تابعت هذه الليلة الحوار الذي أجرته القنوات المغربية الثلاث مع رئيس الحكومة الذي تحدث بالكثير من الشفافية والوضوح، وأكد من خلال المعطيات التي قدمها أن هناك خطابا حكوميا منسجما حول الظرف الصعب الذي تعيشه البلاد.
قدم رئيس الحكومة رسائل طمأنة في كل الاتجاهات، وألمح إلى بعض الإجراءات التي يمكن للوزراء المعنيين توضيحها خلال الأيام القادمة، وفي عبارة واحدة أشار الى أن المغرب متَحَكم في مراقبة تطور الوباء لحد الآن، وأن الوباء لازال في مرحلته الأولى.
كما أوضح العثماني أن كل المعطيات التي تُقدمها وزارة الصحة دقيقة وصحيحة.
لكن المثير أن كل من تابع الحوار سيلاحظ ان الصحفيين الثلاثة حضروا بدون تنسيق بينهم وؤئيس الحكومة، لدرجة ان البعض منهم نقل حالات شخصية عاشها أو عاينها في منطقة وحولها الى سؤال في حواره مع رئيس الحكومة.
ولاحظت أن هناك من يطرح أسئلة يمكن أن تكون موضوع مقال في جريدة معينة، وبما أننا في ظرف استثنائي فإن الدرس الكبير الذي يجب الانتباه إليه في مناسبات حوار قادمة، هي أن الحوار مع المسؤولين في الظروف الاستثنائية ليس هو الحوار معهم في الظروف العادية، في الظروف الاستثنائية يجب أن نترك المسؤول يتحدث أكثر ليوصل رسائله إلى المجتمع، وليس ثلاثة صحفيين يتحدثون مرة واحدة دون أن يتمم رئيس الحكومة كلامه.
ففي الحوارات مع المسؤولين خلال الأزمات يجب البحث عن التوضيح بترك المسؤول الحكومي يشرح ويفسر للمشاهد، قد نكون أضعنا فرصة في هذا الحوار ولكن المطلوب في المناسبات القادمة التنسيق وصياغة اسئلة يكون هدفها التوضيح والانتباه إلى أن الأمر يتعلق بحوار توضيح وليس حوار جدال سياسي حول أمور مختلف بشأنها !
ولهذا فلا بد من الانتباه في اللقاءات المقبلة إلى تقنيات ومهارات واستراتيجية تواصل الأزمات.
*محلل سياسي وأستاذ العلوم السياسية
تعليقات الزوار ( 0 )