مساء أمس عنف كثيف بمحيط الملعب الرياضي مولاي عبد الله، السبب مباراة في كرة القدم بين فريقي الجيش الملكي والرجاء البيضاوي، نتائج العنف تقيلة وحجم الخراب كان كبيرا، حيت أسفرت أعمال الشغب عن خسائر مادية كبيرة وإصابات بشرية في صفوف المشجعين ورجال الأمن وسط فوضى عارمة.
المعطيات الأولية التي كشفت عن إصابة 52 شرطيا بجروج و22 مشجعا بالإضافة إلى ثلاثة عناصر من الحرس الترابي، فيما شملتالخسائر المادية تجهيزات الملعب ومرافقه وتكسير زجاج السيارات، مع ترويع الناس وخلق صناعة فوضى في مجال الملعب ومحيطه العام.
العنف المنتشر في الملاعب اثناء المباريات بين جماهير الفرق في بعديه المادي والرمزي إنطلاقا من أشكال التواصل العنيفة بينهم، وتبادل الإهانات والشتائم والتحقير والإساءة و العنف المادي بعد المباراة في محيط الملعب . يكشف ان العنف أصبح واقعا اجتماعيا مرتبط بالفرجة او جزء من الفرجة الكروية مما يستدعي البحث في الموضوع، وإيجاد تفسير لظاهرة العنف الرياضي متعدد الأبعاد و عبر مقاربات متقاطعة، المقاربة السوسيولوجية إحدى هذه المقاربات.
وتتحدد وظيفة السؤال السوسيولوجي حسب بيير بورديو على القدرة على معرفة الأسباب المخفية و استكشاف المسكوت عنه والمضمر ، لذا تصبح الاستعانة بخدمات الفكر السوسيولوجي أمرا ملحا . من اجل اختراق مناطق العتمة الكثيفة المحيطة بالعنف الرياضي و شغب الملاعب ،باعتباره حدثا مرعبا و مخيفا في الوقت ذاته.
الوقائع العنيفة و المأسي المرتبطة بمباريات كرة القدم مباراة البارحة نموذجا لاسيما من طرف مشجعي الفرق،وحجم الخسائر التي يخلفها شغب الملاعب يقود إلى تبني فرضية حروب الملاعب، وأن كرة القدم أصبحت ارض معركة مفتوحة بين جماهير تستمتع بالعنف اكثر من استمتاعها بالفرجة الكروية، معارك تنطلق قبل المباراة وإثناءها و بعدها هي معارك تتعدى حدود الملعب و رقعته، وتتجاوز القوانين الرياضية والأخلاقية المؤطرة للعبة، مما يقود إلى استنتاج ان كرة القدم لم تعد لعبة فقط وإنما أصبحت ساحة حرب.
أحدات ملعب هيزل الشهيرة و وفاة أكثر من 39 مشجع ايطالي ،و أحداث بورسعيد الدموية ووفاة اكثر 72مشجع يكشف حجم العنف المضخم ،المحيط بلعبة ربما قد تتحول إلى لعبة عنف و شغب.
الأمر يقود إلى تساؤل أساسي من أين يأتي هذا العنف وما مصدره، وكيف يتحول فضاء فرجوي إلى فضاء للعنف بكافة إشكاله؟
عنف الملاعب هو عنف يلفه الغموض ،لأنه عنف مخفي، وقد يكون أسوأ أشكال العنف بحسب بيير بورديو.
ارتبط تنظيم المسابقات الرياضية بالعنف في الكثير من مراحل تاريخ الإنسان، لاسيما في القرون الوسطى حيت كان الفعل الرياضي هو احتفاء بالعنف و تمجيد للقوة.
فالرياضة هي فعل تنافس من اجل الفوز ، وهو ما يقود إلى وجود طرفين في أي لعبة منتصر ومنهزم ، الإحساس بالهزيمة يغذي مشاعر الإحباط و يقود إلى سلوكات عدوانية على الطرف الآخر، وهو سلوك قديم نجده اسسه في حلبة المصارعين Les gladiateurs.
فالعنف ينتقل عبر العدوى مما يوسع دائرته، وهنا تكمن خطورته كونه عنف انتشاري يتمدد بسرعة في وجود سياقات اجتماعية ملائمة، كتلك التي توفرها فضاءات الجماهير والحشود، مما يعقد مهمة التحكم فيه حين يتجاوز حدود الملعب وينتقل عبر العدوى إلى المدرجات و الجماهير المتحمسة.
فكل هزيمة هي تغذية لمشاعر الإحباط عندها يقود إلى ارتفاع منسوب التوثر، و العنف المادي اتجاه المشجعين الفريق الأخر و ضد الممتلكات العامة .
أحداث ملعب هيزل سنة 1985 كانت لحظة حاسمة و مؤثرة في تاريخ العنف الرياضي و لفتت الانتباه إلى خطورة الفعل.
منذ تلك اللحظة أصبح مفهوم مثيرو الشغب و صانعي العنف في المدرجات مفهوما مركزيا عبر الحديث عن ظاهرة الهوليغانز.
فالهوليغانيزم Hooliganism يؤشر في اللغة الإنجليزية على الشغب و الفوضى، و قد ذكر الاسم أول مرة في تقارير شرطة لندن في صيف عام في إشارة إلى سكير ايرلندي سيء السمعة، اسمه باتريك هوليجان يعيش في شوارع لندن، و كان شخصا عنيفا لا يؤمن الا بالعنف لتدبير حياته و نزاعاتهم.
وهناك من يعتبر ان أصل الكلمة مشتق من الاسم سيكون شخصًا يتصرف بنفس الطريقة، فرضية أخرى هي أن هذا الاسم يأتي من اسم عصابةHooleyIslington .
تعتبر إحداث ملعب هيزل لحظة حاسمة التعاطي بجدية مع ملف شغب الملاعب ،حيت أصبحت الفرجة مرتبطة في أحيان كثيرة العنف ، أصبح هاجس تدبير المباريات محكوما بأعداد خطط لمواجهة أي تهديد محتمل .
ظاهرة الشغب ستعرف انزياحات متوالية عن متنها الأصلي، ذلك بدءا من تجاوز رقعة الملعب في شكل اشتباكات بين اللاعبين أو اعتداءات على الحكام، إلى المدرجات في صيغة مشاحنات بين المشجعين و أجهزة الأمن، وأخيرا في مستوى نقل ممارسات الشغب إلى خارج الملعب بتخريب الممتلكات الخاصة و العامة.
الشغب هو اعتداء جماعي على الأفراد و على الممتلكات العامة و بهدف الإضرار و إلحاق الأذى .
اميل دوركهايم السوسيولوجي الفرنسي اعتبر ان أن العنف ظاهرة ثقافية مرتبطة بتطور البنى الاجتماعية، و بالتطور الاجتماعي و الانتقال من أشكال التضامن الآلي إلى التضامن العضوي.
جورج زيمل أبرز من تعامل مع ظاهرة العنف باعتباره مجموعة تصرفات عدائية تصدر عن الأفراد اتجاه الاخر، استنتج ان التصرفات العدائية تعتبر تصرفات وظيفية من اجل تماسك النظام الاجتماعي؛ لأنها تساهم في استمرار العلاقات تحت ظروف التوتر والضغط، فالسلطة الناتجة عن الضغط و القوة تساهم في الحفاظ على تماسك انسق و استمراريته و غياب الضغط يقود إلى الفوضى و التشتت. فالضغط يمنع انحلال النظم الاجتماعية و الجماعات البشرية ، وبالتالي فهو – العنف – شبيه بصمامات الأمان.
وهناك نظريات سوسيولوجية اعتبرت ان العنف هو ناتج الأنظمة السياسية سواء الرأسمالية او الاشتراكية ، فالنظام الرأسمالي يسحق الذات الفردية لاسيما نتيجة التفاوتات الطبقية عملت على سحق الذات الفردية، مما يعني انهما نظامان ساهما في إنتاج العنف بكافة أشكاله و مستوياته.
عموما فالدرس السوسيولوجي في مناولته لمفهوم العنف ينطلق من فكرة نسبية العنف المرتبط بنظام المعايير والقيم الاجتماعية الخاصة بكل مجتمع . بمعنى أن كل نظام يحدد قيمه الخاصة التي تبين الحدود التي ينبغي ان يكون عليها التصرف و السلوك الفردي و الجماعي، من اجل بناء النظام الاجتماعي و الحفاظ عليه، وان كل خروج عن القيم و المعايير التي تصنع النظام تقود إلى إنتاج العنف و صناعة الفوضى و اللا- نظام.
فالعنف وفق المدلول السوسيولوجي يكون نتيجة العلاقة المتوثرة بين قهرية القيم الاجتماعية و الرغبة في التمرد وعدم الخضوع و الامتثال لها.
وفق ماسبق فان العنف هو تصرف خارج النظم و القيم و المعايير الاجتماعية المحددة للنظام، ويحيل إلى كل تصرف يمثل اختراقا قصديا أو عفويا لمعايير العقل الجمعي و قيمه.
فالشغب و العنف الرياضي من الناحية السوسولوجية هو محاولة اعتداء على الاطار القيمي المنظم للأنشطة الرياضية و الاجتماعية ،و التي تهدف إلى خلق اجواء من المتعة و الفرجة.
فالعنف يشكل عنصر اعتداء مادي على القيم مما يقود إلى تحويل الفرجة إلى ازمات ، و شغب و خسائر و اعتداءات على الارواح و الممتلكات،نتيجة الفرح المبالغ به في حالات الفوز،او نتيجة عدم قبول النتيجة او الاستنكار و الرفض و الاعتراض و الرفض . فالشغب داخل الملاعب الرياضية يدل على نوع التحرك الفجائي و الذي ينتشر بسرعة في المدرجات و خارجها .
فهو شكل تعبيري عن حالة اختراق لنظام القيمي و صناعة للفوضى، و نتيجة اختراق غياب محددات الضبط القيمي و الاجتماعي و القانوني و التي تحدد ضوابط السلوك بما يحقق الاستقرار و الانسجام بين السلوك و القيم .
ميزة الشغب الرياضي و عنف الملاعب لا سيما في مباريات كرة القدم انه يندلع بشكل فجائي و يتجاوز سقف مسبباته ،و شروط إنتاجه المباشرة، مما يجعل منها عنفا لحظيا و اندفاعيا يصعب التحكم فيه يتميز بمايلي :
اولا – عنف مجالي : ما يميز عنف الملاعب انه عنف مرتبط بالملاعب أي بمجال جغرافي محدود و مراقب ، فهو مرتبط بكل ما يتعلق بالملعب و محيط الملعب و الطرق المؤدية اليه .
ثانيا -عنف غير محدد اجتماعيا : ان اغلب المشاغبين لا يمثلون فئة متجانسة من حيت الفئات الاجتماعية و الوضع الاجتماعي و المهني.
ثالثا – عنف شبابي : ان اغلب المشاغبين من فئة الشباب و هو ما يجعله عنفا شبابيا.
رابعا – عنف تعويضي : تعتبر بعض الدراسات ان هذا النوع من العنف يشكل فرصة لتفريغ المكبوتات و يشكل الية للتفريغ و التنفيس عن الذات المثقلة بإكراهات الواقع و صرامته.
– عنف غير مدروس : إن الجماهير المحتجة لا تحتج بناء على خطة مسبقة ، و حتى إن وجدت هذه الخطة، فإنه لا يتم الانضباط إليها كلية، ان العنف المنفلت هو عنف فجائي وجد الفرصة المناسبة للخروج و التعيير عن نفسه.
سادسا : عنف مرتبط بالمخدرات ، على اعتبار ان غلب مثيري الشغب يتعاطون المخدرات و هو ما يرفع من درجة القابلية للعنف ، حيت تصبح الملاعب فضاءات مثالية لاستهلاك العنف.
سابعا : هو عنف احتجاجي لان اغلب مثيري الشغب من فئة الشاب التي تعيش صعو بة في الاندماج السوسيومهني بالمجتمع.
حيت يصيرالشغب احتجاجا بديلا عما يعانيه المحتجون من تهميش و إقصاء، مما يجعل منه احتجاجا سياسيا ،و لو في اطار زمني مؤقت و ضاغط عبر رسائل قصيرة تكون محملة في الأغاني و الأهازيج ، في هذا السياق نذكر اغنية الرجاء البيضاوي في بلادي ظلموني و التي تحولت إلى أغنية تملأ الساحات العمومية و الفضاءات العامة و أصبحت أغنية تلازم كل حركة احتجاجية في الشارع.
فالأغنية تحمل رسائل سياسية بالغة ودقيقة تشكل رؤيته الخاصة من الواقع العام الذي يعيشه الشباب وموقفهم مما يجري. فالأغنية تكشف مواطن الإعطاب في السياسة العامة للبلاد، وهي رسالة ينبغي قرءاتها من اجل التعامل معها لاسيما في ضل تراخي و ضعف مؤسسات الوساطة السياسية ، و هشاشة الفعل الحزبي و ضعف قدراته التنظيمية و التأثيرية للشباب.
هناك محاولا ت كثيرة لفهم أسباب العنف المحيط بالملاعب و ان هناك قلق أصبح متزايدا حول هذا الواقع المرعب.كل المؤشرات تكشف ان ملاعب كرة القدم أصبحت تمثل فضاءا سياسياً بامتياز من خلال نوع وطبيعة الشعارات التي ترفع و حجم التحديات الأمنية المرتبطة بتدبير الزمن الرياضي المخصص للمباريات.
فالعنف الرياضي مرتبط بوجود بيئة مناسبة , لان الرقابة الاجتماعية و المؤسساتية المرتبطة بأجهزة الدولة تصبح غير فعالة نتيجة تشتيت المسؤولية و تعويمها و ارتفاع منسوب الحماسة الجماهيرية،وان الرقابة تتشتت داخل الجماهير، وبالتالي تضعف المسؤولية الفردية، وتعوّض بالحماسة الجماهيرية ، وهو ما يمنح الجمهور و المتفرجين اطارا حمائيا من اية متابعة ، مما يساعد مواصلة الاحتجاج و التعبير العنيف من اجل توجيه رسائل سياسية من غير الممكن تمريرها ، او التعبير عنها خارج زمن الملاعب .
فالملعب يوفّر الاطار النفسي و الاجتماعي للاحتجاج و التعبير و الرفض وحتى المواجهة و العنف و التمرد ضد مؤسسات الدولة .
غوستاف لوبون من خلال كتابه الموسوم بسيكولوجية الجماهير قدم تصورات تؤطر وضعية الجماهير و مجموعات الألتراس، حين اكد ان معدلات الانفعال تكون عالية لدى الجماهير، مما يعني فقدان السيطرة على الذات و تكريس سلوك انفعالي و اندفاعي ، لان الفرد داخل الحشود سيفقد قصديته وارداته اثناء الفعل الجماهيري، يجد نفسه خاضع لإرادة الجمهور و مسلوب الإرادة و جزء من ذهنية عامة لها قوانينها الخاصة والمتحكمة في الأفراد وفي تصرفاتهم، القوة الحماسية للجمهور يصعب التحكم فيها و بالتالي تصبح محفزا لتعبئة الأفراد والجماعات.
وفق رؤية لوبون و استثمارا لنتائجها , فان قائد الألتراس هو الشخص الذي يملك كاريزما التاثير على المجموعة ،و يعمل على حسن توظيف و استثمار تصورات لوبون من اجل ضمان المزيد من التحكم ، و ضمان اتساقها في اطار من الفعالية سواء كان ذلك بوعي منه و بدون وعي.
السؤال الأساسي الذي يطرح مادا لو لم يتمكن القائد من التحكم في انفعالات الألتراس لآن الفعل الاحتجاجي غالبا ما يندلع في لحظات خاصة، وفي حالة توفر الظروف المناسبة للتعبير عن نفسها،لا سيما في الحالات الضاغطة كالهزيمة مثلا و هي لحظات تكون شديدة التوثر، و شديدة الانفعال مما يقود إلى تهيئة أجواء تفجير العنف عنف كبير.
ما يميز العنف و الاحتجاج الجماهيري المنطلق انه احتجاج تطوري ينطلق من شعارات بسيطة تم شعارات عنيفة و بعدها العف المادي بكافة اشكاله .
فالاحتجاج الواقع هو إحالة إلى واقع نفسي ومكبوت جماعي وجد فرصته للظهور و التعبير عن ذاته ، لان كل فعل احتجاج وتصريف لواقع يختزن بوادر الأزمة المجتمعية و تعقيداتها المركبة, وهو ما يعني ان العنف بالملاعب الرياضية هو عنف مجتمعي لم ينزل من السماء, و انها هو نتيجة تراكمات ومسلسل من الاحباطات اليومية .
الفعل الاحتجاجي هو فعل سياسي ، لأنه اداة تعبير عن مواقف سياسية لم تجد المناسبة و الاطار الملائم لتصريفها ، لاسيما في ظل الموت السريري للمؤسسات الوساطة لاسيما الجمعيات و الأحزاب السياسية الموكول اليها مهام التأطير.
أمام ضعف الأحزاب السياسية و عدم قدرتها على ممارسة التأطير السياسي و الحزبي لاسيما لفئة الشباب والذي وجد نفسه خارج المؤسسات الاجتماعية و مؤسسات الوساطة، و جد نفسه وحيدا يعبر عن نفسه في المناسبات الخاصة : الملاعب الرياضية نموذجا.
فالملاعب و الجماهير و العقل الجمعي تمنح ارضية ملائمة للتعبير عن الذات الفردية و الجماعية بكافة أوجاعها و احباطاتها , نستحضر دائما رمزية اغنية في بلادي ظلموني.
إن الاحتجاج بهذا المعنى يعد فرصة لتفريغ المكبوت السياسي، فالانخراط في المجوعة التشجيعية او الالتراس يساعد الفرد على امتلاك مزيد من الجرأة بحسب غوستاف لوبون ، هذه الجرأة الزائدة و المؤمنة ( من فعل التأمين ) بفضل الانتماء الجمعي للحشود, تمكن من تصريف الشحنات المكبوتة و التحرر من الخوف و اكتساب تقافة المواجهة و التحدي ، و منه يتحول الموقف الاحتجاجي في كثير من الأحيان إلى فضاء للتفريغ السيكولوجي أكثر منه فضاء للمطالبة بالتغيير.
ان العصبية المؤسسة لمجموعة الألتراس تشكل سببا اضافيا لتغذية العنف لاسيما حين يتعلف الامر بحالة إحباط أو مس بهوية الفريق أو احد رموزه.فيصبح العنف مقدسا دفاعا عن الهوية الجماعية للفريق و النادي والمدينة.
الدرس السوسيولوجي يؤكد ان العنف يولد عنفا محتملا، و ان العنف في الملاعب ليس عنفا من خارج البنية الاجتماعية و انا هو سلوك تعبيري لشباب يعاني مشكلات حياتية و ان المجتمع ينظر لهم نظرة عدم تقدير باعتبارهم شباب بلا قيمة ، عديمو المسئولية، وينشغلون بأمور صغيرة لا قيمة لها.
وفي حقيقة الأمر، فإن غالبية هؤلاء الشباب يعانون من الفقر، والبطالة، والإقصاء، والتهميش الاجتماعي، الأمر الذي يجعل من ظاهرة تشجيع كرة القدم حالة تنفيس، وشكل من أشكال التمرد الاجتماعي على الأوضاع السائدة.
ملاعب كرة القدم أصبحت شبيهة بعيادات الطب النفسي من اجل استعادة المكبوت و ملاذاً لهؤلاء الشباب، الذين يفضلون الاحتجاج كوسيلة تعبير عن انفسهم كوسيلة لمقاومة كل اشكال التعسف و اللا- اهتمام .
تعليقات الزوار ( 0 )