر ذات الحضارة العظيمة كانت أول دولة تمثل إفريقيا في نهائيات كأس العالم في الثلاثينات من القرن الماضي عن طريق المشاركة المباشرة كما أن المملكة المغربية المتجدرة في التاريخ كانت أول بلد إفريقي مثل القارة الإفريقية في نهائيات كأس العالم عن طريق الاقصائيات في سبعينات القرن الماضي”.
نقول لأمثال روجي ميلا، تضيف الجمعية، إن القارة الإفريقة تمتد من شمالها حيث توجد الدول العربية من المغرب إلى مصر وجنوبا دولة جنوب إفريقيا التي عانت من عنصرية “البيض” تجاه ” السود” هذه العنصرية التي تعرض لها أغلبية الأفارقة “السود” ومن بينهم الكاميرون التي ينتمي لها روجي ميلا الذي وصف دول شمال إفريقيا بطريقة “عنصرية”.
وخلصت الجمعية الرياضية إلى أن تصريح روجي ميلا سيبقى “وصمة عار على جبينه وعلى كل من يتقاسم أفكاره كما نؤكد أننا نفتخر بانتمائنا للقارة الإفريقية والفرق بيننا وبين آخرين أننا شعب منفتح على الإنسانية مهما تواجدت وأينما تواجدت وفي جميع القارات كما نؤكد بأن كرة القدم أو الرياضة بصفة عامة يجب أن تبقى في إطارها الرياضي التنافسي ويمنع على الجميع استغلالها للتفرقة بين شعوب القارة الافريقة أو بين شعوب العالم بصفة عامة لان من الأهداف النبيلة للرياضة رفض الميز العنصري سواء صدر من “البيض” أو من “السود” سواء كانوا بشمال القارة أو بجنوبها”.
تعليقات الزوار ( 0 )