Share
  • Link copied

سببٌ وحيدٌ يحول دون سَير “البوليساريو” على نهج “حزب العمال الكردستاني” والإعلان عن إلقاء السّلاح

في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، دعا عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، الخميس، حزبه، إلى إلقاء السلاح وحل نفسه، وذلك بعد حوالي 50 سنة من الصراع ضد الدولة التركية.

وقال أوجلان، في البيان الذي أعده من داخل زنزانته الانفرادية في سجنه بجزيرة إمرالي، إن “على جميع المجموعات المسلحة إلقاء السلاح، وعلى حزب العمال الكردستاني حل نفسه”.

وأضاف، في البيان الذي تلاه وفد من نواب حزب المساواة وديموقراطية الشعوب المؤيد للأكراد، الذي زاره في سجنه في وقت سابق من اليوم نفسه (أي الخميس): “أدعو إلى إلقاء السلاح، وأتحمل المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة”.

بعد يومين من دعوة أوجلان، أعلن حزب العمال الكردستاني، السبت، عن الاستجابة لمطلب زعيمه التاريخي، ووقف إطلاق النار مع تركيا، وإلقاء السلاح، معرباً عن أمله في إطلاق أنقرة لسراح قائده، ليشرف على المرحلة.

وأوضح الحزب أن هناك حاجة لوضع شروط سياسية وديمقراطية لإنجاح العملية. وقال مسؤول العلاقات الخارجية للحزب في منطقة قنديل داخل الأراضي العراقية هفال سركوت، لـ”الجزيرة، إن تنظيمه مصر على إطلاق سراح أوجلان.

وأكد على ضرورة وجود قائده التاريخي الذي يتواجد في السجن منذ سنة 1999، بين صفوفه من أجل قيادته لعملية السلام، بما فيها “إلقاء مقاتلي الحزب لأسلحتهم وحل الحزب والانخراط في عملية سياسية حقيقية مع تركيا”.

مغاربة يأملون أن تُلقي “البوليساريو” السلاح

وخلّف هذا التطور المفاجئ، آمالاً وسط المغاربة، بأن تسير جبهة “البوليساريو” على نفس النهج، وتعلن إلقاء سلاحها، وتنخرط في تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة، في إطار مخطط الحكم الذاتي، لوضع حد لـ”النزاع المُعمّر”.

وعبّر عن هذه الآمال، الناشط السياسي اليساري جمال العسري، الذي كتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “ننتظر بشغف “أوجلان” صحراوي… لتلقي جبهة البوليساريو سلاحها… وتحل نفسها…”.

وأضاف العسري: “ونعمل جميعا كإخوة لبناء مغرب الديمقراطية… مغرب يتسع لجميع أبنائه… متصالح مع جميع جهاته… ونضع نهاية لنزاع يدخل عقده الخامس… نزاع أنهك الجميع”.

ومن جانبه، أوضح الناشط “الفيسبوكي” نورالدين نورنات، في تعليقه على دعوة أوجلان لإلقاء السلاح: “في رأيي الشخصي هذا نوع من أنواع الشجاعة في الممارسة السياسية”.

وأضاف في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي: “اتخاذ قرار صعب بعيدا عن الشعبوية والشعارات الفارغة ودغدغة العواطف”، متابعاً أن البعض قد يرى فيه تراجعاً، واستسلاماً، ولكنه يرى فيه العكس.

وتابع أنه يرى في القرار “القيادة الحكيمة”، التي جربت السلاح ضد تركيا لعقود طويلة، “ولم تجلب به شيئا غير الدمار والخراب والدماء”، لتقرر تغيير موقفها.

وأردف: “ولأن هذه القيادة سيدة إرادتها ولا تأخذ إملاءات من أطراف خارجية، وجدت من الحكمة أن تغير موقفها حقنا للدماء ونزعا لفتيل الفتنة… فألف تحية لهذا الرجل الشجاع…”.

لا مقارنة مع وجود الفارق

وفي هذا السياق، قال الإعلامي الجزائري المهتم بالشؤون المغاربية، وليد كبير، إن إلقاء “البوليساريو” لسلاحها، “أمر مستبعد، بالنظر إلى وجود فارق جوهري، بينهما، وهو أن حزب العمال الكردستاني يمتلك إرادته، ويتحكم في نفسه”.

وأضاف كبير في تصريح لجريدة “بناصا”، أنه في المقابل، فإن “البوليساريو مجرد بيدقة وأداة في يد النظام الجزائري، وبالتالي ليست هي من تقرر بل النظام الجزائري هو من يقرر”.

وأوضح كبير، أن “البوليساريو”، هي “حركة تنفذ أجندات النظام الجزائري، وسياساته العدائية ضد المغرب، وليست سوى أداة من أجل إطالة الصراع”.

وتابع الإعلامي الجزائري: “أما حزب العمال الكردستاني، الذي كان يريد تأسيس دولة مستقلة عن تركيا، فهم أصحاب المشروع، لكن البوليساريو ليست هي صاحبة المشروع”.

واسترسل كبير، في هذا السياق، أن “المشروع يعود للنظام الجزائري، وبالتالي إن أراد النظام الجزائري أن تتوقف البوليساريو ستتوقف، وإن أراد أن تبقى فستبقى”.

وخلص كبير إلى أنه “لا يمكن أن نضعهم في نفس الكفة، ولو أني قلت أمس بأن عليكم أن تتعضوا، فقد كان كلامي موجهاً أساساً إلى النظام الجزائري، لأنها كحركة مسلحة، البوليساريو لا تمتلك سلطة قرارها، ولا تقرير مصيرها”.

Share
  • Link copied
المقال التالي