Share
  • Link copied

صور الأقمار الصناعية تهدّد بإشعال حرب بين البلدين.. الصين تبني مخابئ وقواعد صواريخ على حدودها المتنازع عليها مع الهند

قالت صحيفة “التايمز” البريطانية إن الصين تسرع في بناء شبكتها من المخابئ والأنفاق تحت الأرض في المناطق المتنازع عليها على الحدود مع الهند، الأمر الذي يثير احتمال تصعيد عسكري بين القوتين النوويتين.

وأكدت الصحيفة أن صور الأقمار الصناعية أظهرت أعمال بناء صينية في لاداخ الشرقية، بما في ذلك مطارات جديدة، ومهابط طائرات عمودية، وقواعد صاروخية، وطرق، وجسور على طول الحدود المتنازع عليها على مسافة 2100 ميل في الهيمالايا، والتي تعرف باسم خط السيطرة الفعلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن كلاً من دلهي وبكين تعملان على تعميق موطئ قدميهما في المنطقة المتنازع عليها.

وذكرت أنه قبل عامين، وافق المجلس التشريعي الصيني على قانون نص على وجوب “تعزيز التنسيق بين الدفاع الحدودي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الحدودية”.

وبحسبها، تظهر صور من شركة الأقمار الصناعية الأمريكية “ماكسار” مجموعة جديدة من البنية التحتية في منطقة أخرى متنازع عليها تسمى “أكساي تشين”، تبعد حوالي 40 ميلا عن الحدود.

كما تكشف عن مخابئ وأنفاق تحفر في منحدر التل، التي يقول خبراء إنها مصممة لحماية الأسلحة والقوات الصينية من الهجمات من جانب القوات الجوية الهندية.

ولفتت “التايمز” إلى هذا يأتي بعد خلاف حول خريطة نشرتها الصين ضمَّت ولاية هندية ومنطقة حدودية متنازعا عليها داخل حدودها.

ونقلت عن الفريق المتقاعد بالجيش الهندي راكيش شارماهي قوله إن “مثل هذه البنية التحتية تشير إلى الاستعدادات لاحتمال أعمال عدائية.. الصين كانت تنشئ طرقاً، وخطوط أنابيب نفط، وأنظمة اتصالات، ومساكن للقوات ومخازن للمعدات على مدار الأعوام الثلاثة الماضية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجانبين يطالبان بالأراضي على جانبي الحدود في نزاع تفاقم منذ أن خاض البلدان حرباً عام 1962.

وسبق أن اندلعت مثل هذه التوترات قبل 3 أعوام، عندما عبرت القوات الصينية الحدود في لاداخ الشرقية للسيطرة على مواقع استراتيجية.

وقضى جنود من كلا الجانبين في اشتباكات، الأمر الذي جعل الهند والصين أقرب إلى الحرب، وتبع ذلك اشتباكات متكررة، مع عدد أقل من القتلى.

فشل الاتفاق في قمة “بريكس”

ونوهت “التايمز” إلى أنه خلال قمة مجموعة “بريكس” في جوهانسبرغ الأسبوع الماضي، جرى “حوار غير رسمي” بشأن الخلاف الحدودي بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الصيني شي جين بينغ. وتعتبر الصين والهند ركيزتي المجموعة، من حيث حجم الاقتصاد وعدد السكان.

ويقال إن الرئيسين فشلا في التوصل لأي اتفاق، في وقت قالت بكين للصحافيين، إن مودي طلب إجراء اللقاء، في حين قالت دلهي إنه كان مقترح الصين.

وبحسب الصحيفة، يُعتقد أنَّ مودي أبلغ شي أن استعادة السلام على الحدود واحترام خط السيطرة الفعلية، أمران ضروريان لتطبيع العلاقات.

وتصاعد النزاع الحدودي مجددا بعدما أصدرت بكين خريطة تضمنت ولاية أروناتشال براديش الهندية وهضبة أكساي تشين داخل حدود الصين.

وتضع الصور والخريطة مودي تحت ضغط أكبر من أحزاب المعارضة، التي تسخر منه منذ عام 2020 بسبب “تسليمه” للأرض الهندية، فيما تستعد الصين للحرب.

ونقلت الصحيفة عن أسد الدين العويسي، وهو سياسي هندي بحزب “مجلس عموم الهند” قوله: “يجب أن تدق استعدادات الصين على الحدود ناقوس الخطر داخل الحكومة. رد الهند لا يمكن أن يكون ضعيفاً أو جباناً”.

ويضيف: “علينا أن نقف في وجه الصين.. لكن لدينا رئيس وزراء لا يمكنه انتقاد الصين بالاسم، وحكومة تعطل كل المناقشات حول الموضوع في البرلمان”.

وتشير الصحيفة إلى أن التوترات تهدد أيضاً بتعكير صفو استضافة الهند لقمة مجموعة العشرين في سبتمبر المقبل، حيث يُعتَقَد أنَّ الرئيس الصيني سيكون حاضراً.

وحثَّ حزب المؤتمر الهندي مودي على انتقاد شي و”فضح التجاوزات الصينية” في القمة.

وتنقل الصحيفة عن العميد البحري المتقاعد أوداي باسكار، قوله إن البناء على الحدود والخريطة، نموذج واضح “لرفع الصين درجة التصعيد مع مودي والهند قُبيل قمة مجموعة العشرين”.

وتقول الصين إن ولاية أروناتشال براديش جزء من إقليم التبت، وفي الماضي، أعادت تسمية قرى هندية واحتجت عندما زار مسؤولون هنود الولاية.

كما تشير أيضا إلى أن أكساي تشن (التي تسيطر على معظمها) صينية، بينما تعتبر الهند أن هذه المنطقة تابعة لها.

(القدس العربي)

Share
  • Link copied
المقال التالي