شارك المقال
  • تم النسخ

زلزال الحوز: قصة زوجين فرنسيين يعيدان بناء الأمل وإعمار القرى بتقنيات تراثية (+صور)

في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب في 8 شتنبر 2023، تكاتفت جهود العديد من المتطوعين من مختلف أنحاء العالم لتقديم العون للمتضررين، ومن بين هؤلاء، برز زوجان فرنسيان، هما المهندسة المعمارية لولا لاغييه ومهندس البناء جوردان رييمي، اللذان قررا التوجه إلى المناطق المنكوبة لتقديم خبراتهما في مجال البناء.

رحلة من التضامن إلى الإبداع

وبدافع إنساني، سافرا لولا وجوردان إلى المغرب حيث انخرطا في حياة القرى المتضررة، وبدلاً من فرض حلول جاهزة، اختارا نهجاً مختلفاً، إذ سعيا لفهم الطرق التقليدية للبناء التي اعتمدها السكان المحليون لقرون، “أردنا أن نتعلم كيف كانوا يبنيون من قبل”، تقول لولا، “ثم قمنا بتطوير هذه التقنيات لتجعلها أكثر مقاومة للزلازل”.

ولمدة شهرين ونصف، عمل الزوجان الفرنسيان جنباً إلى جنب مع السكان المحليين لإعادة بناء منزل تقليدي في قرية تغونيت. وقد تميز هذا المشروع بتكلفته المنخفضة، والتي لم تتجاوز 11.500 يورو، وهو المبلغ الذي تخصصه الدولة المغربية لكل عائلة متضررة.

العودة إلى الجذور

وواجه الزوجان بعض التحديات في بداية المشروع، حيث كان السكان متمسكين بالبناء بالخرسانة، إلا أنهما تمكنا تدريجياً من إقناعهم بفوائد البناء التقليدي، والذي يجمع بين الحفاظ على التراث الثقافي والمرونة في مواجهة الزلازل.

ويضيف جوردان:”لقد اكتشفنا أن التقنيات التقليدية، مثل البناء بالطين والحجر، هي الأكثر ملاءمة للمناخ المحلي، وأن هذه التقنيات تسمح للمنازل بالتنفس وتتحمل الحرارة والبرودة بشكل أفضل”.

دليل عملي لإعادة البناء

ولتعميم تجربتهما، قرر لولا وجوردان وضع دليل عملي يتضمن 10 خطوات لبناء منازل مقاومة للزلازل. وهذا الدليل، الذي سيتم توزيعه على القرى المتضررة، سيساعد السكان المحليين على إعادة بناء منازلهم بأيديهم وبأقل التكاليف.

وتقول لولا: “نريد أن نشارك معرفتنا مع الآخرين حتى يتمكنوا من بناء منازل آمنة ومستدامة، وهذا الدليل هو بمثابة هدية منا إليهم، وهو نتاج عمل جماعي بيننا وبين السكان المحليين”.

نداء للتضامن

ومن خلال حملة تمويل جماعي، يسعى الزوجان الفرنسيان إلى طباعة وتوزيع هذا الدليل على نطاق واسع، بالإضافة إلى دعم العائلات التي لا تزال تعاني من آثار الزلزال، ويقول جوردان: “نأمل أن تساهم هذه الحملة في إعادة بناء القرى المتضررة وتوفير حياة أفضل لسكانها”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي