شارك المقال
  • تم النسخ

رغم احتدام التّصعيد.. لماذا يتشبّث المغرب بتجاهل التّهديدات والاتهامات الجزائرية؟

يواصل المغرب تجاهله الكامل لكلّ التصريحات والتهديدات الصادرة عن الجزائر، على الرغم من أن الأمور وصلت مؤخراً إلى مرحلة غير مسبوقة، بعدما اتهمت الجارة الشرقية المملكة، بقتل ثلاثة من مواطنيهان خلال استهداف قافلة تجارية عبر سلاح وصفته بـ”المتطوّر”، على مقربة من بئر لحلو بالجزء الشرقي من الصحراء المغربية.

وعملت الجزائر منذ تأمين المغرب لمعبر الكركارات الحدودي، دون أي إدانة دولية، وهو ما مثّل ضربة كبرى لطموحات الجارة الشرقية وجبهة البوليساريو الانفصالية، _ عملت _ على تسريع وتيرة التصريحات العدائية ضد المملكة، فاتهمتها بدعم حركة استقلال القبائل، ورشاد، قبل أن تقول إن الرباط تقف وراء الحرائق التي اشتعلت في ولايات البلاد.

وعادت الجزائر في غشت الماضي، لإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بسبب ما أسمته بـ”الأعمال العدائية المتكرّرة والتي لا تتوقف من المملكة”، لتواصل التصعيد الأحادي الجانب، وتقرّر إغلاق مجالها الجوي في وجه جميع الطائرات التي تحمل رقم تسجيل مغربي، قبل أن تحرك مجموعة من راجمات الصواريخ صوب الحدود مع الجار الغربي.

وقبل بضعة أيام، بلغت الجزائر أقصى درجات التصعيد لتعلن عن استهداف القوات المسلحة الملكية، لثلاثة من مواطنيها في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، وتؤكد أن الأمر لن يمرّ من دون ردّ، وسط توقعات بقرب إعلان سلطات “قصر المرادية”، عن الدخول في مواجهة عسكرية جديدة بين البلدين الجارين في شمال إفريقيا.

وعلى الرغم من كلّ هذا التصعيد، وباستثناء المصدر المجهول الذي نقلت عنه وكالة “رويترز”، التأكيد على أن المغرب لا يبحث عن الحرب مع الجزائر، ولن يجرّ في سلسلة الاستفزازات، إلا أن المملكة لم تصدر أي تصريح معادٍ للجزائر، وظلّت تجدّد مدّ يده السلام بين الجيران، والدعوة إلى الصلح، والجلوس لمناقشة كافة النقاط الخلافية بشكل واضح ومباشر.

وفي هذا السّياق، قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يسمى بشرطة البوليساريو، إن “جزائر تبون وشنقريحة بلحمة متصدعة تسعى لصناعة قضية وطنية، وتستخدم كل الوسائل لإيهام الشارع الجزائري بأن المغرب عدو للجزائر والجزائريين”.

وأضاف سلمى في تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يجيب فيها عن السبب الذي يجعل المغرب يتجاهل الجزائر، أن “المغرب يعرف ما يسعى إليه النظام الجزائري، ولا يريد أن يمنحه هذا العدو الذي يبحث عنه فيه، ويشتغل عكس رغبة النظام الجزائري بذكاء”.

وأوضح ولد سيدي مولود، أن المغرب “لا يرد على التصريحات والإجراءات الاستفزازية التي تصدر عن الجانب الجزائري، ويمد يده للسلام والوسائم والإخاء بين شعوب المنطقة”.

وتابع القيادي الأسبق في الجبهة الانفصالية: “وحتى أنه أصبح إذا تحجث عن قضية الصحراء التي تعتبر قضية المغرب والمغاربة الأولى، يتحدث فقط عن الشق المغربي منها، ويتفادى الخوض في أفعال خصومه”.

وأكد أن “هذا التكتيك المغربي فضلا عن أنه بات يحرج النظام الجزائري داخليا وخارجيا، العاجز حتى اللحظة عن تقديم دليل يدين المغرب فيما يدعيه عليه. فإنه يبطئ سرعته في الوصول إلى مبتغاه من إعلانه المغرب عدو”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي