بعد أزيد من سنة منع ولوج المشجعين إلى الملاعب، وإقامة المباريات في المغرب بدون حضور، في إطار الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها السلطات للتصدي لتفشي فيروس كورونا المستجد، تأمل الجماهر الرياضية في أن تتحسن الوضعية الوبائية خلال الأسابيع المقبلة، من أجل أن تعود لمتابعة فرقها المفضلة من المدرجات.
وكانت الجامعة الملكية المغربية قد أعلنت في شهر مارس من السنة الماضية، عن إقامة المباريات من دون حضور جماهيري تفادياً لانتشار فيروس كورونا المستجد، قبل أن تعلق البطولة لمدة 4 أشهر وتعيدها في يوليوز من 2020، مع استمرار منع المشجعين من ولوج الملاعب في مختلف المسابقات الوطنية والخارجية التي تجرى بالمملكة، لغاية اليوم.
واكتفت الجماهير بمتابعة مباريات كرة القدم الوطنية من المقاهي، قبل أن يتم منعها لاحقاً لتظل مشاهدة لقاءات فرقهم المفضلة مقتصرةً على المنازل فقط، ويزداد حنين الأنصار إلى الميادين، سيما فرق الوداد والرجاء ونهضة بركان، التي تمثل الكرة الوطنية على المستوى القاري، ويتمنى مشجعوها في أن يكون لهم دور في تحفيز اللاعبين على تقديم الأفضل من داخل الملاعب.
وأعربت مجموعة من الجماهير الكروية في حديثها لـ”بناصا”، عن حنينها إلى المدرجات، بعد غياب تجاوز السنة لأول مرة في تاريخ الدوري المغربي، من بينها عبد الله، واحد من عشاق الفريق البرتقالي، نهضة بركان، حيث اعتبر بأن غياب المشجعين عن الملعب البلدي، بعاصمة البرتقال، واحد من الأسباب المهمة لتراجع مستوى الفريق في الفترة الأخيرة.
وأضاف عبد الله، بأنه كان واضحاً التغيير الكبير الذي طرأ على أداء الفريق البركاني في البطولة الاحترافية وفي المساقبة القارية، حتى قبل إقالة طارق السكتيوي، مشيراً إلى أن “أنصار النهضة وبشهادة العالم الذي تابعهم في مباريات الفريق الإفريقية في السنوات الماضية، كان لهم تأثير كبير في الانتصالات التي حققها النادي”.
وتابع المتحدث بأن “صحيح أن النهضة توج بكأس الكونفدرالية الإفريقية من دون جمهور، ولكن الأنصار كان دائماً لهم دور أساسي خلال فترات الفراغ التي مرّت بها أنديتهم، وهو ما افتقدته بركان في فترة الفراغ التي يمر الفريق هذا الموسم، والتي تسببت في إقالة المدرب طارق السكتيوي وتعيين بيدرو بن علي خلفاً له”.
ومن جانبه، أبرز حسن، وهو من مشجعي الرجاء البيضاوي، لـ”بناصا”، بأنه يشتاق للعودة إلى مدرجات ملعب محمد الخامس الذي لم يدخله منذ أزيد من سنة، بسبب إقامة اللقاءات من دون أنصار، مردفاً بأن “الجراد يعتبرون أفضل جمهور في المغرب وفي إفريقيا ومن بين الأفضل في العالم، وكان بالإمكان أن يكون مسار الفريق أفضل مما هو عليه الآن، لو كانت الجماهير حاضرةً”.
وكشف حسن أنه يشتاق كثيراً إلى المدرجات، “من أجل تشجيع الرجاء في الملعب، بدل البقاء خلف الشاشات”، منبهاً إلى أن “كرة القدم والتشجيع من داخل الملاعب ليست فقط متعة لحظية، بل إن لها دوراً مهماً سيما في لحظات الحزن الشخصي الذي يمر به بعضنا، حيث تكون اللقاءات وانتصارات فرقنا المفضلة، بمثابة المرهم الذي يوضع على الجرح لتخفيف ألمه، غير أن ألم كورونا، لم نجد له مرهماً”، حسبه.
وبكلمات متقاربة مع اختلاف في لون الفريق الذي يشجعه، أكد محمد، وهو من عشاق الوداد الرياضي، اشتياقه الكبير للعودة إلى الميادين لـ”تشجيع سيد الكرة المغربية وممثلها في أقوى البطولات القارية وأغلاها”، مستدركاً: “لقد شاهدنا كيف خرج الوداد الموسم الماضي في نصف النهائي، وأيضا الرجاء، بنتائج كبيرة من فريقي الأهلي والزمالك، أرى أن غياب الجماهير كان عاملاً حاسماً في هذا الأمر”.
وشدد على أن “الجماهير لم تكن لتغير الإقصاء من نصف نهائي النسخة الماضية من عصبة الأبطال، غير أنها، كان يمكن لها أن تكون مأثرةً في النتيجة، ويكون الخروج بحصيلة أقل من تلك التي سجلت في السنة الفارطة”، معرباً عن أمله في “أن يتم السماح للأنصار بالتشجيع من داخل المدرجات في الأدوار الإقصائية من دوري الأبطال، بغيةَ مساندة الوداد”.
يشار إلى أن الوداد تأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، بعدما أنهى دور المجموعات على رأس مجموعته، برصيد 13 نقطة، حققها من 4 انتصارات وتعادل وهزيمة، فيما يتربع الرجاء على عرش مجموعته في كأس الكونفدرالية لحدود الجولة الرابعة، بتحقيقه العلامة الكاملة؛ 4 انتصارات من 4 لقاءات، في حين يحتل نهضة بركان، الرتبة الثالثة في مجموعته بـ 5 نقاط.
تعليقات الزوار ( 0 )