بسبب موجة الحر التي شهدتها المملكة في الأيام الأخيرة، شهدت مدينة الجديدة توافد أعداد كبيرة من الزوار والسياح والمصطافين، خاصة من المدن الداخلية، كخريبكة ومراكش وبني ملال وسطات وبرشيد، القريبة من عاصمة دكالة المعروفة باعتدال جوها.
وعرفت شوارع المدينة وأزقتها اكتظاظا بسبب توافد الزوار الذين قضوا وقتا طويلا للبحث عن شقق وغرف للاستقرار بها، هربا من لهيب القيظ والحر.
وبفضل مؤهلاتها الطبيعية والسياحية، ومنها بالخصوص برودة الطقس ووفرة الأسماك والخضر والفواكه، استطاعت الجديدة أن تجد لها مكانا ضمن أكثر الوجهات جذبا للزوار خلال موسم الصيف الحالي.
فهذه المدينة تتوفر على 40 شاطئا، انطلاقا من شاطئ الواد المالح بالمهارزة الساحل شمالا مرورا بشواطئ أخرى، في اتجاه شاطئ مريزيغة والحرشان جنوبا، دون الحديث عن شاطئ الوليدية التابعة لإقليم سيدي بنور، والذي يستقبل بدوره أعدادا مهمة من الزوار والمصطافين من مختلف جهات المملكة.
ومن أجمل شواطئ المدينة، شاطى سيدي بونعايم التابع لجماعة هشتوكة، الذي أكد عبد الواحد سعادي، وهو أحد الفاعلين بالمنطقة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه « من أجمل شواطئ إقليم الجديدة حيث يتميز بوجوده قرب غابة كثيفة الأشجار، فضلا عن رماله الذهبية الخالية والبعيدة عن مصادر التلوث ».
وأضاف أن المنطقة تستقطب عددا كبيرا من العائلات، لجودة مياهها ورمالها، وبعدها عن مصادر الضجيج والفوضى التي تعرفها بعض الشواطئ الأخرى، ولجودة أسماكها، وتوفرها على شريط فلاحي معروف بجودة خضره وفواكهه الموسمية.
وهذا الشاطئ، الذي كان يطلق عليه اسم شاطئ « كناص » نسبة إلى مستعمر فرنسي، ثم شاطئ « دولاسيس »، قبل أن تطلق الجماعة عليه سنة 1986 اسم شاطئ سيدي بونعايم، يبعد عن الدار البيضاء بـ 57 كلم وعن الجديدة بـ 33 كلم.
وأشار سعادي إلى أن الجماعة طالبت بتمكينها من وثيقة تعميره ورفع الصبغة الفلاحية عن محيطه لتحويله إلى فضاء سياحي.
وبعيدا عن سيدي بونعايم في اتجاه مدينة أزمور، يوجد شاطئ للا عائشة البحرية، الذي يستقطب كل يوم زوارا من نوع خاص، يجمعون بين ما هو ديني وترفيهي، وهو ما أكده عبد الإله كبريتي فاعل جمعوي وابن مدينة أزمور في تصريح مماثل، وأردف قائلا أن « شاطئ للا عائشة البحرية له سحر خاص، فهو يستقطب زوارا وسياحا من داخل وخارج المغرب، وخاصة من أفراد الجالية المقيمة بالخارج، أغلبهم من النساء اللواتي يمزجن بين السياحة الدينية والترفيهية ».
ويضيف أن هذا الشاطئ « معروف منذ القدم بتوافد النساء عليه لزيارة مقام « الولية » للا عائشة البحرية أو النهرية، لأن قبرها يوجد في نقطة التقاء نهر أم الربيع بالمحيط الأطلسي، ويستفدن في الوقت ذاته من هذه الزيارة بقضاء يوم قرب المياه الباردة ».
وعلى بعد أقل من كيلومتر واحد، يتربع شاطئ الحوزية، الذي ظل يحافظ على اللواء الأزرق طيلة 12 سنة متتالية، لجودة مياهه ورماله ونقاء فضائه، وكذا نوعية الأنشطة التي تنظم فيه.
ويعتبر هذا الموقع الشاطئي، حسب نور الدين حلمي أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة، من أهم شواطئ الساحل الأطلسي، وله مكانة خاصة في نفوس المصطافين الراغبين في الترويح عن النفس والاستجمام، مبرزا أنه يمتاز بمقومات طبيعية، منها قربه من النهر والغابة، والتي جعلته قبلة للعديد من الزوار من كل المدن المغربية، بما فيها المدن الشاطئية ».
وإلى جانب هذه الشواطئ التي تحظى بإقبال لافت من قبل المصطافين، يتوفر الإقليم على شواطئ أخرى لا تقل عنها جمالا، ومنها « زفير مزغان »، والدوفيل بالجديدة، وسيدي بوزيد، وشاطئ « الروي » ومولاي عبد الله و »جرف غراب » و »سيدي بلخير »، المعروف بوعورة السباحة فيه، وسيدي عابد وسيدي موسى و »مريزيغة » و »الحرشان.
وجميع هذه الشواطئ تتحول كل موسم صيف إلى محج مفضل للمصطافين والزوار الراغبين في الجمع بين الاستجمام والاستمتاع بألق الطبيعة الساحلية.
تعليقات الزوار ( 0 )