Share
  • Link copied

جهة فاس مكناس تشهد دينامية فلاحية وصناعية وسياحية شاملة

انخرطت جهة فاس – مكناس، العريقة في مجال التصنيع، والتي تزخر بمؤهلات واعدة في المجالين الفلاحي والسياحي، في الدينامية القوية للحفاظ على السيادة الوطنية على المستويين الفلاحي والصناعي، وتعزيز موقعها كوجهة سياحية دولية متميزة.

وتعزز اقتصاد الجهة في السنوات الأخيرة بفضل القطاعات الثلاثة التي تعيش دينامية شاملة بفضل إنجاز مجموعة من الأوراش والمشاريع الكبرى في إطار تنفيذ استراتيجيات طموحة تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تنويع الاقتصاد الوطني والنهوض به.

وتحتل الفلاحة مكانة متميزة في اقتصاد جهة فاس – مكناس، حيث تضطلع بدور هام في تنمية الجهة والمساهمة في ناتجها الداخلي الخام.

وفرضت الجهة نفسها، خلال العشرين سنة الأخيرة، كفاعل رئيسي في القطاع الفلاحي الوطني، بفضل المميزات الطبيعية التي تزخر بها كتنوع المناخ، وخصوبة التربة ووفرة الموارد المائية.

وتتموقع جهة فاس – مكناس كثالث حوض للإنتاج الفلاحي على المستوى الوطني، بمساحة صالحة للزراعة تبلغ حوالي 3ر1 مليون هكتار، منها 15 في المائة مسقية.

وتعتبر النتائج المتميزة التي حققتها جهة فاس – مكناس ثمرة استراتيجية طموحة تم استلهامها من التوجيهات السامية للملك محمد السادس. وتعتبر استراتيجية ” الجيل الأخضر 2020 – 2030 ” ثمرة لمكتسبات مخطط المغرب الأخضر، الذي حقق نتائج لافتة من حيث نمو واستدامة القطاع الفلاحي.

وتهدف هذه المبادرة الملكية السامية إلى جعل الفلاحة الوطنية رافعة للتنمية ذات بعد إنساني كبير، تساهم في رفع التحديات التي تفرضها الظروف المناخية والفلاحية الخاصة.

ومكن التنزيل الجهوي لهذه الرؤية الاستباقية القطاع من احتلال مكانة بارزة في الاقتصاد المحلي، مشكلا بذلك 2ر15 في المائة من الناتج الداخلي الخام الفلاحي، أي ما يمثل رقم معاملات سنوي يفوق 506 مليون درهم.

وتحتل جهة فاس – مكناس المرتبة الأولى في عدة سلاسل، ضمنها إنتاج الكبار (70 في المائة من الإنتاج الوطني) والكرز. كما تعتبر الجهة المصدر الأول لمنتجات النبيذ وزيت الزيتون وثفل الزيتون.

ويهدف تنفيذ استراتيجية الجيل الأخضر 2030-2020 بالنسبة لجهة فاس – مكناس، بحلول سنة 2030 ، إلى منح 35.000 أسرة إمكانية الوصول إلى الطبقة الوسطى مع استقرار 49.000 أسرة على مستوى هذه الطبقة.

وتطمح الجهة إلى تغطية ما مجموعه 530 ألف هكتار، ضمنها 430.000 هكتار من الحبوب والبقوليات و 100.000 هكتار من الأشجار المثمرة، وسيتم تحقيق هذا الهدف بفضل نظام تحفيز أكثر جاذبية للفلاحين.

وإلى جانب المكانة التي تحتلها في قطاع الفلاحة، رسخت الجهة مكانتها كموقع جذاب وتنافسي، إلى جانب مدينتي القنيطرة وطنجة، حيث أصبحت فاعلا رئيسيا في مجال معدات السيارات .

وساهمت الفرص الواعدة التي تتيحها جهة فاس – مكناس، التي يساهم نسيجها الصناعي بنحو 8ر5 في المائة من الناتج الداخلي الخام الوطني للقطاع ويخلق قيمة إجمالية للتصدير تقدر ب 2ر4 مليار درهم (بما في ذلك 45 في المائة للمنسوجات والجلد)، في استقطاب مجموعات دولية وازنة كألستوم ويازاكي وديلفي.

كما تواصل الجهة تعزيز دينامية التنموية بمشاريع طموحة كمنطقة التسريع الصناعي عين الشكاك بصفرو، التي تعد أول منطقة حرة بالجهة تنجز في إطار مخطط التسريع الصناعي الجهوي.

ومن بين المشاريع الرئيسية، ثمة أيضا الحظيرة الصناعية لعين الشكاك والحظيرة الصناعية لفاس سايس والمنطقة الصناعية لويسلان بمكناس.

ولمواكبة هذه الدينامية الصناعية، تقترح الجهة عرضا عقاريا صناعيا يمتد على أزيد من 13 حيا ومنطقة صناعية عملية، على مساحة إجمالية تناهز 1000 هكتار.

كما تمت في إطار المخطط الجهوي للمناطق اللوجيستية برمجة سبع مناطق لوجيستية على مساحة تناهز 365 هكتار.

من جهة أخرى، عملت الجهة على تعزيز مكانتها كثالث قطب سياحي رئيسي في المغرب، بفضل السياسة الاستباقية التي نهجها المغرب في قطاع السياحة تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتعززت جاذبية الجهة بشكل أكبر بفضل ترميم وتثمين تراثها السياحي، وكذا من خلال البرامج المخصصة لتأهيل المدينتين العتيقتين بفاس ومكناس، وحوالي 20 مبنى تاريخيا.

وبفضل تموقعها في قلب المبادلات الاقتصادية الوطنية، تم إدراج فاس ضمن خانة الوجهات السياحية الثمانية المحددة في إطار الاستراتيجية الوطنية للسياحة. وتطمح الجهة إلى أن تصبح وجهة مميزة للمسافرين الباحثين عن الثقافة والتاريخ والرفاهية، مع إبراز التكامل القوي بين وجهات فاس ومكناس وإفران.

يظل هذا الطموح مشروعا، وللوصول إليه استفادت الجهة من استثمارات سياحية مهمة بلغت 19 مليار درهم خلال الفترة ما بين 2011و 2020، ما أهلها لاحتلال المرتبة الثانية وطنيا في ما يتعلق بالاستثمارات المخصصة للوجهات الثقافية.

وتنصب المشاريع الاستثمارية بالجهة، على الخصوص، في الإيواء السياحي الكلاسيكي كالفنادق (39 في المائة)، ودور الضيافة (21 في المائة)، والمآوي والإقامات السياحية (16 في المائة).

وحتى الآن، يوجد 73 مشروعا سياحيا في طور الإنجاز من شأنها رفع الطاقة الاستيعابية للجهة إلى 3615 سريرا.

من جهة أخرى، يوجد 43 مشروعا سياحيا في طور الدراسة أو الانطلاقة، تروم رفع عدد الأسرة إلى 4664 سريرا.

وفي إطار العقد البرنامج بين الدولة والجهة 2022-2020، تم إطلاق 19 مشروعا خصص له غلاف مالي إجمالي قدره 5ر938 مليون درهم.

ويهدف إنجاز هذه المشاريع المهيكلة إلى تمكين الجهة من التموقع كثالث قطب سياحي في البلاد، بعد قطبي الدار البيضاء- الرباط ومراكش.

كما تسعى الجهة إلى تعزيز مكانتها الدولية على المديين المتوسط والطويل (2035) ، بأن تتحول إلى محرك حقيقي للنمو الثقافي.

ولتحقيق هذا الهدف، تستلهم المسار الذي نهجته وجهة “مراكش”، من خلال إبراز الأصالة والهوية واكتشاف التراث والثقافة، إضافة إلى جودة الإيواء والمطعمة.

وتتيح جهة فاس مكناس، التي تضم المدينتين التاريخيتين فاس ومكناس، والموقع الأثري الروماني وليلي، إضافة إلى مدن مولاي إدريس زرهون وتازة وصفرو والبهاليل، للزوار السفر عبر تاريخ المملكة واكتشاف التراث المادي واللامادي الغني، بمختلف تجلياته كالهندسة المعمارية والصناعة التقليدية و الفنون.

Share
  • Link copied
المقال التالي