في الخامسة من مساء اليوم الخميس 3 فبراير الجاري، يكون الطفل ريان (5 سنوات) قد قضى 48 ساعة كاملة داخل بئر قرب مسكنه في ضواحي جماعة تاموروت بإقليم شفشاون، في وقت لا تزال السلطات المحلية وفرق الإنقاذ التابعة لمصالح الوقاية المدينة تواصل حفر خندق على جنبات البئر قصد الوصول إليه وإخراجه.
وفي الوقت الذي انتقد فيه عدد من المتتبعين التأخر الحاصل في الوصول إلى حل لإنقاذ الطفل وهو على قيد الحياة، يرى آخرون أن طبيعة البئر المعني ونوعية التربة والتضاريس التي يتواجد بها تضع فرق الإنقاذ أمام تحدٍ جدي وصعب، استنفذ جميع الحلول الأخرى باستثناء عملية الحفر المتواصلة.
في هذا التقرير، اختارت “بناصا” ثلاثة حوادث مشابهة في ثلاث دول مختلفة من العالم والطرق التي لجأت إليها فرق الإنقاذ لإخراج أطفال من عشرات الأمتار تحت الأرض:
الهند:
لجأ الجيش الهندي وفريق الإغاثة الوطني بهذا البلد، إلى طريقة مماثلة للتي اعتمدها فرق الإنقاذ في حالة الطفل ريان، لإنقاذ طفل سقط في بئر عمقه 35 مترا.
وعمل هذه الفرق، وفق ما صحيفة “ميرور” البريطانية على حفر حفرة عمقها 13 مترا موازية للبئر من أجل الوصول للطفل، الذي تعاون مع الفريق، حيث كان لا زال على قيد الحياة وفي كامل وعيه، رغم أنه مكث ليومين في البئر.
وكان “روشان سينغ” يلعب مع أصدقائه حينما وقع في الحفرة التي علق فيها على عمق 11 مترا فقط، وهو ما جعل مهمة إنقاذه ممكنة حسب فريق الإنقاذ.
الصين:
في هذه الحالة استخدمت السلطات الصينية طريقة ذكية لإنقاذ طفل صغير “3 سنوات” بعد سقوطه في حفرة عميقة (90 مترا) وضيقة في مقاطعة شاندونغ شرقي البلاد، لكنه علق على عمق 12 مترا من سطح الأرض.
وأنزل رجال الإطفاء حبلا بنهايته حلقة وبعد محاولات عديدة تمكنوا من ربط الحلقة في ذراع الطفل وسحبه من الحفرة، وقال أطباء بعد فحص الطفل إنه بخير.
وحينما وصل رجال الدفاع المدني إلى المكان وجدوا أنه من المستحيل إنقاذ الطفل عبر نزول أحدهم للحفرة خاصة وأن مساحة فوهتها نحو 30 سنتيمترا فقط.
العراق:
في هذه الحالة، كان خيار الاستعانة بفتى متطوع نحيل الجسم، الوحيد الممكن لإنقاذ طفل بعمر عام ونصف بعد سقوطه في بئر بعمق 50 مترا وبقطر ضيق لا يتجاوز النصف متر فقط، في مدينة الموصل العراقية.
وتم ربط قدمي الطفل المتطوع وإنزاله رأسياً إلى أسفل البئر ليتمكن من الوصول إلى الطفل، وحمله بإحكام ليتم بعدها رفع الاثنين”.
وأشار الدفاع المدني، عبر صفحته على “فيسبوك” إلى أنه “استحال إنزال رجل من الدفاع المدني نظرا لضيق البئر”.
ووفق آخر التطورات، بلغت عمليات الحفر الجارية لإنقاذ الطفل ريان، إلى عمق يفوق 22 مترا.
وأفاد مصدر من السلطات المحلية، لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن عمليات الحفر التي انطلقت صباح الأربعاء باستعمال خمس جرافات وآليات ثقيلة وصلت إلى عمق 22 مترا، مبرزا أن الجهود متواصلة دون توقف على أمل انتشال الطفل حيا بعد سقوطه في بئر على عمق 32 مترا.
تعليقات الزوار ( 0 )