شارك المقال
  • تم النسخ

صحيفة إسبانية.. مخيمات تندوف بالجزائر “قنبلة موقوتة” ومعسكرات مغلقة ومعاناة منسية

قال نائب رئيس المنتدى الكناري – الصحراوي، إغناسيو أورتيز، إنه وفي أعماق مخيمات تندوف القاحلة والنائية، يعيش آلاف الصحراويين في ظروف تقارب اللاإنسانية، لطالما شهدت هذه المخيمات، التي يسيطر عليها جبهة البوليساريو، انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان طوال فترة وجودها، معتبرا أنه سر قاتم اختار المجتمع الدولي تجاهله بشكل دائم، وربما حتى متعمد.

وأضاف إغناسيو، ضمن مقال تحليلي له، يومه (الأربعاء) على مجلة “أتالايار” الإسبانية”، أن هناك عدة أسباب لذلك، لكن أحد أهمها هو الخلط المتعمد بين “جبهة البوليساريو” و “الشعب الصحراوي”.

وأوضح، أن البوليساريو يستخدم نفسه هذا الخلط لإخفاء نفسه كضحية، وهو ما ينطبق فقط على الأخير، وهو ما نجح في تسويقه بذكاء في الخارج على مدى عقود، ويهدف كل هذا إلى إرباك الرأي العام وأهدافه المحتملة، وعلى الرغم من أن الأخير، ممن لديهم غباء رومانسي وعسكري بوفرة، لم يحتاجوا إلى الكثير من الإقناع.

وبناءً على عقود من الرواية المشوهة من البوليساريو إلى أتباعها المبتدئين، حيث يُقدَّم المغرب في هذه القصة على أنه الشرير المدبر والوحيد الذي ينتهك حقوق الإنسان، يعتقد الكثير من الناس على هذا الجانب من المضيق أنه لا يحدث شيء في مخيمات تندوف أو أن الجميع ضحايا.

وبحسب المصدر ذاته، فإنه يتم التلاعب بهم بشكل ملائم، ويفعلون ذلك في جهل عميق أو أسوأ، في بعض الحالات، في أحلك المؤامرات، لكن لا، ليس كلهم ضحايا، هناك أيضًا جلادون، وربما كثير منهم.

ويتفاقم هذا التغافل المتعمد بتواطؤ الجزائر، التي لا تسمح فقط بهذه الأجواء الخانقة ولكنها تسهلها أيضًا، على الرغم من أن الوضع الآن يزداد سوءًا إلى حدود غير متوقعة، ويزداد الواقع في تندوف قتامة.

ووفقًا لتقارير حديثة، يتعرض نشطاء صحراويون للمضايقة والاحتجاز التعسفي والتعذيب من قبل شرطة جبهة البوليساريو، ومن أبرز الحالات الأخيرة قضية محمودة حميدة سعيد التي تعرضت للتعذيب والسجن من قبل سلطات البوليساريو، وهناك مثال آخر أكثر فظاعة هو الشاب عوسرد الذي تم ذبحه بوحشية وإلقاؤه في سلة المهملات قبل أسابيع قليلة.

ولا تنتهك هذه الممارسات الحقوق الأساسية فحسب، بل إنها تُخلّد أيضًا حالة دائمة من الخوف بين اللاجئين، الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين سيف القمع وجدار من النسيان الدولي المدوي تجاه قمعهم.

وعلى الرغم من الإدانات العديدة والمناشدات إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية، يواصل المجتمع الدولي تجاهل الأمر، وقد طالبت منظمات مثل “حركة الصحراويين من أجل السلام” بالتدخل من قبل منظمة Human Rights Watch وغيرها، لكن استجابتهم كانت في أحسن الأحوال فاترة وفي أسوأ الأحوال غير موجودة.

وفي خضمّ ظلال هذه المأساة، تبرز قضية الباحثين عن الذهب كمثال آخر على العجز واليأس الذي يخنق سكان تندوف، وفي بحثهم اليائس عن لقمة العيش، يواجه هؤلاء الاستغلال والعنف، ويصبحون ضحايا لنظام يُدينهم بالنسيان.

وفي الساعات الماضية، قامت طائرة مسيرة تابعة للجيش الجزائري بقتل ثلاثة صحراويين وإصابة أربعة عشر آخرين جنوب مخيم الداخلة بتندوف، كانوا من الباحثين عن الذهب، ومثل هذه الهجمات ليست جديدة، ففي الفترة بين أواخر عام 2020 وأوائل عام 2021، قُتل عدد من الشباب الصحراويين على يد القوات الجزائرية أثناء التنقيب عن الذهب، بل إن بعضهم أُحرقوا أحياء.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي