دعا خبراء دوليون مشاركون في منتدى ميدايز، اليوم الجمعة بطنجة، إلى تبني سياسات طويلة الأمد مدعومة بشراكات خلاقة بين القطاعين العام والخاص من أجل مواجهة انعدام الأمن الغذائي.
ولاحظ مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي لدى الاتحاد الإفريقي، حميد نورو، خلال جلسة نقاش حول “الأمن الغذائي بالعالم : أية استراتيجيات وردود مستدامة” ضمن الدورة الرابعة عشرة لمنتدى ميدايز، أن انعدام الأمن الغذائي تفاقم خلال مرحلة ما بعد الجائحة، ما تسبب في زيادة كبيرة في أعداد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية بالعالم.
وأشار المسؤول ببرنامج الأغذية العالمي إلى ضرورة وضع سياسات عمومية بعيدة المدى تكون مستدامة، حيث لا تكتفي بالرد على الحالة الطارئة الراهنة، معتبرا أن وضع حد لانعدام الأمن الغذائي يتطلب أيضا انخراطا قويا من القطاع الخاص.
وأوضح أن “المشكلة الرئيسية تتمثل في كون عدد السكان يواصل النمو، بينما العجز الصافي في الإنتاج الزراعي يواصل الاتساع على مر السنين ، مما يفاقم الأزمة”.
من جهته، سجل رئيس مجلس إدارة القرض الفلاحي، نور الدين بوطيب، أن المغرب عرف كيف يدبر الوضعية الغذائية خلال السنوات الأخيرة بفضل سياسة استباقية “محاولا معرفة ما هي المنتجات التي يتعين التوفر عليها لتفادي الوقوع في الأزمة”.
وأشار إلى أن المغرب استورد بالفعل كمية مهمة من الدقيق والسكر والزيوت من أجل تجاوز أزمة الوباء.
كما سجل بأن الصراع الروسي الأوكراني “لم يتسبب في ندرة القمح فقط، بل أدى أيضا إلى ارتفاع مهول في أسعار القمح، إلى جانب فول الصويا والمكونات الضرورية لإنتاج الزيوت الغذائية”، مشيرا إلى أن الانشغال الرئيسي يتمثل اليوم في التخفيف من التغيرات المناخية ومن الإجهاد المائي.
في هذا الصدد، سلط الضوء على الجهود المهمة المبذولة من قبل المملكة لتدبير الماء، من خلال تغيير النموذج إلى “تدبير الطلب عوض تدبير العرض، عبر اللعب على التسعيرة وتشجيع اقتصاد المياه بالاعتماد على تقنيات غير تقليدية”.
وتابع بوطيب أن تحلية مياه البحر وإعادة استعمال المياه العادمة من بين التدابير الأساسية من أجل تدبير أفضل للموارد المائية، وأن هذه التقنيات والابتكارات أصبحت اليوم متاحة بفضل الشراكات مع عدد من البلدان الرائدة في المجال، مثل إسرائيل.
في السياق ذاته، أشار أمين لجنة الأمن الغذائي العالمي، كريستوفر هيغادورن، أن إسرائيل تمتلك تكنولوجيات “رائعة” قادرة على ضمان إنتاج مهم في بيئة قليلة الموارد المائية.
في هذا السياق، أشار الخبير الأمريكي إلى أن هذه التكنولوجيات هي مهمة للغاية بالنسبة لبلد مثل المغرب، والذي يمكنه استخدامها لتعزيز التدابير المتخذة لمواجهة الإجهاد المائي.
وتشكل هذه الدورة من منتدى ميدايز، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس تحت شعار “من أزمات إلى أزمات : نحو نظام عالمي جديد؟”، فرصة لمناقشة القضايا الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية الرئيسية التي تهز الكرة الأرضية، من قبيل الحرب بأوكرانيا، والنزاعات وعدم الاستقرار في أفريقيا، والتوترات في المحيطين الهندي والهادئ، وأزمات الغذاء والطاقة، والتضخم، و تغير المناخ …
بعد سنتين من التوقف، بسبب القيود الصحية، يشكل منتدى “ميدايز” الدولي موعدا مرة أخرى لأكثر من 230 متدخلا متميزا من 80 دولة، بالإضافة إلى الخبراء والمراقبين والمهتمين والباحثين في مجال العلاقات الدولية، ليصل عدد المشاركين المتوقع إجمالا إلى 5000 شخصا.
تعليقات الزوار ( 0 )