وصف الصحافي الإسباني، إغناسيو سيمبريرو، المتخصص في الإساءة إلى المغرب، احتجاج الرباط على شريط فيديو، يوثق اعتداء رجال أمن إسبان، الأسبوع الماضي، على مراهقين مغاربة، في مراكز لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين بجزر الكناري الإسبانية، بـأنه “احتجاج وقح”.
ورد ذلك بـمقال في صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية، حيث أشار إغناسيو إلى أن وزارة الخارجية المغربية أعربت لسفير إسبانيا بالرباط، ريكاردو دياز هوشليتنر، عن “قلقها” بشأن هذه الأحداث كنوع من الاحتجاج على اعتداء شرطة بلاده على مراهقين مغاربة في مراكز لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين في إسبانيا.
وأضاف الصحافي الإسباني، أن مسؤولا كبيرا، فضل عدم ذكر اسمه، طلب من السفير أن يتم اتخاذ تدابير تأديبية في حق مرتكبي أعمال العنف ضد القاصرين، ومعاقبة رجال الشرطة الذين اعتدوا على القُصّر.
وأوضح المصدر ذاته، أن الاحتجاج المغربي ضد السفير الإسباني دياز هوشلايتنر، جاء جراء مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول تدخل الشرطة الإسبانية وسط مركز للأطفال يسمى “تندايا”، في بلدة تافيرا بليس، بعد أن هدد شاب أحد الحراس الأمنيين بالمقص.
وأظهر مقطع الفيديو، شاب يبكي وهو ملقى على الأرض في فناء مركز الإيواء، قبل أن يقتحم رجال الشرطة ويبدأون في ضربه مع مجموعة أخرى، لتفتح كل من الشرطة والمديرية العامة لحماية الأطفال في جزر الكناري تحقيقات في أسباب المشاجرة.
وشدد الصحافي الإسباني، على أن الشكوى التي قدمتها الدبلوماسية المغربية بشأن ما حدث في بلدة تافيرا كانت “صارخة”، رغم أنها ترددها على نطاق واسع في صحافة العالم العربي، ربما لأن الفيديو انتشر بشكل كبير، وفق تعبير المتحدث.
وأشار المصدر ذاته، إلى أنه في أوروبا، وخاصة في فرنسا وإسبانيا، يتواجد عشرات الآلاف من القاصرين المغاربة غير المصحوبين بذويهم الذين تم إيواؤهم في مراكز أو في الشوارع، ولم تبد سلطات الرباط وقنصلياتهم أي اهتمام بذلك على الإطلاق.
وأضاف، كما أنهم لم يتعاونوا في تحديد مكان عائلاتهم من أجل إعادتهم إلى أوطانهم، وعندما ظهرت، على سبيل المثال، في دجنبر 2019، رسومات معادية للأجانب بالقرب من مركز استقبال هورتاليزا (مدريد) للقُصّر وعُثر لاحقًا على قنبلة يدوية غير منفجرة في ملعب كرة السلة، لم تتدخل السلطات المغربية، بينما احتشد المجتمع المدني الإسباني أمام المركز للتعبير عن رفضه.
وخلال العام الماضي، يضيف الصحافي، وصل 2،016 شابا مهاجرا غير نظامي إلى جزر الكناري معظمهم مغاربة، الذين أعلنوا بأنهم قاصرون، وتمت إضافتهم إلى حوالي 500 شخص، حيث تم توزيعهم على 27 مركز استقبال.
وتابع المصدر ذاته، أنه في يناير 2021، استمر معدل الهجرة السرية في النمو في الأرخبيل (+ 188.5٪ مقارنة بشهر يناير 2020)، مؤكدا أن العديد من المهاجرين لم يخضعوا بعد للاختبارات التي تحدد العمر، حيث من المحتمل أن يكون البالغون قد تسللوا إلى ملاجئ مجتمعية، بينما يقيم القصر غير المصحوبين بذويهم في فنادق للمهاجرين معظمهم ليسوا في المدرسة.
وأبرز الصحافي الإسباني، أن سجل الشرطة لا يتطابق والبيانات المقدمة من طرف الأقاليم المتمتعة بالحكم الذاتي عن القاصرين الأجانب المحميين، لذلك من الصعب تحديد عددهم اليوم في إسبانيا، ويتراوح النطاق بين 9000 و 12000، وتقدر نسبة المغاربة بـ 75 في المائة.
وفي فرنسا، تتراوح التقديرات من 16000، وفقًا للسلطات، إلى 40،000، حسب بعض المنظمات غير الحكومية المختصة في شؤون القاصرين، ويبذل البلدين جهودًا مضنية من أجل إعادة جزء منهم إلى بلدانهم الأصلية، ووقعت إسبانيا اتفاقية مع المغرب سنة 2007 بشأن القصر الذين هاجروا بشكل غير نظامي لكن لم يتم وضعها موضع التنفيذ.
وأشار الصحافي الإسباني، إلى أن فرنسا اتبعت مؤخرًا خُطى إسبانيا، رغم تأخرها بـ13 عاما، حيث نجح وزير العدل الفرنسي، إريك دوبوند موريتي، في التوقيع يوم 7 دجنبر بالرباط مع نظيره المغربي محمد بن عبد القادر، على إعلان نوايا بشأن القاصرين المغاربة يفتح الطريق أمام التعاون القضائي لإعادتهم إلى أرض الوطن.
تعليقات الزوار ( 0 )