تزايدت ظاهرة اختفاء شباب صحراويين في ظروف غامضة في مخيمات تندوف، مما أثار قلق أهاليهم الذين تناقلوا مناشير بحث وطلب مساعدة في العثور على أبنائهم، وذلك بحسب ما أفاد به تقرير لمنتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ “فورساتين”.
وأوضح المنتدى، أن هذه الظاهرة لم تكن حديثة، فلطالما اعتبرت حالات الاختفاء أمراً عادياً بسبب صعوبة التنقل وقساوة الطبيعة في المنطقة، حيث يتعرض بعض الأفراد أو المجموعات للموت جوعًا أو عطشًا في البرية.
كما ينخرط البعض في مجموعات التنقيب أو يسافرون إلى مالي وأزواد لشراء قطعان الإبل وإعادة بيعها في المخيمات، وهو أمر ينطوي على مخاطر جسيمة، حيث قد يتعرضون للتيه أو الاختطاف أو القتل من قبل المجموعات المسلحة.
تورط جبهة البوليساريو، وحادثة مرتزفة فاغنر
وفي الآونة الأخيرة، ظهرت معلومات مؤكدة عن تورط جبهة البوليساريو في عمليات نقل شباب إلى مالي تحت مسميات مختلفة، حيث اختفت أخبارهم دون أي أثر رغم المحاولات الحثيثة من أهاليهم.
وكشفت حادثة هجوم مرتزقة فاغنر قبل أيام قليلة على الأراضي الموريتانية واقتحام قريتي “دار النعيم” و”مد الله” واطلاق النار واعتقال أشخاص وإصابة آخرين، عن أسرار خطيرة.
وذكر بعض الضحايا أن ملثمين رافقوا مجموعة فاغنر مهمتهم تسهيل التواصل مع الضحايا، ولاحظ بعض السكان أن هؤلاء الملثمين يتحدثون بالحسانية، لكنهم ليسوا موريتانيين.
وانتشر الخبر بسرعة وصل إلى داخل مخيمات تندوف، لتبدأ جولة من البحث الجماعي عن حقيقة اختفاء عشرات الشباب الصحراويين وعلاقته بالانخراط في مرتزقة فاغنر.
معلومات عن التجنيد:
وتمكن بعض الأهالي بطرقهم الخاصة وباستخدام علاقات القرابة مع بعض كبار التجار من الحصول على معلومات غاية في الأهمية، مفادها أن فاغنر استعانت بشباب من المخيمات قامت بتدريبهم وتأهيلهم للمشاركة معها في عمليات بالساحل الأفريقي، والمساعدة في أعمال الترجمة والتمويه بسبب اللهجة ولون البشرة، مقابل مبالغ مالية مجزية.
ولاحقًا، توسط أولئك المجندون الصحراويون لفتح الباب أمام مشروع تجنيد 500 شاب من مخيمات تندوف، يراد نقلهم إلى مناطق مختلفة، ومنهم من سيرحل إلى روسيا للمشاركة في عمليات عسكرية لمدة لا تتجاوز 3 سنوات، يحصل بعدها على الجنسية والمساعدة في الاستقرار، مع واجب شهري يفوق 3000 دولار.
شروط صارمة للانضمام:
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن الانخراط في مرتزقة فاغنر يخضع لشروط صارمة، منها قطع المجندين علاقتهم مع ماضيهم، والتخلي عن هويتهم الحقيقية، والالتزام بعدم التواصل مع عائلاتهم.
كما يمنع الانضمام على المتزوجين والآباء، خوفًا من أن تجرهم العاطفة إلى الهرب أو الاتصال بأي شكل من الأشكال مع عائلاتهم، الأمر الذي قد يؤثر على عملية التنسيق والتجنيد.
تواطؤ جبهة البوليساريو والجزائر:
وتشرف جبهة البوليساريو على عملية التجنيد عبر وسطائها من التجار والمهربين، بمباركة جزائرية واضحة المعالم، دون مراعاة لمستقبل أولئك الشباب، ولا عائلاتهم المكلومة في المخيمات.
ويُعدّ هذا المخطط جزءًا من مخطط أوسع لتخريب ودمار واشاعة الخوف والرعب في شمال إفريقيا، وقد انطلقت فصوله الأولى في الأراضي الموريتانية، ولا شك أن شرارته ستتسع في المستقبل القريب.
تعليقات الزوار ( 0 )