Share
  • Link copied

جريمة التشهير بداعية مغربي في سياق التشكيك بالثوابت الدينية.. هل يلجأ الأستاذ ياسين العمري إلى القضاء؟

أما بعد،

توصلت من أحد الأصدقاء بفيديو يوثق لمكالمة هاتفية كان ضحيتها الداعية المغربي المعروف، والأستاذ بجامعة الحسن الثاني ياسين العمري، حيث حاول المتصل المعروف بنشاطه الإلحادي في وسائل التواصل الاجتماعي،  وهو يطبق المثل “لي كيشطح ما كخبيش وجهو”   حيث حاول عبر سؤاله استفزازي وتحقيري بالداعية الذي لم يسبق لي أن رأيته يدعي أنه مفكر أو فيلسوف في مجال الفكر الإسلامي كي يجيب على هذا النوع من الأسئلة التي ناقشها  مفكرون و فلاسفة و نسفوا أطروحات الإلحاد كما فعل المفكر المصري مصطفى محمود وهو الذي أصدر كتابه الشهير حوار مع صديقي الملحد و غيره من المفكرين الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام عبر الخوض في هذا الحقل الفكري.

أما بعد،

إن منتجي هذا الفكر، ومنهم هذا الشخص، الذي عاش ظروفا اجتماعية قاسية، حسب ما جاء على لسانه في حوارات قام بها في المنصات التي ينشط بها، و يبدو أن ما عاشه كان له تأثير على قناعاته وفق نظريات علم النفس و سلوكه، وظهر ذلك جليا في حواره مع الأستاذ ياسين العمري حيث انسلخ من كل مرجعية أخلاقية، فلم يدخل البيوت من أبوابها، لم يعرف بصفته و اسمه، ولم يخبر الرجل ببث المكالمة لمجموعة من الأشخاص الذين حضروا عملية جلد الداعية و احتقاره و تحقيره و التشهير به  مع سبق الإصرار والترصد، وعبر طرح سؤال فلسفي و فكري يشكك في نبوة سيدنا رسول الله عليه الصلاة و السلام و أمام أهله وأسرته و أبنائه..وهو سؤال بعيد عن ما يخوض فيه الداعية كأحكام الصلاة و الوضوء و الصيام و المعاملات وفق مرجعيته الدينية.

أما بعد،

لا يمكن اليوم فصل هذا السلوك عن ما تشهده الساحة الإعلامية و مواقع التواصل من نقاشات كلها تهدف إلى زعزعة العقيدة و إثارة الفتنة و ضرب المرجعيات و القدوات التي يعتبر الأستاذ العمري جزءا منها في مجال الدعوة و النصح و له من يسمعه ويقتضي به في مجال الحياة الدينية، ولو لم يكن محل اجماع واتفاق بين كل أطياف المجتمع إلا أنه من سوء الأخلاق أن يتم التشهير به و تحقيره.

والسؤال: هل سنرى بعض الأصوات الحداثية والحقوقية تدعوه إلى اللجوء للمؤسسات القضائية لجبر الضرر الحاصل له جراء نشر هذه المكالمة دون إذنه وموافقته، وهو ما يعاقب عليه القانون الجنائي المغربي؟

أما بعد،

لقد دعا الملك في خطاب العرش إلى التشبث بالقيم و الجدية بمفهومها المغربي الذي يدعونا إلى التشبث بالتوابث الوطنية “الله الوطن الملك” لكن يبدو أن هناك مجموعة خصوصا في العالم الرقمي تسبح ضد هذا التوجه و تحاربه و تستهتر بالعلماء و المفكرين وحفظة كتاب الله و الدعاة المعتدلين و المنخرطين في هذه المرجعية الوطنية، بل حتى مجهودات مؤسسات التأطير الديني و فقهاء و أئمة صلاة الجمعة التي تعتبر مثالا يحتذى به لدى باقي الدول الإسلامية عبر تدبير محكم لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية!

هذا لا يلغي مبدأ فتح النقاش لكن وفق الضوابط العلمية و الفكرية و الأخلاقية لا أن يتم ذلك وفق أساليب المخاتلة والتدليس، والتي تنافي هذه المبادئ و القانون الذي أجمعت عليه الأمة.

أما بعد،

قال الله ،تعالى “إن الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنات و لم يتوبوا لهم عذاب جهنم و لهم عذاب الحريق”.  صدق الله العظيم.

Share
  • Link copied
المقال التالي