فاجأت جماهير الوداد الرياضي الكثيرين، بالحضور الذي وصف بـ”الغفير” خلال المباراة التي جمعته بفريق الزمالك المصري على مركب محمد الخامس في الدار البيضاء في ثالث جولات دور المجموعات ببطولة دوري أبطال إفريقيا، وهو عدد يفوق حضور جماهير الرجاء البيضاوي خلال مباراته ضد حوريا الغيني.
وكشفت مصادر رياضية أن الجماهير التي حلّت بكثافة إلى الملعب لأول مرة بعد عامين من الغياب بسبب جائحة كورونا قضت ليلا كاملا في محاولة منها تحصيل تذكرة للدخول بعد طرح اللجنة لـ40 ألف تذكرة فقط، ما تسبّب في ضغط كبير على النظام المعلوماتي.
وبعد الانتصار الذي حقّقه فريق الوداد بثلاثية نظيفة مقابل هدف واحد من الفريق الخصم، اعتبر وليد الركراكي، مدرب الفريق البيضاوي، أن الجمهور هو العامل الرئيسي في هذا الفوز، واصفا إياه بـ”انتداب الفريق” خلال هذه الجولة.
وقال الركراكي: “الآن عرفت كيف فاز الوداد الرياضي بدوري أبطال إفريقيا (سنة 2017)، وفهمت كيف يمكن للفريق الفوز في أي مباراة مع هذا الجمهور الرائع، هذا الجمهور لا يمكن تصديقه، لم أر مثل هذه الأجواء طيلة حياتي، لعبت في إسبانيا وفي المنتخب الوطني، لكني لم أر مثل هذه الأجواء”.
وأضاف قائلا: “هذا هو الجمهور الحقيقي، بعد إحراز الزمالك هدف في مرمانا، مع بداية المباراة، لم يطلق الصفير علينا، بل استمر في تشجيعنا، ولو لم يكن الجمهور لما كنا لنفوز في هذه المباراة، حتى لو كنت أنا هو المدرب مورينيو، لن أفوز في هذه المباراة بدون جمهور”.
وأجمع المتفاعلين مع عودة الجماهير إلى الملاعب على أنه منظر “مبهج” افتقدته الكرة المغربية لمدة عامين، مشيرين إلى أنها إشارة واضحة على خروجهم من الحالة النفسية الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا وفرصة للترويح عن النفس.
من جانبهم، قالت جماهير الوداد وبخاصة “أولتراس وينرز”، أنه “ما أجمل العودة للحضن الدافئ الذي يجمع عائلتنا الكبيرة، سعداء بالعودة للمدرج الشمالي، بعد سنتين من الغياب.. يتجدد اللقاء بالحب الخالد.. مسؤوليتنا جميعا إنجاح هذه العودة واستثمارها بشكل إيجابي، ورسم صورة مثالية وحضارية عن الجمهور الودادي، الآن فقط بإمكاننا أن نستنشق الأوكسجين في المكان الذي نحيى فيه وتهتز فيه قلوبنا بقوة”.
ودعوا عبر صفحتهم على موقع “فايسبوك”، “لنكن على قدر المسؤولية، ونهيب بأعضاء المجموعة وكل أنصار الوداد الرياضي كي يجعلوه يوم عيد ويوم انتصار، ولنكن فائزين في كل شيء، لنتفادى أي تصرفات طائشة وأي تهور ممكن سواء داخل او خارج الملعب.. كل شخص يتحمل مسؤولية أفعاله، هدفنا مساندة الفريق لتحقيق الانتصار وهذه هي الغاية الوحيدة من التنقل للملعب، من كان يريد شيء آخر فمن الأفضل أن يتابع المباراة على شاشة التلفاز ويترك مكانه لمن هو على استعداد لإخراج صوته بقوة بلا كلل، أو ملل”.
وكان فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم قال، في تصريحات صحفية، أن عودة الجماهير المغربية إلى المدرجات “يوم تاريخي بالفعل. هذه العودة تمثل حدثا كبيرا لطول مدة غياب الجماهير، ودلالات العودة تعني انفراج الأوضاع الصحية في بلادنا ولله الحمد وتحكما في الجائحة، كما تعد مؤشرا على عودة الحياة لطبيعتها”.
وأضاف “لقد قام الجميع بتضحيات كبيرة، وبالتالي لم يعد هناك ما يدعو لبقاء الملاعب مهجورة، لكن وفق تدابير وبروتوكول خاص سنقوم بتطبيقه بتنسيق وتعاون مع مسؤولي الفرق والأندية”.
وواصل “مثلما كانت التضحيات في السابق وقد ثمناها فإننا نأمل أن تكون العودة ناجحة، خاصة للأندية التي تمثل المغرب قاريا وكذلك المنتخب المغربي الذي سيحظى بدعم أنصاره أمام الكونغو الديمقراطية في الدور الفاصل المؤهل للمونديال. نأمل أن تتوج عودة الجماهير بالتأهل إن شاء الله”.
تعليقات الزوار ( 0 )