أكد الانفراج الأخير في طي صفحة الخلاف وعودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الدول المقاطعة، السعودية ومصر والإمارات والبحرين مع قطر، صوابية الموقف المغربي وسداده.
وأبرزت المصالحة الخليجية، بعد القمة المشتركة التاريخية بين الدول المقاطعة وقطر في مدينة العلا السعودية، بعد قطع العلاقات مع الدوحة عام 2017، متهمة إياها بدعم الإرهاب، حنكة الدبلوماسية المغربية في اتخاذ مواقفها الثابتة حول هذا النزاع.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “نورث أفريكا بوست”، إن الانفراج في مجلس التعاون الخليجي مع استئناف العلاقات الطبيعية بين السعودية وقطر، ُيبرر الدبلوماسية الحكيمة للمغرب وموقفه المحايد تُجاه حصار قطر من قِبل جيرانه.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها نشرته، (الخميس)، أنّ استعادة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية بين المملكة العربية السعودية وقطر، جاءت بعد إعادة فتح الحدود، وتم ختمها في قمة تاريخية في مدينة العلا السعودية.
وشدّد المصدر ذاته، على أنّ المجلس الأعلى، أكد أهمية الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين مجلس التعاون والمملكة المغربية، ووجه بتكثيف الجهود لتنفيذ خطط العمل المشترك التي تم الاتفاق عليها في إطار الشراكة الاستراتيجية بينهما.
كما أكد على مواقفه وقراراته الثابتة في دعم سيادة المغرب ووحدة أراضيه، معرباً عن تأييده للإجراءات التي اتخذتها المملكة المغربية الشقيقة لإرساء حرية التنقل المدني والتجاري في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية،
كما رفض المجلس أي أعمال أو ممارسات من شأنها التأثير على حركة المرور في هذه المنطقة.
وأوضحت “نورث أفريكا بوست”، أنّ المعلم البارز في العلاقات الخليجية، يبرر المواقف الدبلوماسية المغربية المدروسة فيما يتعلق بالنزاع بين دول مجلس التعاون الخليجي وقطر.
وأشارت، إلى أنه ومنذ اندلاع الأزمة بين قطر وجيرانها في يونيو 2017، ظلت الرباط متمسكة بموقف محايد يقدم المساعي الحميدة ويسعى إلى سد الفجوة بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين التي فرضت حصارًا على الدوحة كرد فعل.
وأسفرت الأزمة عن مواقف متباينة من مجموعة من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها موقف قطر من الإخوان المسلمين.
وتابع المصدر ذاته، أنه في أعقاب الحصار، سارع المغرب لتقديم يد العون لقطر بإرسال طائرات محملة بالمواد الغذائية تعبيرا عن التضامن.
كما دعم المغرب كل الجهود المبذولة لتضييق الهوة بين الأشقاء الخليجيين، وأشاد بالجهود التي تقودها الكويت والولايات المتحدة لبناء جسور المصالحة داخل الأسرة الخليجية.
كما عرجت الصحيفة، عن مقاومة الرباط لضغوط الانحياز إلى جانب في الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي وقطر، وسعت إلى الحفاظ على الاستقلال والدبلوماسية المبنية على المبادئ ، بينما ظلت متمسكة بالعمل لصالح العمل العربي المشترك.
وأبرز المصدر ذاته، أنّ المراقبون يقولون الآن إن المغرب لديه الكثير ليكسبه من حياده البناء فيما يتعلق بالنزاع الخليجي لأنه يحافظ على علاقات وثيقة مع جميع الأطراف.
وخلص تقرير صحيفة “نورث أفريكا بوست”، إلى أنّ الطابع الاستراتيجي لعلاقة المغرب مع دول الخليج، إنعكس على الأرض مؤخرًا مع افتتاح الإمارات والبحرين قنصليتين في الصحراء المغربية ، تلاه وعد من الأردن بأن يحذو حذوهما.
تعليقات الزوار ( 0 )