أكدت الخبيرة السياسية المغربية الألمانية، أنسيا سايساي، أن الحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد، الذي اتفق المغرب وألمانيا على إطلاقه، سيوفر فرصا جديدة لكلا البلدين في مجالات متعددة.
وأوضحت الخبيرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الحوار الاستراتيجي “من شأنه أن يساعد في إزالة الحواجز التجارية وزيادة تعزيز التبادلات بين البلدين”، مسجلة أن “التعاون الوثيق يمكن أن يفتح فرصا جديدة ويستغل الإمكانات الاقتصادية للبلدين بشكل كامل”.
وأضافت سايساي أن هذا الحوار الاستراتيجي يقدم منصة لتبادل معمق حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والأمن، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تتيح للبلدين تعميق تعاونهما واستكشاف فرص جديدة للمشاريع والاستثمارات المشتركة.
وأكدت أن المغرب يعتبر موقعا استثماريا جذابا للشركات الألمانية، لا سيما في صناعة السيارات والطيران والطاقة المتجددة والتكنولوجيات البيئية، مبرزة أن “الحوار الاستراتيجي سيساعد في إزالة الحواجز وتحسين الظروف الإطارية للشركات الألمانية، مما سيفتح فرص تجارية جديدة”.
وقالت سايساي إن التبادل سيكون له أثر خاص على التعاون في مجال الطاقة المتجددة، مشيرة إلى أن المغرب “يوجد في طليعة تطوير الطاقات المتجددة”.
ووفقا للخبيرة، فإن ألمانيا، الدولة الرائدة في هذا القطاع، لديها الكثير لتكسبه من الخبرة والتقدم الذي أحرزه المغرب، مسجلة أن الحوار الاستراتيجي من المرجح أن يعزز تبادل المعرفة والتقنيات والممارسات الفضلى والتعاون في مجال الطاقة المتجددة.
وأردفت قائلة: “في مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة، يمكن للرباط وبرلين الاستفادة بشكل خاص من بعضهما البعض. فالمغرب، المتأثر بشدة بتغير المناخ، يشارك بنشاط في تدابير التكيف وحدد أهدافا طموحة فيما يتعلق بحماية البيئة والتنمية المستدامة”.
وسجلت سايساي أنه بإمكان ألمانيا المساهمة بخبرتها وتقنياتها، من خلال الحوار الاستراتيجي، وتطوير حلول مشتركة لتغير المناخ.
وأشارت إلى أن البلدين يزخران بموارد طبيعية غنية، بما في ذلك رواسب الفوسفاط والموارد السمكية والفلاحة المتنوعة، ويمكنهما في هذا الصدد من إقامة شراكة تعزز الولوج إلى الموارد وخلق أوجه التآزر في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والمواد الخام.
يذكر أن المغرب وألمانيا اتفقا، يوم الخميس الماضي في برلين، على إطلاق الحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد، والذي سيكون بمثابة أساس للمضي قدما في إطار العلاقات الثنائية وسيعزز التناغم بين مختلف مجالات التعاون الثنائي.
ومن المقرر عقد هذا الحوار الاستراتيجي مرة كل سنتين بالتناوب في المغرب وألمانيا برئاسة وزيري خارجية البلدين.
تعليقات الزوار ( 0 )