شارك المقال
  • تم النسخ

حملة “فيسبوكية” بالناظور تدعو لإنشاء مستشفى ميداني بعد تدهور الوضع الوبائي

شهدت مدينة الناظور، منذ حوالي شهر، منحى تصاعديّاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، وهو ما دفع السلطات الإقليمية، قبل أسبوعين، على اتخاذ مجموعة من الإجراءات الصارمة، للحد من تفشي كوفيد-19، وعلى رأسها منع الدخول والخروج من الإقليم إلا لمن يتوفر على رخصة استثنائية مسلمة من العمالة.

وتسبب ارتفاع عدد الإصابات في إقليم الناظور، في زيادة الضغط على المستشفى الحسني، الذي كان يستقبل منذ الشهور الأولى لبداية الوباء، المصابين بالفيروس التاجي القادمين من إقليم الدريوش، إضافة لجرسيف في إحدة المراحل، بسبب امتلاء طاقة مستشفى المدينة الاستيعابية، وهو ما أثار قلق الساكنة، ومعه الأطقم الطبية والتمريضية.

وعرفت الإقليم، الذي ظل مستقرّاً من الناحية الوبائية، منذ دخول الفيروس إلى المغرب شهر مارس الماضي، تسجيل 120 إصابة في آخر 24 ساعة، وهو ما دفع، العشرات من النشطاء “الفيسبوكيين”، على إطلاق هاشتاغ: “أنقذوا _ الناظور”، مطالبين بضرورة تدخل الجهات المسؤولية، وإنشاء مستشفى ميداني، لاحتواء الأعداد المتزايدة للمصابين بكوفيد19.

وفي هذا السياق، كتب قريش يوسف، واحد من المشاركين في الحملة، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن جهة الشرق تعرف ضغطاً متواصلاً بسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وضغطاً كبيراً على مصالح التحاليل، بما في ذلك المستشفى الجامعي بوجدة، والمستشفى الحسني بالناظور.

وأضاف الشخص نفسه، بأن ما زاد الضغط على المستشفى الحسني بالناظور، هو عدم دخول المستشفى الإقليمي بالدريوش، حيز العمل، إلى جانب الإرهاق الذي يعاني منه الطاقم الطبي والتمريضي بالحسني، وتسلل كورونا إلأى بعضهم، إضافة للحالات الوافدة عبر النقل البحري، من فرنسا، والتي لا تخلو أي رحلة، حسبه، من عشرات الإصابات الجديدة.

وتابع بأنه، بالرغم من الإجراءات المتخذة، من إدارة المستشفى الحسني، والسلطات المحلية، من قبيل إضافة أقسام جديدة للمساهمة في محاربة كورونا، وترحيل بعض الخدمات لمستشفى العروي، أو ملحق الحسني قرب مسجد الحاج مصطفى، إلى جانب اعتماد العلاج المنزلي للأشخاص الذين لا يعانون من أعراض، إلا أنه، بات وفق المتحدث، من الضروري، إحداث مستشفى ميداني، بغيةَ تخفيف الضغط من جهة، وتسريع وتيرة التحاليل من جهة ثانية.

من جانبهم، طالب عشرات النشطاء الآخرين، بضرورة إحداث مستشفى ميدانيّ مجهز بالكامل، مع الأطقم الطبية والتمريضية لعلاح مرضى كورونا، في أقرب وقت، وقبل فوات الأوان، واصفين الوضع الذي تمر به مدينة الناظور، والإقليم عموماً، بـ”الكارثي”، فيما دعا آخرون، لافتتاح مستشفى زايو، الذي انهت أشغاله منذ فترة، دون أن يدخل للخدمة، وهي الخطوة التي من شأنها تخفيف الضغط المتزايد على الحسني.

وعن هاشتاغ “أنقذوا الناظور”، قال محمد أكعوش، أحد المشاركين في الحملة، إن هذه الخطوة، هي “نداءٌ عفويّ، جاء مباشرة بعد أن رأينا، كشباب يتقاسمون همَّ الإقليم، نتائج التحليلات التي تعلنها مندوبية وزارة الصحة، والتي تكشف عن تفاقم عدد المرضى، ومع استحضار الوضعية الكارثية للمستشفى الحسني، الذي وصلت طاقته الاستيعابية في الجناح المخصص لكوفيد لـ 90 بالمائة”.

وأردف أكعوش، بأنه “وأمام تزايد الأرقام والضغط على أسرة الإنعاش، تخوّفَ الشباب من انهيار المنظومة الصحية بالإقليم، وهو ما دفع لإطلاق نداء أنقذوا الناظور، خصوصاً في ظل التّأخر الحاصل في افتتاح مستشفى القرب بزايو، ومستشفى الدريوش”، موضحاً بأن “الناظور في حاجة ماسةٍ لمستشفى ميداني مجهز، لتجنب أي كارثة في الأيام القليلة المقبلة، إن استمر الوضع الوبائي كما هو عليه”.

ونبه إلى أن عدداً من المدن، عرفت إنشاء مستشفيات ميدانية بعدما تفاقمت الوضعية الوبائية بها، والآن، يضيف أكعوش، “جاء الجور على الناظور، التي باتت في حاجة ماسةٍ لمستشفى ميداني، لأنه في حال استمرت هذه الأرقام، ونحن نعرف الوضعية الصحية، ونعرف حالة مستشفى الحسني، فإننا سنصبح أمام كارثة، لذا فإنه من الضروري، أن يتم اتخاذ خطوة استباقية، لخلق مستشفى ميداني؛ عسكري أو مدني، بهدف تجنيب الإقليم أي انهيار محتمل”.

وأشار المتحدث نفسه، إلى أن “خطوة أنقذوا الناظور، تدعو الناس أيضا، إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية المعلنة من طرف وزارة الصحة، وعلى رأسها التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة”، مشدداً على أنه لابد من أن “يعي الناس بخطورة المرض، وإنهاء التهاون أو القول إنها مرحلة وقد مرت، لأن الأرقام تصدمنا يوماً بعد يوم، لذا من الضروري اتخاذ الاحتياطات التامة، ولابد من انخراط كل الفاعلين في النداء، كلٌّ حسب موقعه، واستطاعته”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي