كتبت صحيفة (الآن) الكويتية، أن تخليد الذكرى ال46 للمسيرة الخضراء، ملحمة المغاربة السلمية لاسترجاع الأقاليم الصحراوية المغربية ، يكتسي طابعا خاصا في ظل النجاحات التي حققتها المملكة المغربية خلال العقدين الأخيرين.
وأوضحت الصحيفة في مقال بعنوان ” المسيرة الخضراء .. معجزة ملك وشعب “، للكاتب الصحفي الكويتي نايف شرار، أن الاحتفال بالذكرى ال46 للمسيرة الخضراء ، يكتسي هذه السنة طابعا خاصا لعدة اعتبارات منها فتح العديد من الدول قنصليات لها بمدينتي العيون والداخلة، وتسجيل أعلى نسب مشاركة لسكان الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية في الانتخابات الأخيرة على الصعيد الوطني، ما يؤكد تشبث ساكنة هذه الأقاليم الراسخ بمغربيتهم وبممارسة حقهم الديمقراطي لشؤونهم المحلية، في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية .
وأضاف أن الاحتفال بهذه الذكرى يتميز أيضا بارتفاع منحنى التبادل التجاري بين المغرب والدول الإفريقية بنسبة 19 في المائة خلال الستة أشهر الأخيرة ، وذلك بعد تأمين التجارة وتنقل الأشخاص والبضائع عبر معبر الكركارات، وربط منطقة الكركارات بالشبكة الكهربائية الوطنية، وذلك كمقدمة لتحقيق ربط كهربائي ما بين المغرب وعمقه الإفريقي، فضلا عن الإعلان عن إنشاء منطقتين اقتصاديتين مهمتين على مستوى المعبر الحدودي ومركز بئر كندوز (جهة الداخلة – وادي الذهب)، وفق أحدث جيل باستثمارات بقيمة 160 مليون درهم، لتشكلا بوابة نحو القارة الإفريقية ومركزا لجذب مستثمرين مغاربة وأجانب مهتمين بالتصدير إلى إفريقيا، لاسيما في إطار منطقة التبادل الحر القارية .
وتنضاف إلى هذه المنجزات ، يقول كاتب المقال، لإعطاء الانطلاقة لإنجاز ميناء الداخلة الأطلسي، أحد أكبر الموانئ في القارة الإفريقية، والذي سيكون معززا بمشروعين ضخمين ، يتمثلان في منطقة صناعية ستكون مدمجة بالميناء ضمن مساحة ألف هكتار؛ ومشروع تحلية مياه البحر ، الذي يقترب من استكمال مراحله النهائية ، والذي سيمكن من سقي 5000 هكتار بجهة الداخلة ، وسيوفر إمكانات غذائية للأقاليم الجنوبية ولإفريقيا.
كما أشار الكاتب إلى أن احتفال الشعب المغربي بذكرى المسيرة الخضراء هذه السنة له طعم خاص ويختلف عن السنوات الماضية خصوصا في ظل جائحة ”كورونا” التي أرخت بظلالها على عموم دول العالم، بعد أن تمكن المغرب بفضل حكمة الملك محمد السادس من التصدي لتداعيات الجائحة الوبائية والاقتصادية بسياسة استباقية من خلال إنشاء صندوق مواجهة ” كورونا” ومجانية التلقيح لعموم المغاربة والمقيمين ، مما يبرز حكمة الملك وسياسته الرشيدة.
وأكد على أن المغرب يسير بخطى ثابتة ليساير ركب التنمية العمرانية والاقتصادية في العالم ، مشيرا إلى أن المملكة أثبتت في وقت وجيز نجاعة سياستها باستقطاب شركات كبرى بالعالم للاستثمار في المغرب ، ضمنها شركات صناعة الطائرات والسيارات الكهربائية ، وكذا في مجال الطاقات المتجددة التي يراهن المغرب على أن يصبح أحد مصدري الطاقة خلال السنوات المقبلة .
تعليقات الزوار ( 0 )