صدر، مؤخرا، عدد جديد من مجلة القوات المسلحة الملكية، والذي يقترح على القراء مجموعة من المواضيع ذات الراهنية، مع تخصيص حيز مهم للاستراتيجية المتعلقة بتنمية الواجهة الأطلسية للمملكة، والتي حدد توجهاتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب جلالته بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء.
وخصص العدد 418 من هذه المجلة التي تصدر كل شهرين (أكتوبر- نونبر 2023)، والذي نقل النص الكامل للخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ 48 للمسيرة الخضراء، افتتاحيته لتنمية الواجهة الأطلسية للمملكة، وهو “ورش تنموي ضخم، يركز على الواجهة الأطلسية، مع انعكاسات إيجابية على الاستقرار والنمو الاقتصادي على المستوى الوطني والإقليمي والقاري”. وأورد كاتب الافتتاحية تأكيد جلالة الملك في خطابه السامي أنه “وإذا كانت الواجهة المتوسطية، تعد صلة وصل بين المغرب وأوروبا، فإن الواجهة الأطلسية هي بوابة المغرب نحو إفريقيا، ونافذة انفتاحه على الفضاء الأمريكي. ومن هنا يأتي حرصنا على تأهيل المجال الساحلي وطنيا، بما فيه الواجهة الأطلسية للصحراء المغربية، وكذا هيكلة هذا الفضاء الجيو – سياسي على المستوى الإفريقي”.
كما أشار كاتب الافتتاحية إلى أن المملكة تتوفر على مؤهلات كبيرة وموارد طبيعية تمكنها من طرح نموذج مفاهيمي قائم على تعزيز تنمية قطاعات جديدة للاقتصاد الأزرق، ويتعلق الأمر بالتكنولوجيات الحيوية البحرية، والطاقات المتجددة، وتحلية المياه بطريقة مسؤولة بيئيا، وأنشطة الاستغلال والتعدين واستغلال الحفريات. وفي هذا الصدد، تسلط سعاد مكاوي، في مقالها تحت عنوان “الصحراء المغربية، محور استراتيجي في رؤية الازدهار الوطني والإفريقي”، الضوء على الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، كما حددها خطاب جلالته في سادس نونبر الماضي، “من أجل تنمية اقتصادية واجتماعية متناسقة وشاملة، لاسيما في الأقاليم الجنوبية، التي أضحت رمزا لمغرب يتقدم”.
وبالموازاة مع ذلك، سجلت الكاتبة أن الخطاب الملكي، الذي يبرز المغرب كقوة ناشئة في المحيط الأطلسي، “يتطلع إلى تثمين استراتيجي لهذه الواجهة، وتحويل سواحل الصحراء إلى أقطاب رئيسية للاندماج الاقتصادي، من خلال تأهيل الاقتصاد البحري والنهوض بالسياحة”. وبالعودة إلى الأنشطة الملكية التي ميزت شهري أكتوبر ونونبر، أفادت المجلة بأن جلالة الملك ترأس، يوم 28 أكتوبر بالقصر الملكي بالرباط، حفل التوقيع على اتفاقية تتعلق بإطلاق برنامج الوحدات الصحية المتنقلة المجهزة بتقنيات الاتصال عن بعد، لفائدة العالم القروي بهدف تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية.
كما أشارت إلى أن صاحب الجلالة ترأس مجلسا وزاريا يوم 19 أكتوبر بالقصر الملكي بالرباط، وجلسة عمل خ صصت لقطاع الإسكان والتعمير يوم 17 أكتوبر بالقصر الملكي بالرباط. كما ذك رت بأن جلالة الملك ترأس، يوم 13 أكتوبر بالرباط، افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الـ11. وفي مجال التعاون العسكري، أشارت المجلة إلى أن فريقا متنقلا للتكوين تابعا لمنظمة حلف شمال الأطلسي، قدم، في الفترة من 20 إلى 24 نونبر المنصرم على مستوى نادي الضباط بالرباط، تكوينا لفائدة ضباط القوات المسلحة الملكية في إطار الدورة التكوينية الثانية حول التعاون المدني – العسكري.
من جهة أخرى، وتنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تم تنظيم دورة تكوينية حول “إدماج المرأة وآفاق مقاربة النوع في القوات المسلحة”، بشراكة مع كندا، في الفترة من 13 إلى 17 نونبر على مستوى القيادة العامة للمنطقة الجنوبية بأكادير، لفائدة أطر ينتمون لسبع دول ناطقة بالفرنسية. وأشار العدد أيضا إلى أنه تم يومي 6 و 7 أكتوبر بالمدرسة الملكية البحرية، تنظيم ندوة حول “تكيف السواحل مع تغير المناخ وحماية البيئة البحرية”، في إطار خطة عمل 2023 لـمبادرة “5 + 5 دفاع”، وتنظيم، في إطار نفس خطة العمل، ندوة أخرى حول مساهمة التطبيب عن بعد في البيئة العملياتية، من 2 إلى 6 أكتوبر بنادي الضباط.
وضمن ركن “الحياة في الجيش”، يعرض العدد 418 من مجلة القوات المسلحة الملكية ملخصا لأشغال النسخة الحادية عشرة من اليوم الدراسي للمشاة حول موضوع “تحديات المهام ذات الصلة”، الذي تم تنظيمه يوم 30 نونبر بالمدرسة الملكية للمشاة. وورد في نفس الركن ملخص حول النسخة 14 لليوم الدراسي حول “سلاح المدرعات”، الذي عقد في 21 نونبر بالمدرسة الملكية للمدرعات، مرفوقا بحوار مع اللواء مصطفى مرابط، مفتش سلاح المدرعات، حول التحديات الراهنة والمستقبلية التي تؤثر على عمل سلاح المدرعات وكذا التكيف العملياتي والمرتبط بالقدرات لمواجهة هذه التحديات.
ويقدم “ملف” هذا العدد من مجلة القوات المسلحة الملكية زيارة للمستشفى العسكري ابن سينا بمراكش، الذي يعتبر “مرجعا بارزا في المجال الصحي”، مع نبذة تاريخية عن هذه المعلمة الطبية بالمدينة الحمراء، والتي خضعت لتغيير كبير في سنة 1982، وورقة تقنية مفصلة حول مهام هذه المؤسسة، مقدما نظرة عن كثب على استراتيجية المستشفى في ما يخص التدبير والتكوين الطبي والبحث العلمي والشراكات. ويتضمن الملف حوارا مع اللواء بلقاسم شكار، الطبيب الرئيسي بمستشفى ابن سينا العسكري تطرق فيه إلى العديد من المواضيع، من ضمنها الابتكارات الطبية والتكنولوجية المعتمدة في المستشفى، وجهود المؤسسة في مجالات التكوين وتطوير قدرات العاملين الصحيين.
من جانب آخر، خصص ركن “البحث والتطوير” لـ”رهان تدبير التقادم للحفاظ على الحالة التشغيلية”، مسلطا الضوء على أهمية التدبير الاستباقي والمتحكم فيه ماليا للحفاظ على المعدات العسكرية في حالة تشغيلية.
تعليقات الزوار ( 0 )