Share
  • Link copied

عمر الشرقاوي: جائحة “كورونا” لحظة مرجعية في التاريخ السياسي المغربي

قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عمر الشرقاوي، إن جائحة فيروس كورونا المستجد ليست لحظة صحية فقط ولا وباء يهدد الصحة أو يؤثر على الصحة العامة، بل لحظة مرجعية في التاريخ السياسي المغربي بما تحمله اللحظة التاريخية من أبعاد سياسية وإقتصادية وإجتماعية، الذي ستبنى على أساسه إعادة توزيع السلط وإعادة توزيع عدد من الأدوار.

الشرقاوي الذي كان يتحدث في ندوة مباشرة بتثها جريدة “بناصا” على موقعها الإلكتروني وصفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، مساء أمس السبت على الساعة التاسعة مساء، والتي كانت تحت عنوان “الدولة والمجتمع في زمن كورونا”، أكد أنه في هذه اللحظة التي نعيشها ظهرت مؤشرات كبيرة منها تخفيف دور السلطوي لدولة والحضور القوي للمجتمع، وانفتاح المجتمع على الدولة، وأن المجتمع كان له حضور قوي بعدد كبير من المبادرات وكذا تأثيره على صناعة القرار، مشيرا إلى أن المجتمع لعب دور كبير إلى جانب الدولة التي تعاملت بنوع من الليونة التي ربما لم تكن تتعامل بها في الأوضاع العادية. 

وأضاف المحلل السياسي خلال الندوة التي شارك فيها كل من عبد الرحيم المنار اسليمي، وعبد الرحيم العلام، وحفيظ أدمينو، “أننا اليوم أمام نوع من التوازن لأول مرة مابين دولة تصنع القرارات ومجتمع يتفاعل مع هذه القرارات، وأن هذا التوازن في هذه المرحلة كان ضروريا، لأنه كان دائما تخوف أن لا يطغى الهواجس السلطوية فقط على التدبير وفي نفس الوقت ألا يذهب المجتمع إلى حالة الفوضى التي يمكن أن يكون لها تأثير على مستقبل الدولة، لذلك فإن حالة التوازن هي خيط رفيع ضبظ مابين الدولة وقراراتها وبين استجابة المجتمع، ومكنتنا من تجاوز ويلات كورونا”.

وواصل عمر الشرقاوي حديثه قائلا “التجربة المغربية مع الوباء كان فيها نوع من الإستباقية التي فرضتها الظروف، وأن الإجراءات التي اتخذها المغرب هي إجراءات سلطوية لأنه في للحظات التهديد يصبح التوازن مابين الإجراءات السلطوية التي تحد من القيود ومن حريات الأخرين ومابين الجنوح الطبيعي، مشدد على أن التجربة المغربية في ظل هذه الجائحة أصبحت تنعزل عن جميع تجارب الدول الأخرى، وأنها خلقت نوع من التحولات في القيم”.

وليس لنا ضمانات بأن هذه الروح الإيجابية التي نواجه بها جائحة فيروس كورونا هل يمكن أن تستمر يضيف الشرقاوي، إلى ما بعد كورونا، وليس لنا ضمانات بأنه سيبقى نوع من التوازن الموجود اليوم مابين الدولة والمجتمع، لأنه ربما الكثير منا محكوم بالخوف وبهواجس أخرى، ونحن كذلك الشخص المصاب بمرض العضال الذي يطلب من الله أن يشفيه وبعد ذلك سيتوب، وبعد الشفاء لا تدري هل ذلك الرجل سيتوب أم سيبقى على سابق عهده، مشددا على أننا اليوم سنتحول لأننا في لحظة محفوفة بالمخاطر ومحاطة بالخوف وبالرغبة في البقاء، ولكن لا نعرف هل ستتغير الأمور وتمتد هذه الروح إلى ما بعد كورونا أم ستعود الأمور إلى ما كانت عليه في السابق”أم ستعود حليمة إلى عادتها القديمة”.

وأكد الأستاذ الجامعي، أن هذه الجائحة علمتنا عدد كبير من الدروس التي يجب الإستفادة منها، وأن الدرس الأساسي هو دولة الرعاية التي تعطي قيمة لصحة الإنسان وتعليمه، لأنه اليوم ل انحتاج إلى خطابات وإنما نحتاج إلى تفعيل القرارات، وأن هناك حاجة كبيرة إلى إعادة النظر في الأدوار الإستراتيجية لدولة، لأنه اليوم لم يعد هناك مكان لدولة الحارسة، بل الظرفية تحتاج دولة تتدخل لضبظ كل المجالات التي تحتاج لضبط.

Share
  • Link copied
المقال التالي