Share
  • Link copied

سخط عارم بعد ردم السّراديب المكتشفة بطنجة.. ومطالب بتدخل الـ”يونسكو”

أثار قيام السلطات المحلية بطنجة، على ردم السراديب التي تم اكتشافها قبل حوالي أسبوعين، في المدينة القديمة، رغم كلّ المطالب التي فرعها مجموعة من النشطاء والساكنة، إلى المحافظة الجهوية للتراث ووزارة الثقافة، بغيةَ حفظ ما اعتبروه “كنزاً أثرياً” من الإهمال، سخطاً عارماً في أوساط المهتمّين بتاريخ “عاصمة الشمال”.

وأعرب المهتمون بتاريخ طنجة، عن استيائهم العميق مما قامت به السلطات، التي طمست جزءاً من هوية المدينة، واختارت الحل السهل لتفادي تحمل المسؤوليات المترتب عن الاعتناء بالسراديب، مستنكرين، بشدة، تكرار نفس الفعل من مسؤولي عاصمة الشمال، مع العديد من الاكتشافات والمآثر التاريخية.

وعن هذا الموضوع، كتب جمال العسري، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “أنقذوا طنجة.. أنقذوا تاريخ طنجة..”، مردفاً بأن تاريخ المدينة وآثارها في يد من سماهم بـ”الحمقى”، قبل أن يتساءل: “من يوقف العبث.. من يوقف طمس التاريخ؟؟؟”.

وأضاف العسري: “الجميع يتذكر أنه قبل حوالي سنة، تم اكتشاف سرداب بساحة إسبانيا خلال تأهيلها.. وجميعنا يتذكر كيف هبّ المجتمع المدني للدفاع عن تاريخ المدينة، ودعوته بالحفاظ على هذا الاكتشاف التاريخي.. وجميعنا يتذكر البيانات التي أصدرتها الجهات المسؤولة وهي تكذب تاريخية وأهمية هذا السرداب.. وتعتبره مجرد مجرى لمياه الصرف الصحي.. وتم ردم وطمس ذلك السرداب..”.

وتابع القيادي في حزب “الشمعة”، بأن طنجة تشهد اليوم فضيحة عالية تتطلب تدخل منظمة “اليونسكو”، وهي “فضيحة طمس جزء من تاريخ طنجة الخالدة”، مشيراً إلى أنه “بعد اكتشاف وبالصدفة، سراديب بزنقة سيدي أحمد بنعجيبة بالقصبة، بالمدينة القديمة، سراديب حقيقية تمتد لمساحات ومسافات طويلة، يقول المختصون وعلماء الأركيولوجيا، إنها تمتد لما قبل الاجتياح البرتغالي لطنجة”.

واسترسل العسري: “هنا يتحدث المؤرخون عن أن البرتغاليين وجدوا المدينة فارغة من سكانها بعد اجتياحها، وهذا ما يؤكد على أهمية هذه السراديب، بل هذه الشبكة من السراديب ذات الأبواب المتعددة، والتي تؤدي إلى مهارب”، على حد ما جاء في تدوينة القيادي في حزب الاشتراكي الموحد.

وأردف الفاعل السياسي نفسه: “اليوم وبعد هذا الاكتشاف المفاجئ لهذه السراديب، وبدل الاحتفاء به، والإسراع بالقيام بأبحاث أركيولوجية، لاكتشاف جزء من تاريخ طنجة، وبدل الاعتناء بهذه المنطقة، واعتبارها منطقة آثار تاريخية، وبدل الاستثمار سياحيا فيها، وجعلها منطقة جذب للسياحة، بدل كل هذا، ولأن بطنجة الحمقى هم من يسيرون، كان الحل، هو حل الحمقى”، حسبه.

وواصل العسري تدوينته الغاضبة: “الحل كان هو دفن هذه السراديب، وردمها، وطمس معالمها، والبناء فوقها وكأن شيئاً لم يكن، هكذا يتعامل الحمقى مع التاريخ، مع الماضي، مع الآثار، طمس التاريخ وآثاره، غير مدركين أن من لا ماضي له لا مستقبل له”، مستغرباً من عدم قيام الجهات الوصية بواجبها تجاه هذه المعالم التاريخية.

واختتم العسري تدوينته بالتساؤل: “وهنا نتوجه للمسؤولين الوطنيين، لكل المتدخلين، وعلى رأسهم وزارات الثقافة.. والسياحة.. والداخلية.. أليس من واجبكم بل من صميم واجبكم الحفاظ على التراث، الحفاظ على الآثار وحمايتها، أليس من الواجب عليكم وقف هذا التدمير وهذا الطمس وهذا الدفن؟؟ أليس من واجبكم وقف الحمقى عن حمقهم؟ أليس من واجبكم البحث في أفضل الصيغ للاستثمار السياحي وآثار المدينة؟؟”.

وكان نشطاء من مدينة طنجة، قد طالبوا، مباشرة بعد اكتشاف هذه السراديب قبل حوالي أسبوعين، بالحفاظ عليها من الإهمال، مطالبين بضرورة منح عناية لهذا الاكتشاف المهمّ الذي يحتاج إلى دراسات يقوم بها المتخصصون في الميدان، لمعرفة فترة تشييده والأهمية التاريخية له، في أفق استثماره وجعله معلمةً تاريخية يزورها السيّاح.

Share
  • Link copied
المقال التالي