شارك المقال
  • تم النسخ

طه يوسف.. قصة شاب مغربي طموح من ريادة الأعمال إلى عالم الموضة

بالكثير من الإصرار والعزيمة، يبلغ المرء مراده ويحقق أحلامه، وقصة يوسف طه، واحدة من قصص النجاح الواقعية التي تحققت خلال زمن “كورونا”، التي أَتَت بمصائبها عَلَى الأَخْضَرِ وَاليَابِسِ، إلا أن الأمر ليس كذلك بالنسبة لهذا الشاب المغربي الطموح.

عارض الأزياء المغربي يوسف طه، والبالغ من العمر 25 عامًا، لم ينحني أمام عاصفة جائحة كوفيد -19، ولم تقف حَجَرَ عَثْرَةٍ فِي طَرِيقِهِ.

وبينما كان المغاربة يخضعون لقيود الإغلاق، استغل يوسف ما وفرته الجائحة من وقت، خصصه للتأمل والتخطيط وبدء تفاصيل يومه حتى أبكر من المعتاد، والتواصل ونشر أفكاره في صناعة الأزياء في جميع أنحاء العالم.

“ما ترتديه هو ما يمكنك أن تقدم به نفسك للعالم، خاصة مع فورة الاتصالات البشرية السريعة وما توفره من إمكانيات هائلة لمستخدميها”، يحكي يوسف طه لـجريدة “بناصا”.

رغم شغف يوسف بالموضة وعروض الأزياء، فهو مدقق حسابات بارع، ومؤهل تأهيلا أكاديميا عاليا، حيث تخرج بدرجة الماجستير في التدقيق والإدارة المالية من “المدرسة الوطنية للتجارة والإدارة – ENCG” المرموقة في مسقط رأسه في مدينة أكادير.

يوسف، وفي حديثه مع “بناصا”، قال إن “الموضة بالنسبة إليه هي لغة تواصلية فورية”، ويشرح بشغف كبير كيف يتم نقل جذوره الأمازيغية بسلاسة من خلال أسلوبه في الأزياء، مؤكدا أن،”الرجل الأمازيغي رجل حر، وعطوف وشجاع”.

طموح يوسف، وبحثه عن طرق مبتكرة في مجال الموضة، غرس فيه روح البحث والتدريب، والبحث عن المشاريع والتفاني في القيام بعمله رغم بعض الحواجز التقليدية للمجتمع، حيث يُنظر إلى مهنة الموضة الذكورية بنوع من الحذر والشك في المغرب، وفق تعبيره.

ولم تمنع الجائحة، يوسف من تطوير نفسه كنسخة فريدة ورجل أعمال، الذي يثابر على تنمية ذاته، والارتقاء بعلاقاته الاجتماعية والمهنية إلى مستويات أفضل.

وفي هذا الصدد، أشار عارض الأزياء المغربي، إلى أنه و”للمرة الأولى منذ فترة طويلة، أصبح العالم كله على قدم من المساواة، وكل منا يشعر بنفس الشعور، ومع ذلك، فهناك من يريد المضي قدمًا ولا يرضى بالجلوس، وهناك من يستسلم لقيود الجائحة فيعطل كل شيء من حوله”.

ويدرك يوسف أن “كل شخص قد تأثر بطريقة أو بأخرى بهذا الوباء، ولكننا جميعًا مسؤولون عن استجابتنا”. ويجب ألا ندع الظروف الخارجية تلتهم حياتنا وتسيطر عليها”.

وبالنسبة ليوسف، فالدافع يأتي من الداخل، وهو يؤمن باستمرار بحلمه في العمل في مشروع عرض الأزياء وتنمية علامته التجارية الشخصية.

وبدلا من ذلك، لم يختر يوسف الطريقة السهلة أوالتقليل من أهدافه وتوقعاته أثناء قيود الجائحة، بل اختار أساليب جديدة لدفعه إلى الأمام عن طريق ممارسة بعض التمارين في المنزل، وتعزيز وجوده على وسائل التواصل الاجتماعي وتطوير خطط عمل جديدة مع مختلف المسوقين حول العالم.

ويروج يوسف لنفسه والآخرين بشكل كبير على منصة تبادل الصور “إنستغرام”، كما يبني شبكة من الاتصالات، ويخلق فرصًا للمشاريع التجارية، ويشدد على أن التقدم يأتي من عوامل التمايز بدلاً من منافسة الآخرين.

وأضاف يوسف: “أنا لا أستسلم أبدا، فقد أحتاج أحيانا إلى القيام بأعمال مجانية للأشخاص في البداية لبناء سمعتي وشهرتي، لكن هذه الستراتيجية تؤتي ثماره على المدى الطويل”.

وكعارض أزياء، أبرم يوسف صفقات تجارية كبرى مع عدد من الماركات العالمية، نظير Siksilk و FreshHoods, Nerdunit, Fashionnova، بالرغم من أن مسيرته في عرض الأزياء بدأت للتو.

ويطمح يوسف الذي يتابعه أزيد من 160 ألف متابع على منصة “إنستغرام” وما زال العدد في ازدياد، إلى اختراق أكبر العلامات التجارية الكبرى التي تهتم بعالم الموضة والأزياء.

وتتخطى رؤية وأحلام يوسف طه، كرجل أعمال متعدد المواهب، ورائد في مجال المال والأعمال وطنه الأم، كما يرغب في أن يصبح عارضًا عالميا في صناعة الأزياء والموضة.

ويعتقد يوسف الطموح، أنه لكي يكون المرء ناجحًا، فيجب عليه أن يكون شجاعًا ومُنتبهًا وصبورًا إلى أقصى الدرجات.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي