اقتصر الاتصال الأول بين رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، يوم أمس (الاثنين) في ممر المركز التي يحتضن الاجتماع الدولي لقمة حلف “الناتو” في بروكسل، على 50 ثانية، ليتحول فيما بعد إلى مادة دسمة للسخرية على شبكات التواصل والإعلام الإيبيري.
وقال وسائل إعلام إسبانية، إنه من غير المعروف ما الذي دار بين سانشيز وبايدن خلال تلك المحادثة القصيرة التي لم يُعر فيها بايدن أي إهتمام لرئيس الحكومة الإسبانية، ليغادر بعد تدخل حراس الرئيس الأمريكي لابعاده أمام أنظار الكاميرات.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الاثنان منذ تولي بايدن منصبه في 20 يناير، وفي مواجهة انتقادات بعض الأطراف وسخرية شبكات التواصل الاجتماعي، قلل سانشيز من أهمية قصر هذا الاجتماع وأكد أنه عمل على معالجة مختلف القضايا.
وبعد الاجتماع القصير بين الرئيسين، أفاد قصر “مونكلوا” الرئاسي أن “رئيس الحكومة ورئيس الولايات المتحدة أجروا محادثة قصيرة بعد أخذ الصورة العائلية، لأن كلاهما أرادا تحية بعضهما البعض، واللقاء شخصيًا، وإقامة أول اتصال.
سانشيز يؤكد أنه “أجرى المحادثة” مع بايدن
وقال سانشيز، في ندوة صحافية بعد القمة: “لا يمكنني تحديث الوقت الذي قابلت فيه الرئيس الأمريكي، لكن الأمر كان أكثر بقليل من تلك الثواني”، وتابع “أجرينا محادثة قصيرة ونزهة قصيرة لأن خدمات حلف “الناتو” طلبت منا الذهاب مباشرة إلى غرفة الاجتماعات”.
ومع ذلك، فقد أكد في التصريح ذاته، أنه تحدث مع بايدن حول تعزيز العلاقات العسكرية ما بين إسبانيا والولايات المتحدة وتحديث اتفاقية الدفاع الثنائي وعن الوضع في أمريكا اللاتينية، مردفا: “كما نقلت قلقي بشأن الهجرة والوضع الاقتصادي الذي تعاني منه تلك المنطقة نتيجة الوباء، وأخيرًا، هنأت بايدن على “أجندته التقدمية”.
وأضاف سانشيز، على أية حال، فهذه كانت أولى الاتصالات مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي “ألهم الكثيرين”، حسب تعبيره، من خلال أجندته التقدمية، مشيرا إلى أن كليهما اتفقا على “مواصلة التعاون والعمل والبقاء على اتصال”.
وفي نفس إطار قمة “الناتو”، عقد سانشيز أيضًا اجتماعًا مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، حيث ناقشا تعزيز الاتفاقية بين إسبانيا والمملكة المتحدة بشأن جبل طارق، ومن المقرر أن يلتقي أيضًا مع الرئيس الكندي جاستن ترودو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
أحزاب إسبانيا توجه اللوم إلى الحكومة من فضيحة “اللقاء”
ووجه حزب “الشعب” وحزب “مواطنون” اللوم إلى الحكومة على موجة “السخرية” أمس الاثنين بعد إعلان القصر عن أول اجتماع بين بيدرو سانشيز ورئيس الولايات المتحدة، جو بايدن والذي كان مجرد حديث مقتضب، بينما كان كلاهما في الممر الذي يؤدي إلى قاعة الاجتماعات في بروكسل لقمة الناتو.
ووصفت رئيسة مجتمع مدريد بالإنابة، إيزابيل دياز أيوسو، لقاء سانشيز وبايدن بأنه “قمة 26 خطوة”، وقالت دياز أيوسو عندما كان يدلي ببيانات لأكثر من دقيقة: “لقد تحدثت بالفعل لفترة أطول من مدة قمة سانشيز مع رئيس الولايات المتحدة، والمعروفة حتى اليوم باسم القمة المكونة من 26 خطوة”.
بدوره، انتقد نائب حزب الشعب بابلو هيسبان، الذي اتهم سانشيز، في تصريحات صحافية، بأنه “في غضون عشرين ثانية، تم إثبات عدم أهمية السياسة الخارجية لإسبانيا”، ويرى بابلو كاسادو أن ما حدث يعطي سببًا لتحذيراتهم في السنوات الثلاث الماضية لأن كلا الطرفين يظهران أنهما “ليس لديهما ما يقولانه”.
وأضاف بابلو أنه “إذا لم يعطي العلاقات الثنائية بعد سبعة أشهر من رئاسة بايدن حتى مدة عشرين ثانية للتواصل، فإن إسبانيا تواجه مشكلة خطيرة”، وألمح إلى “الصراع الخطير” الذي تشهده العلاقات المغربية أو الوضع “المقلق” في أمريكا اللاتينية.
وأشارت رئيسة حزب “مواطنون”، إينيس أريماداس، إلى أن “الشيء السيئ في هذه الصور هو السخرية المخيفة والمحرجة، التي كان “بطلها” رجل يشغل حاليا منصب رئيس حكومة إسبانيا”، وأضافت في تغريدة لها أن “الضرر الذي يلحقه سانشيز كل يوم بصورة بلدنا لا يعد ولا يحصى، قبل أن تختم: “يا له من عار”.
تعليقات الزوار ( 0 )