يطرح إقلاع عشرات قوارب الموت من السواحل الجزائرية نحو الضفة الأخرى بالتحديد إسبانيا وإيطاليا، علامات الاستفهام حول أسباب تزايد نسبة الهجرة غير الشرعية في زمن كورونا، وهل فقد الشباب الجزائري الأمل في تحسن وضعهم الاجتماعي والمعيشي بعد أن كانوا يتطلعون لجزائر جديدة في خضم الحراك الشعبي.
وكشفت بعض وسائل الإعلام الإسبانية من بينها صحيفة إلبايس (El País)، عن وصول 418 مهاجر غير شرعي جزائري بينهم 73 قاصر على متن قوارب إلى السواحل الإسبانية خلال 24 ساعة فقط.
وبحسب الصحافة الإسبانية، وصل الحراكة الجزائريين على متن 31 قاربا صغيرا تباعا قادمين من السواحل الغربية للبلاد بالتحديد من ولايتي مستغانم وعين تيموشنت ليحطوا على سواحل أليكانتي وموريس جنوب شرق إسبانيا.
وذكرت أيضا أن هذه القوارب وصلت على دفعتين، المجموعة الأولى ضمت 186 مهاجراً وصلت يوم الجمعة الماضي على متن 23 قارباً ثم مجموعة ثانية مكونة من 232 مهاجراً وصلت يوم السبت على متن 18 قارباً.
واعتبرت الصحف الإسبانية أن عدد المهاجرين الذين تم اعتراضهم في أقل من 24 ساعة كبيراً مقارنة بعدد المهاجرين الذين بلغوا السواحل الإسبانية في الفترات السابقة، ووفق “إلبايس” سجل خفر السواحل وصول 170 مهاجراً في الفترة ما بين 13 و19 يوليو يضاف إليهم الحراكة الذين حطوا قبل يومين فقط وعددهم 418 شابا.
قضية 418 “حراك” تشغل الرأي العام الجزائري
وشغلت قصة وصول “الحراكة” الجزائريين بأعداد كبيرة لسواحل إسبانيا في ظرف 24 ساعة فقط الرأي العام في البلاد، وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صوراً ومنشورات عن خبر “الحراكة”، وهي الظاهرة التي توقفت منذ ما يفوق السنة أي منذ بداية الحراك الشعبي.
وكتب الصحفي والمحلل السياسي علي جري عبر صفحته بالفيسبوك متسائلا ” لماذا كادت أن تختفي نهائيا ظاهرة الحرقة مع بداية الحراك الشعبي؟ و لماذا ظهرت من جديد في المدة الأخيرة؟
وقال: برأيي الظاهرة لها علاقة بعدم وضوح رؤية مستقبلية .. والنتيجة فقدان الأمل نتيجة غياب حلول جماعية التي تقع على عاتق الدولة بكل مؤسساتها.
ويضيف علي جري: “حينها يتم اللجوء إلى الحلول الفردية، وقد تأخذ هذه الحلول أشكالا مختلفة (الشيتة، التملق, الانتهازية ….وممارسات أخرى ).
وختم علي جري منشوره بالقول : “يحدث هذا على كل المستويات وبمختلف المؤسسات…….وتأتي ظاهرة الحرقة كإحدى الحلول الفردية بالنسبة للبعض وإن كانت خاطئة على طول الخط إلا أنها تمثل بالنسبة إليهم الأمل في العيش أحسن ….الغاية تبرر الوسيلة …..برأيي يجب دراسة هذه الظاهرة بعمق وبكل أبعادها عوض الاكتفاء…بالمعانية ، والأرقام”.
ومن جهته كتب الإعلامي البارز والمعارض للنظام عبد الحفيظ دراجي عبر صفحته بالفيسبوك منشورا تحت عنوان: “الحراك، كورونا و الحرقة!!! ” .
وقال دراجي إن ظاهرة الحرقة التي كادت تختفي مع بداية الحراك الشعبي، عادت بقوة من جديد بعد التوقف الاضطراري للحراك..
وتساءل معلق “بين سبورت الرياضية”: “فقد شبابنا ذلك الأمل الذي استعاده في فبراير 2019، وعاد اليأس ليسكن مجددا النفوس، القلوب والعقول؟ و هل اقتنع هؤلاء الحراقة بأن الوطن لم يعد وطنهم ففضلوا المغامرة والغرق في عرض البحر عوض الغرق داخل وطنهم ؟وهل أدركتم مغزى مطالبة شعبنا بالتغيير وحماية الحراك ومرافقته والاستجابة لمطالبه الوطنية في الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية؟”.
وأضاف دراجي خلال منشوره هل لديكم من غير (اليأس) تفسيرا أخر لعودة الظاهرة بهذه القوة في هذا الظرف العصيب ؟ وهل لديكم تفسيرا لعودة الإجرام وظاهرة الانتحار والشعور بخيبة الأمل في أوساط شبابنا من جديد؟
وتساءل عبد الحفيظ دراجي أيضا، عما إذا كانت الجزائر تملك وزارات وإدارات ومؤسسات وسياسات لدراسة الظاهرة و معالجة الأسباب وتخفيف الأضرار أما أننا سنختفي وراء حجة “فيروس كورونا”؟
وواصل المعلق الرياضي تساؤلاته عبر منشوره مؤكدا أن “المؤشرات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية الراهنة توحي بتداعيات أخرى صعبة، تتطلب الجهد والمال وتهيئة المناخ الملائم لمواجهتها وأن غلق الإعلام والتضييق على النشطاء والخيرين سيترك المجال للمتهورين والمحرضين لينفردوا بالرأي العام ويضاعفوا من مشاعر التذمر و اليأس وهل وهل وهل ؟ هل تعلمون ماخفي؟”. يختم دراجي كلامه.
تعليقات الزوار ( 0 )