يشهد سوق اللحوم البيضاء في الجزائر هذه الأيام ظاهرة غريبة تُحير المستهلكين، حيث انقلبت الموازين رأسًا على عقب، وأصبح الدجاج أرخص من السردين، عكس ما هو معتاد خلال فصل الصيف.
ففي المنطق، يفترض أن تنخفض أسعار السردين مع حلول فصل الصيف وازدياد المعروض، بينما يرتفع سعر الدجاج. لكن هذا العام، يبدو أنّ السردين قرر التمرد على المنطق، مُحافظًا على أسعاره المرتفعة بينما ينخفض سعر الدجاج بشكل ملحوظ.
ففي أسواق الجملة، تراوحت أسعار الدجاج الحي يوم السبت 6 يوليو بين 200 و 220 دينار جزائري للكيلوغرام، بينما تراوحت أسعاره في أسواق التجزئة بين 240 و 270 دينار جزائري. أسعارٌ منخفضة لا تُغطّي حتى تكاليف الإنتاج، حسب تصريحات بعض مُربي الدواجن.
في المقابل، لا يزال سعر السردين يُلامس السماء، حيث يتراوح بين 600 و 800 دينار جزائري للكيلوغرام، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف سعر الدجاج. ويبدو أنّ موسم الحر الشديد لم يُفلح في كبح جماح أسعار الأسماك، ممّا أثار قلق العائلات ذات الدخل المحدود، والتي تعتمد على السمك كبديل عن اللحوم الحمراء باهظة الثمن، خاصة خلال فصل الصيف.
ويرجع سبب انخفاض أسعار الدجاج إلى فائض المعروض في السوق منذ عيد الأضحى الماضي، ممّا أدّى إلى ضغط على الأسعار، حسب تصريحات أحد مُربي الدواجن.
أمّا بالنسبة للسردين، فيُرجع الصيادون ارتفاع أسعاره إلى قلة الكميات المُتوفرة قبالة السواحل الجزائرية. ويُؤكّد أحد الصيادين أنّ صيد السردين أصبح صعبًا أكثر، ممّا انعكس على قلة المعروض وارتفاع الأسعار.
وتُثير هذه الظاهرة الغريبة تساؤلات حول جدوى السياسات المُتبعة لتنظيم السوق وضمان استقرار الأسعار، خاصةً وأنّ مثل هذه التقلبات تُؤثّر سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين، وتُعيق حصولهم على احتياجاتهم الأساسية من البروتين بأسعار معقولة.
تعليقات الزوار ( 0 )