شارك المقال
  • تم النسخ

صحافي أمريكي يشن هجوماً لاذعا على بلاده بسبب دعم إسرائيل

شنّ الصحافي الأمريكي كريس هيدجز، هجوماً لاذعاً على بلاده، بسبب دعمها المطلق لإسرائيل، في الجرائم التي ترتكبها ضد الفلسطينيين، معتبراً بأنها تسير بذلك، برفقة تل أبيب، لتكونا فاشية القرن الـ 21 المبنيتان على لغة الدين، واللتان تتجهان لسلب مواطنيهما، لكل الحريات المدنية التي يتمتعون بها، وعلى رأسها حرية التعبير.

كذبة إسرائيل!

وقال هيدجز في مقال نشره موقع “salon“، إن كل الكلمات، تقريبا، التي “يستعملها الديمقراطيون والجمهوريون في وسائل الإعلام، لوصف الاضطرابات داخل إسرائيل وأعنف هجوم إسرائيلي الفلسطينيين منذ هجمات 2014 على غزة، والتي استمرت لـ 51 يوماً، وأودت بحياة أكثر من 2200 فلسطيني، بينهم 551 طفلا، كذبة”.

وأضاف هيدجز، الذي سبق له أن كان رئيسا لمكتب الشرق الأوسط لصحيفة نيويورك تايمز، وعاش في فلسطين لعدة سنوات، أن إسرائيل لا تمارس حق الدفاع عن نفسها، بل تنفذ عمليات قتل جماعي، وجرائم حرب، موضحاً أنها مستعدة لـ”التدمير والقتل بشكل تعسفي الآن كما كانت في عام 2014″.

وأوضح الصحافي نفسه، أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، تعهد بأن يكون العدوان الحالي أكثر عنفاً من سابقه، في حال لم تتوقف حماس عن ما أسماه بـ”العنف”، مشيراً إلى أن الهجمات الحالية استهدفت “بالفعل العديد من الأبراج السكنية بما في ذلك المباني التي تضم أكثر من 12 وكالة أنباء محلية ودولية ومباني حكومية وطرق ومرافق عامة وأراضي زراعية ومدرستين ومسجد”.

وأشار هيدجز، أنه قضى سبع سنوات في الشرق الأوسط كمراسل، أربعة منها “كرئيس لمكتب نيويورك تايمز للشرق الأوسط، وأتحدث العربية، عشت لأسابيع في غزة، أكبر سجن مفتوح في العالم، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني على حافة المجاعة، ويكافحون من أجل العثور على مياه نظيفة ويتحملون الإرهاب الإسرائيلي المستمر”.

مشاهد الدمار.. وأكاذيب تل أبيب وواشنطن

وأردف: “كنت في غزة عندما تعرضت للقصف بالمدفعية والغارات الجوية الإسرائيلية، لقد شاهدت الآباء والأمهات ينتحبون في حزن، ويهدنون أجساد أبنائهم وبناتهم الملظخة بالدماء، أعرف جرائم الاحتلال، نقص الغذاء الناجم عن الحصار الإسرائيلي، الازدحام الخانق، المياه الملوثة، نقص الخدمات الصحية، الانقطاع شبه المستمر للتيار الكهربائي بسبب الاستهداف الإسرائيلي لمحطات الطاقة، الفقر المدقع، البطالة…”.

ونبه إلى أنه استمع من غزة، إلى الأكاذيب الصادرة عن تل أبيب وواشنطن، مردفاً بأن استعمال إسرائيل العشوائي لـ”الأسلحة الصناعية الحديثة لقتل آلاف الأبرياء وجرح آلاف آخرين وتشريد عشرات الآلاف من العائلات ليس حرباً، إنه إرهاب ترعاه الدولة”، معارضا في الوقت نفسه إطلاق الصواريخ العشوائية من قبل الفلسطينيين على إسرائيل، أو تنفيذ عمليات انتحارية.

لا وجه للمقارنة.. غزة؛ سراييفو القرن الـ 21

وأبرز أن هناك تفاوتا كبيراً بين “العنف الصناعي الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين الأبرياء”، منبهاً إلى أن صدى التكافؤ الخاطئ بين عنف تل أبيب وغزة، خلال الحرب التي غطاها في البوسنة، حيث حوصرت سراييفو من قبل الصربيين، وتعرضت للقصف يوميا بمئات القذائف الثقيلة، لترد القوات الحكومية من داخل المدينة بإطلاق قذائف الهاون والأسلحة الخفيفة.

وتابع بأن الصرب استغلوا أي خسائر تسببت فيها قوات الحكومة البوسنية، للعب نفس اللعبة التي وصفها بـ”القذرة”، بالرغم من أن أكثر من 90 في المائة من عمليات القتل في البوسنة، كانت خطأ صربيا، كما هو الحال أيضا فيما يتعلق بإسرائيل، مشدداً على أن التشابه الآخر بين الحدثين، هو أن الصرب، مثل الإسرائيليين، كانوا المخالفين الرئيسيين للقانون الدولي.

إسرائيل تنتهك أكثر من 30 قرارا لمجلس الأمن

وأكد هيدجز، أن “إسرائيل تنتهك أكثر من 30 قرارا لمجلس الأمن الدولي”، مردفاً: “إنه انتهاك للمادة 30 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تعرف العقاب الجماعي للسكان المدنيين على أنه جريمة حرب، وانتهاك للمادة 49 لتوطين أكثر من نصف مليون يهودي إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وللتطهير العرقي لما لا يقل تعن 750 فلسطيني عند قيام دولة إسرئيل، و300 ألف آخرين لاحقاً”.

وزاد الصحافي الخبير في شؤون الشرق الأوسط: “احتلال الضفة الغربية بعد حرب 1967، وضمها للقدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية ينتهك القانون الدولي، كما يفعل بناء الجدار الأمني في الضفة الذي يضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل، انتهاك أيضا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194”.

حركات السلام بإسرائيل تحتضر.. الولايات المتحدة الأمريكية والوساطة المزعومة

واستطرد أن حركات السلام واليسار السياسي التي كانت تتواجد بإسرائيل، والتي “أدانت واحتجت على الاحتلال عندما كنت أعيش في القدس، باتت تحتضر”، مضيفاً: “حكومة نتنياهو اليمينية، بالرغم من خطابها حول محاربة الإرهاب، إلا أن أقامت تحالفاً مع النزام القمعي في السعودية، التي أنتجت 15 من الخاطفين التسعة عشر في هجمات الـ 11 من سبتمبر”.

واعتبر هيدجز بأن “الولايات المتحدة الأمريكية ليست وسيطا نزيهاً للسلام، لأنها مولت ومكنت ودافعت عن جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني”، مرجفاً بأن إسرائيل لا تدافع عن حكم القانون، وليست دولة ديمقراطية، بل هي قامة على الفصل العنصري”، مسترسلاً: “اللوبي الإسرائيلي استعمل بلا خجل نفوذه السياسي الهائل لمطالبة الأمريكيين بأداء قسم الولاء الفعلي لإسرائيل”.

ضغط اللوبي الإسرائيلي بأمريكا.. والتعريف الجديد لمعاداة السامية

ومضى الصحافي نفسه يقول في مقاله، إن اللوبي الإسرائيلي طالب عمالهم ومقاوليهم، تحت التهديد بالفصل، بـ”التوقيع على قسم مؤيد لإسرائيل والتعهد بعدم المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات”، مشدداً على ان هذا الأمر يعتبر “استهزاء بحقنا الدستوري في حرية التعبير”، منبهاً إلى أن اللوبي نفسه، يضغط على البيت الأبيض، لإعادة تعريف معاداة السامية.

واسترسل هيدجز، أن التعريف الجديد الذي يطالب اللوبي بتطبيقه، والذي يعرف باسم “Three ds”، يضع كل من يصدر تصريحات مشيطنة لإسرائيل، أو تصريحات تطبق معايير مزدوجة، على إسرائيل، أو التصريحات التي تنزع الشرعية عن دولة إسارئيل، في خانة المعادين للسامية، منبهاً في السياق نفسه، بأن اللوبي الإسرائيلي يتجسس على من يدافعون عن حق الفلسطينيين.

وكشف أن اللوبي الإسرائيلي أنفق “مئات الملايين من الدولارات للتلاعب بالانتخابات الأمريكية، بما يتجاوز بكثير أي شيء يزعم أنه تم تنفيذه من قبل روسيا أو الصين أو أي دولة أخرى”، مذكراً بأن “نتنياهو، حصل على دعوة غير دستورية من رئيس مجلس النواب في 2015 جون بوينر، لإلقاء كلمة أمام الكونغرس، للتنديد بالاتفاق النووي الإيراني للرئيس باراك أوباما”.

إسرائيل وأمريكا.. فاشية القرن الـ 21

وأكد، أنه بالرغم من تحدي نتنياهو العلني لأوباما، وتحالفه مع الحزب الجمهوري، إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس الأمريكي وقتها، من السماح بحزمة مساعدات عسكرية لمدة 10 سنوات بقيمة 38 مليار دولار لإسرائيل، وهو، وفق الصحافي، “أمر محزن لمدى تأثير السياسة الأمريكية على المصالح الإسرائيلية”.

وذكر هيدجز، أن هناك عدة أوجه تشابه بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، مشدداً على أنهما يتجهان “بسرعة فائقة نحو فاشية القرن الـ 21، مغطاة بلغة دينية، والتي ستبطل ما تبقى من حرياتنا المدنية وتقتل ديمقراطياتنا الهزيلة”، مردفاً: “إن فشل واشنطن في الدفاع عن سيادة القانون، والمطالبة بمنح الفلسطينيين، الضعفاء، حتى في العالم العربي، حقوق الإنسان الأساسية، يعكس التخلي عن الضعفاء داخل مجتمعنا”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي