Share
  • Link copied

دعوات لإنشاءِ نوادٍ افتراضيةٍ لتدعيم عملية “التعليم عن بعد” في المغرب

بالرغم من اختيار حوالي 90 في المائة، من الأسر المغربية لصيغة التعليم الحضوري لأبنائها، إلا أن الوضعية الوبائية التي تمر بها بعض المناطق، دفعت السلطات المحلية إلى إغلاقها، ما أجبر المديريات الإقليمية على توقيف الدراسة الحضورية بها، واعتماد التعليم عن بعد، وهو نفس القرار الذي تتخذه مصالح أمزازي في حالة ثبوت إصابة أحد التلاميذ أو الأساتذة بإحدى المؤسسات.

ويواصل المغرب تسجيل أرقام مخيفة في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد، كان آخرها تسجيل 2488 حالة مؤكدة، يوم أمس الخميس، وهو ما يعني احتمال استمرار إغلاق المزيد من المؤسسات التعليمية بسبب تسجيلها لإصابات بكوفيد-19، والعودة إلى صيغة التعليم عن بعد فيها، ما يحتم تدعيم هذه العملية بآليات جديدة من شأنها منح نجاعة أكبر لها.

وفي هذا السياق، طالب عدد من المهتمين في الشأن التربوي، بضرورة إنشاء نوادٍ افتراضية من أجل تدعيم عملية التعليم عن بعد، وبهدف إضفاء نجاعة أكبر على هذه الصيغة الضرورية التي لا بديل عنها في هذه الظرفية الاستثنائية، خاصة في ظل تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بفيروس كورونا.

ويعتبر المطالبون بإنشاء نوادٍ افتراضية، بأن الوضع الراهن يحتاج إلى التفكير في آليات جديدة لتعزيز التعليم عن بعد، فإلى جانب المعقيات الاجتماعية والمجالية، والتي تحاول بعض المديريات معالجتها، هناك مشاكل متعلقة بالعملية التعليمية ذاتها، وتحتاج لابتكار أدوات جديدة بهدف تحسين مردود هذه الصيغة التربوية التي فرضتها جائحة كورونا.

وعقب تحويل الدراسة في المغرب، لـ”عن بعد”، حاول مجموعة من الأستاذة الحفاظ على أجزاء القسم حتى في العالم الافتراضي، فقاموا بتنظيم مسابقات ثقافية في الشعر والفن التشكيلي والكتابات المسرحية، بهدف تعزيز العملية التربوية، وتحفيز التلاميذ على تقديم الأفضل، ومساندة الحالة النفسية التي مروا بها بسبب الحجر الصحي، قبل أن يتراجع هذا الأمر، بعد اختيار أغلب الأسر للتعليم الحضوري بداية الموسم الحالي.

ويعتبر إلياس الهاني، الباحث في الشأن التربوي، في تصريح لجريدة “بناصا”، بأن “جودة العملية التعليمية لا يمكن أن تتم سوى بتوفّر جميع أركانها وتداخل أسسها، ومن اللازم اليوم بعد اعتماد نمط التعليم عن بعد في مجموعة من المؤسسات، أن تمتد تلك الأركان، ومنها: الأنشطة والفعاليات التربوية التي تتم بالموازاة مع عملية التعليم عبر النوادي المدرسية”.

وتابع الهاني: “ومع استمرار التعليم عن بعد في مجموعة من المؤسسات، فإن مسألة النوادي الافتراضية ضرورة حتمية يفرضها واقع التعليم اليوم، كونها تشكل رافدا مهما للتوازن النفسي لدى المتعلم، وفرصة مهمة له لكي يبرز طاقاته ومواهبه ويطويرها”.

ومن جهة أخرى، أفادت سارة كريشتو، أستاذة مادة اللغة العربية بالثانوي التأهيلي، أن دور النوادي مهم للغاية في العملية التعليمية التعلمية، وبالتالي فإن التفكير في نقله للعالم الافتراضي بالموازاة مع التعليم عن بعد، خاصة مع استحالة القيام بالأنشطة داخل المؤسسات، في هذه الظرفية الاستثنائية، بات أمرا ملحاً لا يحتمل أي تأخير.

وأضافت بأن النوادي “من شأنها أن تساهم في إغناء الرصيد المعرفي والثقافي للمتعلم وتجعله منفتحا على الثقافات الأخرى، من خلال تنويع المقروء، كما تمكنه من تفجير الطاقات الإبداعية الخفية في مختلف المجالات”، متابعةً بأن “هذه الأنشطة، تخفف الضغط النفسي عن التلاميذ، وتمنحهم دفعة جديدة لاستئناف الدارسة”.

واسترسلت كريشتو:”من خلال هذه الأهداف التي يمكن أن تتحقق من بوابة النوادي، بات لزاما على الأطر التربوية التفكير جديا، في إنشاء نوادٍ افتراضية، بهدف تعزيز العملية التعليمية التعليمة عن بعد”، مردفةً بأن “هذه الخطوة، من شأنها أن تحقق نتائج أفضل في التعليم عن بعد، وتحسن مردوديته، وترفع من نسبة متابعته عبر مختلف الوسائل الرقمية”.

يشار إلى أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، برئاسة سعيد أمزازي، قررت منح صلاحية اختيار الطريقة التربوية للأسر المغربية، التي فضلت التعليم الحضوري، غير أن التطورات الوبائية التي عرفتها العديد من المناطق بالمملكة، وإعادة اعتماد التعليم عن بعد، حتمت على الأطر التربوية التفكير في وسائل جديدة لتعزيز العملية التعليمية التعلمية.

Share
  • Link copied
المقال التالي