على الرغم من محاولات جبهة البوليساريو الانفصالية الحثيثة من أجل إقناع سكان الأقاليم الجنوبية للمغرب، بعدم المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، المزمع إقامتها في الـ 8 من شهر شتنبر الجاري، إلا أن قاطني صحراء المملكة، لم يعيروا أي اهتمام لمطالب “جماعة الرابوني”، وواصلوا الانخراط بقوة في الحملات الانتخابية، على بعد ساعات قليلة عن موعد الاقتراع.
وكانت الجبهة الانفصالية قد راسلت الأمم المتحدة، من أجل منع المغرب من إقامة الانتخابات في الصحراء، نظرا لأنها “الممثل الشرعي الوحيد والأوحد للشعب الصحراوي”، وفق تعبيرها، وهو ما جرّ عليها انتقادات واسعة من بعض مسؤوليها السابقين، الذين طالبوها، إن كانت فعلا ممثلة لسكان الأقاليم الجنوبية للمغرب، بأن تطالب الناس بمقاطعة الاستحقاقات.
البوليساريو ترهن مصير المحتجزين بتندوف
واعتبر منتدى “فورساتين”، أن جبهة البوليساريو، رهنت مصير جزء صغير من الصحراويين بمخيمات تندوف، ورهنت مستقبلهم بمشروعها الوهمي، وسوقت لوجود دولة فوق فيافي الأراضي الجزائرية بالقرب من تندوف، ما أنزل الله بها من سلطان”، مضيفاً: “منذ سنة 1973 والبوليساريو، هي المؤسسة الواحدة والوحيدة الموجودة، ويمنع الانخراط والانتظام داخل جمعيات أو أحزاب”.
وأضاف أن “جبهة البوليساريو هي جبهة الرأي الواحد والحكم الواحد والقيادة الواحدة والأبدية، تسلط وقمع ودكتاتورية ومصادرة رأي”، مقارنا بين “جماعة الرابوني”، والانتخابات التي يستعد المغرب لتنظيمها بعد غد الأربعاء، متابعاً أن “الانتخابات لوحدها طفيلة بدحض أطروحة البوليساريو الوهمية، وإقبار دولة المنفى”.
انتخابات بالصحراء المغربية، وديكتاتورية بالجمهورية الوهمية
وأوضح أن الأقاليم الصحراوية تشهد انتخابات حقيقية على غرار باقي مناطق المغرب، “برؤية واضحة وأحزاب معلومة، وتنظيم محبوك، وحرية في الترشح والتصويت، دون أدنى تدخل من السلطات المغربية التي تسهر على السير الطبيعي للانتخابات ومرورها في جو تسوده الشفافية والمساواة”، وفق قاله “فورساتين”.
واسترسل المصدر: “بالبوليساريو لا وجود للانتخابات بمفهوم الانتخابات، لا مجال للديمقراطية، توجد فقط مؤتمرات شعبية ترشح مندوبين معروفين مسبقا، يؤثثون لمسرحية المؤتمر العام لتحديد القيادة المشكلة لجبهة البوليساريو وأمينها العام، المعروف سلفا دون مجال للخطأ”، حسبه.
أما بجهات الصحراء، فيوجد، يتابع المنتدى “منتخبون حقيقيون، منهم مواطنون عاديون يتقدمون بكل حرية وقناعة لخوض غمار المنافسة على الظفر بمقعد برلماني أو عضوية مجلس من المجالس الجماعية أو الجهوية أو غيرها”، مستطرداً: “لكن بالمخيمات لا يوجد منتخب واحد يتقدم من تلقاء نفسه، ولا يمكن المنافسة بأي حال على الرئاسة”.
وأكد “فورساتين”، أنه في مخيمات الجمهورية الوهمية، لا يمكن لأي اسم عادي، أن يشارك في المؤتمرات ما لم يكن من الموالين والأتباع ممن لا يعصون القيادة ما تأمرهم ويفعلون ما يؤمرون دون تفكير ولا زيادة أو نقصان”، مسترسلاً: “بجهات الصحراء، الغني والفقير، الكبير والصغير، الموظف والمعطل، الرجل والمرأة، الكل يشارك في الانتخابات بكثافة منقطعة النظير، تفوق نسبتها كل جهات المغرب”.
الانتخابات بالصحراء المغربية أبرز استفتاء وأهم استطلاع
وواصل أن هذا يتم “بسبب القناعة التامة بضرورة المشاركة في التصويت والوعي التام بأهميته، يمكن اعتبار الانتخابات بأقاليم الصحراء، أبرز استفتاء، وأصدق اختيار، وأهم استطلاع، يتجدد كل ست سنوات، ليثبت للعالم أن الصحراويين مندمجون في بلدهم، ومنخرطون في بنائه، ويشاركون بكثافة لفرض من يرونه أهلا لتمثيلهم محليا ووطنيا”.
وتابع المصدر: “إذا زرت الأقاليم الصحراوية سترى الجميع منخرطا في الانتخابات مشاركا في الدعاية”، لكن في المقابل، يتابع “فورساتين”، “داخل المخيمات ، الصحراويون بالآلاف، لكن المشاركين في مسرحيات البوليساريو واختيار قيادتها لا يتعدون المئات، ثم بعد ذلك تدعي جبهة البوليساريو بأنها الممثل الشرعي للصحراويين كل الصحراويين بمن فيهم المتواجدين بالمغرب”.
البوليساريو لا تشرك المحتجزين في مؤتمراتها
وشدد المنتدى، على أن البوليساريو “غير قادرة على إشراك كل ساكنة المخيمات في المؤتمرات، بل تعمل على إقصائهم، وتدفع فقط بالموالين لها ليشاركوا في مسرحياتها. بالمخيمات لا وجود للانتخابات ولا التصويت، يوجد فقط الانتقاء بناء على الولاء، ثم يقوم المنتقون بالاختيار من الموجود تبعا لتوجيهات عليا ينبغي احترامها باسم الحفاظ على المشروع الانفصالي وتحسبا للمفاجآت”.
واسترسل أن البوليساريو، تمنع ساكنة المخيمات، “الذين عاشوا بها قرابة نصف قرن من إبداء الرأي بشفافية خوفا من منهم، فهي لا تثق فيهم، بالمقابل بالمغرب يُسمح للعائدين من المخيمات بالانخراط التام والطبيعي وممارسة المواطنة الكاملة، وأيضا تعج الحملات الانتخابية بعشرات المناصرين للطرح الانفصالي ممن راجعوا أفكارهم التطرفية، أو من استطاعت الأحزاب المغربية تأطيرهم”.
وأشار المنتدى إلى من هؤلاء “من قرر خوض الانتخابات بكل سلاسة، فالمغرب يمنحه كل الحرية في تصحيح مساره بعدما اقتنع بزيف أطروحة جبهة البوليساريو، وهذا دليل واضح على أن الديمقراطية توجد بالأقاليم الصحراوية، وأن المغرب يستوعب أبناءه ويسامحهم ويأخذ بأياديهم ويفسح لهم الطريق دون أدنى مشكل”.
البولساريو مؤسسة أفراد
وأكد المنتدى أن البوليساريو “مؤسسة أفراد، والانتخابات والاختيار الديمقراطي حلم يستحيل على ساكنة المخيمات، وحتى وإن قبلنا فرضا بتسمية مسرحيات البوليساريو ومؤتمراتها بالانتخابات، فهل الجبهة تتبع نظام مؤسساتي؟ إن كانت كذلك وتعتبر نفسها دولة، رغم افتقادها لكل المقومات، فلماذا لم يظهر أي نائب للرئيس طوال أشهر غيابه”.
وبعد هذا كله، يسترسل “فورساتين”، “يأتي بعض الجهلة ليعطوا الدروس عن الديمقراطية، ويحاولون دون جدوى حث الصحراويين على مقاطعة الانتخابات لأسباب غير مقنعة، بينما الحقيقة أنها تحرجهم وتفضح زيف تمثيلية البوليساريو للصحراويين، ولو كانت جبهة البوليساريو تعتبر وتستفيد من الدروس لعرفت قدرها عند كل استحقاقات انتخابية”.
الانتخابات تثبت أن الصحراويين مع البناء والتنمية
وأردف: “في كل محطة انتخابية يثبت بالدليل انخراط الصحراويين في مسار التنمية ومشاركتهم في البناء والتشييد، وسعيهم في التعاقد مع مرشحيهم على التطوير والنماء وتأهيل المنطقة بما يتناسب وتطلعاتهم وحقوقهم كمواطنين يتوفرون على شروط العيش الكريم، وتتوفر لهم كل المرافق الحيوية والضرورية، يحاسبون المرشحين على برامجهم ويعاقبونهم بكل ديمقراطية إن لم يلتزموا بوعودهم”.
واختتم المصدر: “كل ذلك يحدث بعيدا عن الدولة او تدخلها، أو القاء اللوم عليها، أو تحميلها المسؤولية، لأن الدولة رسخت الجهوية وقطعت فيها أشواطا كبيرة، تمهيدا لتنزيل واقعي لمبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي وواقعي ينهي مأساة الصحراويين بالمخيمات، ممن لا يتوفرون على مرافق ولا عيش كريم ولا مستقبل يلوح في الأفق، يعانون من الحصار والتجويع، ومحرومون حتى من اختيار من يمثلهم بالمخيمات”.
تعليقات الزوار ( 0 )