Share
  • Link copied

صحيفة: حمام الدم في ليبيا سيستمر ما لم تتوقف الدول الأجنبية عن دعم حفتر

قال أحد كبار مستشاري معهد كارنيغي للسلام الدولي إن الدعم الذي توفره الإمارات وروسيا والولايات المتحدة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر يزيد من تمكينه العسكري، لكنه يفاقم معاناة الشعب الليبي.

وذكر فريدريك وهري في مقال له بصحيفة الغارديان البريطانية أن سعي حفتر الدؤوب للوصول إلى السلطة في ليبيا هو دافعه للحرب، ناقلا عنه في مقابلة أجراها معه عام 2014 قوله آنذاك إنه يخطط لغزو طرابلس ليقضي على الإسلاميين بكل أطيافهم من خلال الزج بهم في السجن أو نفيهم أو تصفيتهم جسديا.

لكن هذا الخبير بشؤون الشرق الأوسط أكد أن الرياح لم تجر حتى الآن بما اشتهته سفينة حفتر، إذ إن النصر السريع الذي وعد به لم يكن سوى سراب تسبب -وهو يطارده- في زهق أرواح 2000 شخص.

ونبه وهري إلى أن حكومة الوفاق لم تكن تحظى بشعبية كبيرة عندما شن حفتر هجومه العام الماضي على العاصمة الليبية “بسبب ما ينخرها من عدم الكفاءة الإدارية وما تحظى به المليشيات الفاسدة في طرابلس من احترام”.

لكنه ذكر أن عملية واعدة برعاية الأمم المتحدة كانت جارية وكانت تستهدف تغيير تلك الحكومة ومعالجة تهديد المليشيات، وذلك قبيل شن حفتر هجومه على العاصمة.

وأضاف أن الهجوم على طرابلس أثار مخاوف بين مؤيدي حفتر، والأسوأ من ذلك أنه جذب قوى خارجية ساهمت في تأجيج الوضع عبر ما تسلمه من أسلحة لطرفي النزاع. فحفتر -حسب الخبير- يحظى بدعم مجموعة من الدول العربية الاستبدادية والمعادية للإسلاميين وهي الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية. وأضاف أن دور سلاح الطيران الإماراتي كان مدمرًا بشكل خاص، فقد نفذ مئات الضربات وفقًا للأمم المتحدة، مما تسبب في مقتل عشرات المدنيين. كما أن الدعم الفرنسي لحفتر كان حاسما هو أيضا، منبها إلى أن باريس مدفوعة بحماسة في غير محلها، إذ ترى في حفتر الرجل القوي الذي يمكنه جلب الاستقرار لليبيا، مما جعلها ترسل له مساعدات عسكرية سرية منذ عدة سنوات. يضاف إلى ذلك -وفقا للكاتب- مئات المرتزقة الروس الذين وصلوا إلى جبهة طرابلس في سبتمبر/أيلول الماضي، مما ساعد حفتر على كسر الجمود. لكنه لفت إلى أن موسكو ليست متشبثة بقوة بحفتر، إلا أن إستراتيجيتها تعتمد على دعمه في البداية لاحتوائه مستقبَلا بغية التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الليبية يتماشى وتطلعاتها.

أما حكومة الوفاق المعترف بها دوليا فتحظى بدعم تركي أصبح بارزا أكثر بعد توقيع البلدين على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بينهما.

وعرّج الكاتب على الحديث عن مؤتمر برلين الأخير حول ليبيا، مشددا على أنه فشل في فرض وقف لإطلاق النار بين الطرفين، ملقيا باللائمة في ذلك على حفتر.

وبالفعل وفي الأيام الأخيرة -يقول الكاتب- استأنف حفتر العمليات القتالية بعدما شجعه التدفق المتزايد للأسلحة الإماراتية، فقصف مطار العاصمة طرابلس والمناطق المدنية وحاصر موانئ النفط، مما تسبب في انخفاض الإنتاج بشكل كبير وزاد من معاناة الليبيين، في تصعيد خطير قد يغرق العاصمة الليبية في حمام دم لا يتصور.

أما عن الكيفية التي يمكن أن تساهم في تفادي هذه الكارثة، فيرى الكاتب أن اضطلاع الأميركيين بدور أكبر في الضغط على حفتر من شأنه أن يجبره على تغيير خطته، وينقل في هذا الإطار عن أحد قادة جيش حكومة الوفاق قوله إن “حفتر لن يقبل وقف إطلاق النار ما لم تقم أميركا بقرص أذنه”، وهو ما دفع الكاتب إلى دعوة واشنطن للتخلي عن دعمها الضمني والصريح أحيانًا لحفتر، والذي تجسد في مكالمة هاتفية في أبريل/نيسان 2019 من الرئيس ترامب للواء الليبي.

وهنا، طالب الخبير الإستراتيجي واشنطن بالتحرك لوقف هذه الكارثة، مشيرا إلى أن لديها أوراقا شديدة الأهمية، مثل الضغط على حفتر لوقف سعيه غير المشروع لبيع النفط من جانب واحد في السوق العالمية، كما أن باستطاعتها حمل الإمارات على وقف تسليح قواته، ناهيك عما يمكنها القيام به لفرض تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار والذي يتضمن إجراءات قوية ضد منتهكي الحظر ومنتهكي حقوق الإنسان في ليبيا على حد سواء.

Share
  • Link copied
المقال التالي