Share
  • Link copied

دعم حزب ماكرون لمغربية الصّحراء يصعق جنرالات المرادية ويُنهي زمن النيوكولونيالية

في سياق الدينامية الإقليمية والدولية التي يعرف ملف الوحدة الترابية للمملكة، والذي بات يحظى بدعم دولي متنامي، اختار حزب “الجمهورية إلى الأمام” الذي أوصل إيمانويل ماكرون إلى قصر الإليزيه، مدينة الداخلة كقاعدة للتوجه إلى الفرنسيين بالمنطقة المغاربية وغرب إفريقيا لمخاطبة جماهيره.

وبمناسبة الذكرى الخامسة لتأسيس الحزب، الذي أطلقه ماكرون في السادس من أبريل 2016، قرر قسم المغرب العربي وإفريقيا في حزب “إلى الأمام” افتتاح فرعين في مدينتي أكادير والداخلة، وهي خطوة قد تنتهي باعتراف رسمي بمغربية الصحراء، على غرار الإعلان الأمريكي نهاية السنة الماضية.

ويرى عدد من المراقبين، أن الخطوة الفرنسية تتضمن اعترافا ضمنيا من الحزب الفرنسي الحاكم بمغربية الصحراء، وتتويجا لـ”دبلوماسية القنصليات” التي نجحت في استقطاب أزيد من 21 قنصلية بين مدينتَي العيون والداخلة بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

زمن الوصاية النيو-كولونيالية على المغرب قد ولى

واعتبر إدريس جنداري، الكاتب والباحث الأكاديمي المغربي، أن “إعلان حزب “الجمهورية إلى الأمام” فتح فرعين له المغرب، يترجم إدارك الفرنسيين، أخيرا، أن عهد الوصاية النيو-كولونيالية على المغرب قد ولى، و ما عليهم سوى تدشين مرحلة جديدة قائمة على أساس المصالح المشتركة، من منظور معادلة رابح-رابح”.

وأوضح صاحب كتاب «المسألة السياسية في المغرب» في حديث مع جريدة “بناصا”، أن مؤشرات ذلك كثيرة نذكر منها التمهيد للاعتراف الرسمي الفرنسي بمغريية الصحراء عبر تواجد سياسي وازن للحزب القائد للجمهورية على الأراضي الجنوبية للمملكة.

وأبرز المصدر ذاته، أن هذا ما أكده موقف السفارة الفرنسية بالمغرب الذي جاء متفاعلا مع الحدث بلغة ديبلوماسية رسمية داعمة لمغربية الصحراء.

وأوضح، أن هذه التطورات نزلت كالصاعقة على رؤوس جنرالات المرادية الذين صدمتهم التحولات الجارية، التي كانوا يستبعدونها في ظل التفويض الكامل الذي وقعوه على بياض ومكنوا من خلاله فرنسا من فرض الوصاية الكاملة على الجزائر.

ويأتي التأجيل المفتوح للزيارة الفرنسية الرسمية إلى الجزائر ليؤكد على التوتر الحاصل نتيجة تغيير اتجاه البوصلة الفرنسية في اتجاه المغرب، الذي أصبح شريكا موثوقا وندا دوليا قويا يمكن التعويل عليه كبوابة رئيسية نحو إفريقيا.

وأشار إدريس جنداري، الكاتب والباحث الأكاديمي المغربي، إلى أن المغرب كجار متوسطي قادر على ضبط التوازنات الاستراتيجية في منطقة متحركة تحيطها جنوبا دول فاشلة غير متحكمة في حدودها البرية والبحرية مما يشكل تحديا كبيرا للمجموعة الأوربية بأكملها.

يذكر أن حزب “الجمهورية إلى الأمام” قال في بيان له، إن مبادرة فتح فرعين بمدينتي الداخلة وأكادير يأتي تعزيزا لشبكة الحزب في الدائرة المغاربية وفي غرب إفريقيا، وذلك من أجل تلبية توقعات الفرنسيين في هذه المنطقة على أفضل وجه.

كما تأتي هذه المبادرة، بحسب البلاغ صادر عن حزب الرئيس الفرنسي، الخميس الماضي، في سياق التحركات الدبلوماسية الواسعة التي تقوم بها المملكة المغربية خدمة للقضية الوطنية الأولى، كما سيترأس جاي بيكار لجنة الحزب في أكادير، وكلود فرايسينت في الداخلة.

Share
  • Link copied
المقال التالي