بدأ خطاب الشكوى عند رئيس الحكومة سعد الدين العثماني يرتفع، ويبدو أنه يسير بسرعة نحو استعادة استعمال خطاب عبدالإله بنكيران القائم على فرضية التماسيح، فالمتابع لتدخلات رئيس الحكومة سعدالدين العثماني أمام شبيبته يلاحظ ثلاث أمور أساسية:
أولها، أن العثماني غير قادر على الدفاع عن شيء يسميه بحصيلة حكومته، وكيف انتقل المغرب من تجربة ناجحة إلى أرقام ومعدلات وفيات مخيفة، ولم يستطع الوقوف لتبرير بعض القرارات الخطيرة التي اتخذتها حكومته في الأسابيع الأخيرةد، مثل قرار ليلة إعلان إغلاق المدن أو القرار الليلي حول التعليم الذي اتخذه وزير حكومته سعيد أمزازي بتشاور معه. كما أنه لم يستطع توضيح إلى أين تتجه الحكومة خلال الشهور القادمة ؟ وكيف ستواجه الوضعية الاجتماعية والجائحة لازالت ترتفع ؟ واكتفى فقط بتحميل المسؤولية للمواطنين غير الملتزمين.
ثانيا، يشعر رئيس الحكومة سعدالدين العثماني بقلق كبير من الدعوات التي ارتفعت مطالبة بحكومة تكنوقراطية أو حكومة وحدة وطنية، وهو قلق يجعل المتابع يستنتج أن العثماني يشعر بحدث ما يقترب كلما تطورت الأمور وانزلقت من بين يدي حكومته، لذلك فهو يردد خطابا يحيل على التمسك بالوثيقة الدستورية، وكأن حلولا أخرى في حالة الأزمة ليست دستورية.
ثالثا، أنه يوجه اتهاما لكتابات ونقاشات إعلامية بكونها تستهدف حزبه، والغريب أنه كرر مرتين بأنه مستعد لتحدي هؤلاء في الميدان بأن يؤسسوا حزبا وينزلوا للانتخابات حسب قوله، بل إنه يقول من أراد ممارسة السياسة عليه تأسيس حزب، وهو فهم غريب وعجيب يضع للسياسة إطارا وسقفا مغلقا كله يجري داخل الأحزاب السياسية، والسؤال هو ماذا يفعل وزراء غير منتمين في حكومته، ألا يمارسون السياسة؟ فالسياسة في اعتقاد العثماني لها مفهوم تصارعي.
ويوضح خطاب سعد الدين العثماني أمام شبيبة حزبه، أن العدالة والتنمية بات يسير نحو خطاب فرضية التماسيح، فقلق الحزب من المستقبل يدفعه مرة أخرى نحو أسطورة التماسيح التي أسسها عبدالإله بنكيران، لكن الحزب يفهم جيدا أنه لن يستطيع اعادة استعمال أسطورة التماسيح بناء على سبب كتابات صادرة عن مجموعة أشخاص ينتقدون حزب العدالة والتنمية، وإنما ينتظر خطأ قد يأتي من الأحزاب المنافسة له.
ويبدو أن اعتذار عبداللطيف وهبي عن ماضي الأصالة والمعاصرة وسكوت التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي يورط حزب العدالة والتنمية، الذي لا يمكنه الذهاب للانتخابات القادمة دون عدو، لقد مات البام القديم، وفهم التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي أن العدالة والتنمية يخلق الأزمة من تصريحاتهم الخاطئة، ويُحولها إلى حرب انتخابية كان عبدالإله بنكيران ينزل بها إلى المهرجانات الخطابية، لذلك يشعر العثماني وحزبه بالفراغ لأنه لايوجد عدو لحد الآن، ويبحثون عن التماسيح، ولكن لباس التماسيح لايستقيم إلى الآن على مقاس من يوجد أمامهم من إعلاميين وكتاب منتقدين لحزبهم، ويخافون من أن يتحول النقاش إلى تقييم لحصيلة حكومة ترأسها حزب العدالة والتنمية، الشيء الذي لن يسمح لهم باستعمال خطاب ”التماسيح”، وإذا لم يستطع حزب العدالة والتنمية إيجاد ”التمساح“ الملائم، فإن عودة صاحب أسطورة التماسيح عبدالإله بنكيران ممكنة، ليعود بنا إلى ”الأزليات السياسية” لمرحلة ما بعد 2012.
*أستاذ العلوم السياسية، أكدال، الرباط.
أيها البكماني ابتعد عن السياسة ماهي الحصيلة الحكومية وهل طبقت البرنامج الذي من أجله صوت الشعب عليكم بكل صراحة انت لست اهلا لأن تكون رئيس حكومة ،لا انت ولا بنكيران ولا اخنوش ولا ….. الخ
اطالب الملك محمد السادس بإسقاط كل الاحزاب وإعادة تكوين حزبين رئيسيين لانه مند السبعينات واموال الدولة تستنزف من هذه الدكاكين السياسية إن تم تطبيق ما طالبت به سوف يصبح المغرب دولة قوية في كل شيء
اي حصيلة تذكر حزب العدالة والتنمية سيخرج من باب ديق مع الاحزاب المشكلة خاصة ان المغاربة لم تبقى لهم ثيقة بالاحزاب التي تتخبط في تسير المشهد السياسي المغربي