عشنا كمغاربة خلال الأيام القليلة الماضية أوقاتا عصيبة امتزج فيها مشاعر الألم بالأمل. سجلنا حالات من التضامن الإنساني الرفيع من مواطنين بسطاء، جاؤوا من مناطق بعيدة قصد وضع خبرتهم رهن إشارة فرق الإنقاذ بغية انتشال الطفل رايان من الحفرة التي وقع فيها. لم يكن هؤلاء وغيرهم من الجنود المجهولين في عين المكان الذين كانوا يصارعون الزمن وقساوة الطبيعة ينشدون أضواء الكاميرات ولا استعراض مهارات خطابية، ولا حصد أصوات في بورصة الانتخابات، لذا وصلت رسالتهم مباشرة إلى قلوبنا وجعلتنا نحس بصدقية المثل المغربي القائل: “الخير كيقل لكن مكتيقطعش”.
من جهة ثانية، أكد هذا الحدث الدرامي القدرة المتنامية للإعلام المحلي، الذي يشتغل بإمكانيات متواضعة وفي ظل إكراهات كثيرة، على إيصال نداء الاستغاثة من المغرب العميق الذي تبنته مختلف المواقع الرقمية ووكالات الأنباء ليتحول إلى قضية رأي عام وقضية دولة كما تجلى في بلاغ الديوان الملكي الذي أوضح أن الملك تدخل شخصيا لحث الجهات المعنية لبذل أقصى الجهود الممكنة لإنقاذ الطفل،واتصاله هاتفيا بوالدي الطفل رايان قصد تعزيتهما في وفاة ابنهما.
ويبقى الأمل في أن لا ينشغل الصحفيون بالبحث عن “البوز”، وأن تظل جذوة التضامن الإنساني التي عبر عنها العديد من المغاربة بالملموس ،خلال الأيام العصيبة الخمسة أو بعد وفاة الطفل رايان، متقدة لأن هناك مئات إن لم نقل الآلاف من “الريانات” في البوادي والأحياء الهامشية يعانون في صمت بعيدا عن أضواء الكاميرات ، وهم في حاجة لطعام يقيهم الجوع وغطاء أو سقف يحفظهم من لسعات البرد،
تعليقات الزوار ( 0 )