Share
  • Link copied

زيارة الرئيس الصيني تشعل موجة من التساؤلات: هل هي مجرد محطة “ترانزيت” أم تعبير عن مشهد جيوسياسي جديد؟

قالت تقارير إعلامية صينية، إن الزيارة “المفاجئة” للرئيس الصيني شي جين بينغ للمغرب خلال عودته من قمة أمريكا اللاتينية شكلت حدثًا بارزًا في المشهد الدولي، وأثارت تساؤلات حول الدوافع الكامنة وراء هذا الاختيار.

وأوضحت مجلة “China Global South”، أنه في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، يمكن تفسير هذه الزيارة في سياق استراتيجية الصين الرامية إلى تعزيز نفوذها في القارة الأفريقية، وتحديدًا في المغرب الذي يعتبر بوابة إلى القارة السمراء.

ويرى بعض المحللين أن المغرب، بصفته قوة إقليمية وبوابة إلى إفريقيا، يمثل شريكاً استراتيجياً مهماً للصين في تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، التي تهدف إلى ربط آسيا بأوروبا وإفريقيا عبر شبكة من الطرق التجارية والبنية التحتية.

واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن هذه الزيارة تأتي في إطار سعي الصين إلى توسيع نطاق مبادرة الحزام والطريق، التي تهدف إلى ربط آسيا بأوروبا وإفريقيا عبر شبكة من البنية التحتية والتجارة، حيث يعتبر المغرب موقعًا استراتيجيًا على هذه الشبكة، مما يجعله شريكًا مثاليًا للصين في تحقيق أهدافها.

وفي ظل التنافس المتزايد بين القوى العظمى، تسعى الصين إلى تعزيز علاقاتها مع الدول النامية، بما في ذلك الدول الأفريقية، بهدف مواجهة النفوذ الغربي، كما ترغب بكين في تحقيق توازن في علاقاتها مع الدول الإقليمية، وتعزيز دورها كقوة عالمية.

وأكدت المجلة الصينية، أن الزيارة تشجع على زيادة الاستثمارات الصينية في المغرب، خاصة في القطاعات الحيوية مثل البنية التحتية والطاقة، ويمثل المغرب بوابة للأسواق الأفريقية الواعدة، مما يوفر فرصًا كبيرة للشركات الصينية.

كما تهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الصين والمغرب، وتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات، علاوة على أنها تعكس الزيارة دعم الصين للقيادة المغربية في جهودها لتطوير البلاد.

واعتبرت المجلة، أن المغرب يعد البوابة إلى إفريقيا، ويمتلك موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا يطل على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، ويتمتع باستقرار سياسي نسبي، مما يجعله بيئة جاذبة للاستثمارات، كما قامت المملكة بإصلاحات اقتصادية واسعة النطاق، مما عزز جاذبيته للاستثمارات الأجنبية.

وتربط الصين والمغرب علاقات تاريخية ودبلوماسية قوية، حيث من المتوقع أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين الصين والمغرب تطوراً ملحوظًا، مع زيادة الاستثمارات الصينية في مختلف القطاعات.

وستساهم الزيارة في تعميق التعاون السياسي بين البلدين، وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، كما ستعزز الزيارة مكانة المغرب كلاعب رئيسي في الساحة الدولية، وتجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

وأشارت المجلة إلى أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للمغرب تمثل نقطة تحول في العلاقات الثنائية، وتعكس التوجه الصيني المتزايد نحو تعزيز نفوذه في القارة الأفريقية، من المتوقع أن تساهم هذه الزيارة في فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين، وتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية في المغرب.

Share
  • Link copied
المقال التالي