شارك المقال
  • تم النسخ

طُرُقُ الشَّمَالِ.. مُعَانَاةٌ مُسْتَمِرَّةٌ لِلْمُوَاطِنِينَ وَحُلُولٌ غَائِبَةٌ مِنَ الْمَسْؤُولِينَ

رغم أن منطقة شمال المغربي، تعتبر من أفضل الوجهات السياحية داخل البلاد، والتي يقصدها الزوار من المملكة وخارجها، في كل فصول السنة، إلا أن الشبكة الطرقية التي تتوفر عليها، ما تزال وعرة وصعبة للغاية، في ظل استمرار غياب الربط السككي بين المدن.

يعتبر الطريق الرابط بين تطوان وطنجة، الأفضل في الشمال، نظرا لأن باقي نظرائه، إما موجودة على الجبال وتصعب مهمة الزوار والسياح، أو لأنها ضيقة وقديمة، أو بسبب منعرجاتها الكثيرة، مثل الطريق الساحلية الرابط بين الحسيمة وتطوان.

ويتخوف العديد من المواطنين من السفر عبر الطرق الرابطة بين تطوان والحسيمة والناظور، نظرا لصعبوتها وارتفاعها الكبير، في ظل أن أغلبها يمر عبر سلسلة جبال الريف، وبالأخص أولئك الذين يعانون من رهاب المرتفعات.

أحد المواطنين المغاربة الذين عانوا من السفر عبر طرق الشمال، قال في تصريحه لجريدة “بناصا”:”سبق لي السفر في عدة مناطق، من بينها الأطلس والجنوب، وعرفت الكثير من الممرات الجبلية الصعبة، والشمال، بكل صراحة يضم طرق كارثية، خاصة الطريق القديم الرابط بين تطوان والحسيمة”.

وتابع المتحدث نفسه:”قد تكون الطريق من تطوان إلى شفشاون، رغم أنها ضيقة ولابد من توسعتها، أفضل بكثير من باقي المسافة الرابطة بين شفشاون والحسيمة، مرورا بباب برد”، مضيفا:”في أول سفر لي عبر هذه الطريق، كانت معي زوجتي وهي تعاني من رهاب المرتفعات، كانت أن تفقد صوابها خلال الرحلة، خاصة بعد وصولنا إلى الشرافات”.

وتربط بين تطوان والحسيمة طريقين فقط، الأول عبر شفشاون، وباب تازة وباب برد وكتامة وتارجيست، والثاني عبر الطريق الساحلي مرورا بواد لو والسطيحات والجبهة، وكلاهما صعبان، ويتخوف من السفر عبرهما الكثير من المواطنين، في ظل تواجدهما على مسافات مرتفعة.

ويطالب السكان بتوسيع الطريقين الساحلي والقديم، من أجل إنعاش السياحة في الشمال، إلى جانب إنشاء خط للسكة الحديدية يربط مدن الشمال بالجهة الشرقية، في ظل غياب السكة الحديدية بشكل شبه كامل عن المنطقة، ما يصعب مهمة الزوار، ولا يشجع الراغبين في السفر إليها على القدوم.

وفي سياق متصل، أعلن وزير التجهيز والنقل واللوجيستك والناء، عبد القادر اعمارة، عن وضع وشروع لتوسيع شبكة السكة الحديدية لتشمل مناطق جديدة بالمغرب، من بينها مدن تطوان وشفشاون والحسيمة، وذلك في جوابه على سؤال تقدم به محمد أبودرار، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة.

وقال اعمارة، بأن هذا المشروع يأتي في إطار المشاريع المبرمجة في جهة طنجة تطوان الحسيمة، والهادفة لتعميم النقل عبر السكك الحديدية بمدن الشمال، مشيرا إلى الدراسة الاستشرافية التي سميت بـ”مخطط السكة الحديدية للمغرب 2040″، التي تسعى إلى تطوير شبكة النقل السككي وإنشائها في مناطق جديدة.

وأعرب الكثير من المواطنين، عن أملهم في أن تشرع وزارة التجهيز والنقل واللوجيستك والماء، في تطبيق مشروعها، من أجل إنهاء المعاناة التي يقبع فيها السكان، وبهدف إعطاء انتعاش غير مسبوقة للسياحة في الشمال، علما أن الجهة الأخيرة، تعد حتى في ظل غياب القطار، من الوجهات المفضلة للمغاربة والأجانب.

يشار إلى أن الغالبية العظمى من مدن الشمال لا تتوفر على شبكة للسكة الحديدية، باستثناء الخط الرابط بين طنجة والرباط مرورا بالعرائش والقصر الكبير، ويصل أيضا إلى القصر الصغير شرق “عروس الشمال”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي