Share
  • Link copied

خبير في العلاقات الدولية يُبدي تشاؤمه من مجريات المفاوضات الليبية بالمغرب

مع ظهور بعض المؤشرات التي تبشر بقرب انفراج الأزمة الليبية، وإمكانية وصول الأطراف المتنازعة إلى حل عبر المفاوضات التي تعقد تحت رعاية المغرب، عبر سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية، عن تشاؤمه من مجريات المفاوضات الجارية هذه الأيام بين الأطراف المتنازعة في ليبيا، والتي تجري بمدينة بوزنيقة المغربية وبدعم من الأمم المتحدة وأطراف دولية.

واعتبر الصديقي أن الملف الليبي أصبح معقدا جدا بسبب التدخلات الدولية والإقليمية ذات الأهداف والمصالح المتناقض/ وقال في اتصال مع جريدة بناصا: “أخشى أن تستمر الأزمة الليبية عقودا إذا لم يتوافق ليس فقط الليبيون، بل أيضا المتدخلون الدوليون والإقليميون، على حل منصف لجميع الأطراف”.

وأعرب الصديقي عن إشادته بالموقف المغربي من المفاوضات الجارية بين الليبيين وعلى أرض مغربية، واعتبر أن الموقف المغربي يتسم بالحكمة، وقال :”يبدو أن عدم تقديم المغرب لأي مقترح أو مبادرة للحل هو موقف حكيم، لأن من شأن أي مبادرة مغربية أن تستفز قوى إقليمية ودولية لا تريد أن يكون للمغرب حضور في ليبيا قد يشكل مستقبلا مصدر إزعاج لهم”.

وأضاف: ” أرى من الأفضل أن يستمر المغرب في هذه المرحلة في القيام بالمساعي الحميدة لتشجيع الليبيين للتفاوض المباشر ولو لفترة طويلة، وألا يقوم المغرب بمهام الوساطة إلا إذا حصل على توافق إقليمي ودولي على هذا الدور…”.

غير أن الصديقي استدرك بقوله: “لكن الحياد السلبي لا يكون مجديا طول الوقت، فقد يكون من مصلحة المغرب أن يعدل موقفه مستقبلا لاسيما إذا استمر أحد أطراف الأزمة في التعنت وعرقلة الجهود المبذولة للوصول إلى الحل السلمي”.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن بناء الدول بعد الانهيار والحرب الأهلية عملية طويلة وشاقة، وقد تستمر عقودا، ولعل مثال أفغانستان والصومال والعراق، وستلتحق بهما اليمن وربما سوريا أيضا، كلها نماذج واضحة على أن التوافق بين أطراف الأزمة ليس سهلا، لاسيما إذا أخذت أبعادا إقليمية ودولية.

وختم سعيد الصديقي حديثه مع جريدة بناصا قائلا: “المرحلة الأصعب ليست المفاوضات فقط بل أيضا مباشرة عملية بناء الدولة التي قد يتهددها في أي وقت خطر الرجوع إلى الوراء، لذلك فإن التوافق الدولي والإقليمي أمر في غاية الأهمية في المراحل القادمة”.

Share
  • Link copied
المقال التالي