شارك المقال
  • تم النسخ

شواطئ مهجورة وفنادق فارغة.. “جوهرة المتوسط” تفقد بريقها بسبب كورونا

شواطئ مهجورة، فنادق فارغة، أناس قليلون يقفون على جنبات ساحة محمد السادس، مطلين على “كيمادو”، برماله الذهبية، والذي تعوّد السكان على رؤيته يعج بالمصطافين، القادمين من داخل المغرب وخارجه، غير أن الوضع تغيّر “مكرهاً”، فقد فرض كورونا على الزوار البقاء في بيوتهم، بعيدين عن “جوهرة المتوسط”، التي فقدت بريقها.

“شعور غريب ذلك الذي يخالج سكان الحسيمة هذه السنة، فلم يعتد أحد على رؤية الشواطئ فارغةً في فصل الصيف”، هكذا يعلق إلياس، ابن الإقليم، لـ”بناصا”، موضحا أنه وجد صعوبة في استيعاب أن الوضع صار هكذا، هجران تام، باستثناء قاطني المنطقة، الذين بدورهم، فارقوا البحر مرغمين ، فلم يعد يربطهم به، سوى نظرات الحنين، من “الكورنيش” لـ”صباديا”، أو من “الشهداء” لـ”كيمادو”، أو أعالي “ميرادور” محدقةً لأمواج “البوران” وهي تتلاطم، وكأنها تندب حظها أنْ عجل كورونا هجرانها لـ”الأحباب”.

اعتاد عبد الله، من تارجيست بإقليم الحسيمة، التوجه في كل صيف إلى شاطئ “باديس”، المحاذي لجزيرة “بادس” أو “قميرة”، المحتلة من قبل إسبانيا، غير أن الوضع الاستثنائي الذي تشهده المملكة هذه السنة، أجبره على الانتظار، دون أن يعرف إلى متى، آملا أن تصل أنباء مفرحة من العمالة، تعطي الضوء الأخضر للسكان، لزيارة الشواطئ، بهدف التخفيف عن النفس وتجاوز حالة “الاكتئاب” التي أصابت العديد من المواطنين، جراء الأسابيع المتتالية من الحجر.

فرَّ الجميع، تاركين وراءهم شواطئ تفوح منها رائحةُ السمك الميت، مشتاقةً لـ”عطر” ملح البحر المحترق على جلد سائحٍ مستلقٍ على كرسي يستمتع بأشعة الشمس في “كالابونيتا”. “ليس هذا الذي تمنيناه، لا فرق في نظري بيننا وبين المنطقة 2″، كلام جاء على لسان سفيان، صاحب مطعم لتقديم الوجبات الخفيفة، استأنف عمله مؤخرا، بعد قرار وزارة الداخلية، الذي صنف الحسيمة في منطقة التخفيف الأولى، لكنه يرى بألا شيء تغير رغم رفع الحجر.

سفيان، أضاف بأن غالبية المشاريع بمدينة الحسيمة، تنتظر، سنويا، الصيف لكي تنتعش، غير أن الوضع الراهن غير كل شيء، لذلك “فإني أرى أن كورونا أفقد الإقليم كاملا، أموالا ضخمة”، وجعل الأمور تواصل على حالها كما كانت في أواخر مارس الماضي، يوم فرضت الحكومة الحجر الصحي، و”حتى في حال سماح العمالة، بدخول الشواطئ، فلا أرى أن القرار سيغير شيئا بالنسبة للتّجار وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة، لأن المصطافين سيكونون من المنطقة فحسب”.

من جهته، يتمنى حسن، بأن تقرر عمالة إقليم الحسيمة، السماح للسكان بدخول الشواطئ، لأن ذلك سيخفف عنهم المعاناة التي ذاقوها خلال فترة الحجر الصحي التي دامت قرابة الثلاثة أشهر، فيما يؤكد بأن هذه الخطوة، ستخفف عن نفسية السكان، لكنها “لن تساعد على جبر الضرر الذي لحق بالمشاريع في المدينة، خاصة الفنادق، التي كانت تجني أرباحها من السياح القادمين من باقي مناطق المغرب، ومن بلدان خارجية، غير أن الوضع الراهن أزّم وسيواصل تأزيم الأمر، وربما قد تعلن عدة مشاريع إفلاسها”، حسب قوله.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي